الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

وفاة الرئيس النيجيري والقائم بأعماله يتولى السلطة

وفاة الرئيس النيجيري والقائم بأعماله يتولى السلطة
7 مايو 2010 00:03
أدلى الرئيس بالوكالة جودلاك جوناثان أمس القسم كرئيس لنيجيريا ليصبح خامس رئيس مدني للبلاد بعد إعلان وفاة الرئيس عمر يار أدوا الليلة قبل الماضية. وتوفي أدوا إثر صراع طويل مع المرض بسبب مشكلات في القلب والكلى وتم دفنه أمس في مدينة كاتسينا الشمالية التي يتحدر منها. واقسم جوناثان “52 عاماً” على خدمة بلاده أمام رئيس المحكمة العليا خلال مراسم أُجريت في القصر الرئاسي. وعدا عن برنامج الإصلاحات الذي بدأه سلفه، يتعين على جوناثان أن يعد البلاد لخوض الانتخابات العامة المقررة في 2011. وبعد أدائه اليمين، تعهد جوناثان بأن يكون إصلاح النظام الانتخابي ومحاربة الفساد والحفاظ على السلام في دلتا النيجر المنتجة للنفط على رأس أولوياته. وأضاف: “وبالمثل، ستتصدر أولوياتنا في الفترة المتبقية أمام هذه الإدارة جهود دعم السلام والتنمية في دلتا النيجر وأيضاً سلامة الأرواح والممتلكات في كل أنحاء البلاد”. وكان جوناثان يدير شؤون نيجيريا أكبر دول أفريقيا سكاناً منذ شهور خلال مرض يارادوا. وسيكمل جوناثان ونائبه بعد ذلك ولاية الرئاسة في هذه الدولة المنتجة للنفط التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 140 مليون نسمة حتى الانتخابات المقرر إجراؤها في أبريل 2011. وقال جوناثان: “فقدت نيجيريا درة تاجها”، وأعلن الحداد الوطني لمدة سبعة أيام. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه يصلي من أجل عائلة يارادوا وأشار إلى “تواضعه الشخصي ونزاهته الجمة”. وكان يارادوا غائباً عن الساحة السياسية منذ نوفمبر حينما غادر البلاد للعلاج من مرض في القلب في السعودية. وعاد إلى نيجيريا في فبراير، لكنه ظل مريضاً بدرجة منعته من تولي مهام منصبه. وتولى جوناثان السلطات التنفيذية في فبراير وأحكم منذ ذلك الحين قبضته على السلطة وعين حكومة جديدة وفريقاً من المستشارين، لكن وفاة يارادوا تزيد المخاطر قبل الانتخابات المقبلة. وليس من الواضح إن كان جوناثان الذي ينحدر من دلتا النيجر في جنوب البلاد سيرشح نفسه للرئاسة بسبب اتفاق غير مكتوب في الحزب الحاكم على انتقال السلطة بين الشمال والجنوب. ومن المقرر أن تكون فترة الرئاسة المقبلة التي تستمر أربع سنوات من نصيب الشمال المسلم الذي كان يارادوا ينتمي إليه. وتعهد يارادوا عند توليه السلطة باحترام حكم القانون، وكان كثير من النيجيريين ينظرون إليه في بادئ الأمر على أنه بارقة أمل بعد ثماني سنوات من حكم الرئيس السابق أولوسيجون اوباسانجو وهو قائد عسكري سابق متعجرف صاحب ميل لتجاهل أحكام القضاء. وكان يارادوا أول رئيس لنيجيريا تلقى تعليماً جامعياً وفاز بالانتخابات في أبريل 2007 والتي شابتها اتهامات بالترويع والإدلاء بالأصوات أكثر من مرة، إلا أنها مثلت أول انتقال للسلطة من رئيس مدني إلى آخر منذ استقلال نيجيريا عام 1960. لكن حالة التفاؤل التي سادت بعد انتخاب يارادوا سرعان ما تلاشت وتعرض لانتقادات بسبب بطء تقدم البلاد في كل شيء من الإصلاحات الاقتصادية إلى إعادة تأهيل قطاع الطاقة. وكان النجاح الأكبر الذي حققه يارادوا في منطقة دلتا النيجر المضطربة وهي قلب أكبر صناعة للنفط والغاز في أفريقيا. وارتفعت وتيرة هجمات المتشددين خلال الفترة الأولى من رئاسة يارادوا، لكن عرضه العفو عنهم العام الماضي دفع آلاف المسلحين إلى إلقاء سلاحهم وجلب أكثر من ستة أشهر من السلام النسبي في المنطقة. وذكرت حركة تحرير دلتا النيجر وهي الجماعة المسلحة الرئيسة في المنطقة أنها حزنت لوفاة يارادوا. وقالت في رسالة بالبريد الإلكتروني: “نعتبر الرئيس الراحل صانع سلام حقيقياً بدأ تواضعه واحترامه ومبادراته في خلق ثقة في عملية السلام.. قد تخلف وفاته فراغاً ربما لا يمكن ملؤه”. جودلاك جوناثان عالم دخل الساحة السياسية لاجوس (ا ف ب) - جودلاك جوناثان الذي أصبح الخميس رئيساً لنيجيريا بعد وفاة عمر يار أدوا، عالم يتحدر من الجنوب النفطي ودخل الساحة السياسية قبل 10 سنوات. وكان جوناثان نائب الرئيس يار أدوا وافق في فبراير على طلب البرلمان أن يحل محل رئيس الدولة لوضع حد لحالة الاضطراب السياسي في البلاد. ويحمل جوناثان، الذي يتحدر من دلتا النيجر المنطقة، التي تشهد اضطرابات، ويعيش سكانها في الفقر، دكتوراه في علم الحيوان. وقد شهد صعودا اجتماعيا مهما لرجل ولد في عائلة متواضعة تنتج زوارق في ولاية بايلسا. وبعد أن عمل في قطـاع التدريـس ثم من أجل حماية البيئة في وكالة حكومية، بدأ العمل في السياسة في 1998. لكن مسيرته تأثرت إلى حد كبير بأحداث لم يكن يملك سلطة عليها وتوازنات إقليمية ودينية. وقال مارك أنطوان بيروز دي مونكلو الباحث في معهد الأبحاث للتنمية والخبير في شؤون نيجيريا “لقد دفعت به الأحداث إلى الواجهة ولا نعرف ما إذا كانت لديه طموحات سياسية”. فقد وجد نفسه وخلافاً للتوقعات مرشحاً لمنصب نائب الرئيس مع عمر يار أدوا في الاقتراع الرئاسي الذي جرى في أبريل 2007 بينما كان أحد كبار شخصيات في الحزب الديمقراطي الحاكم يتحكم بالوضع. وقبل ثمانية أعوام من ذلك أي في 1999 وهي سنة عودة الديمقراطية انتخب بصفته مرشحاً عن الحزب الديمقراطي الحاكم نائباً لحاكم بايلسا الولاية الأساسية في الاتحاد لأنها منتجة للنفط. وأعيد انتخابه في 2004 مع الحاكم ديبرييه الاميسيغا، الذي أقيل في ديسمبر 2005 إثر اتهامه بتبييض أموال. وأصبح جودلاك جوناثان فعلياً حاكم الولاية الذي يدير شؤونها حتى 2007. ورشح الحزب الديمقراطي الذي يهيمن على الساحة السياسية عمر يار أدوا الحاكم في الشمال الذي يشكل المسلمون غالبية سكانه، للانتخابات الرئاسية في أبريل. ومن أجل الرد على مطلب توزيع متوازن للسلطة بين الشمال والجنوب المسيحي بشكل أساسي، اختار الحزب جودلاك جوناثان المسيحي لمنصب نائب الرئيس معتبراً أنه “أنظف” حكام ولاية الدلتا المعروفين بالفساد. وفاز الرجلان في الاقتراع الذي اتسم بمخالفات كبيرة حسبما ذكر كل المراقبين تقريباً. وبصفته نائباً للرئيس عمل جوناثان من دون ضجيج لكنه لم يثر إعجاباً كبيراً. ويرى البعض أنه يفتقر إلى الشخصية القوية والصرامة بينما يشير آخرون إلى أنه لم يتورط على الأقل في أي فضيحة مالية.
المصدر: أبوجا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©