الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اتهام إعلانات الفنانين بتشويه التراث

اتهام إعلانات الفنانين بتشويه التراث
16 يونيو 2016 18:49
سعيد ياسين (القاهرة) أثارت الإعلانات التلفزيونية التي يقدمها عدد من الفنانين والفنانات في رمضان عن مجموعة من السلع الخدمية والترفيهية، استياء العديد من النقاد والمخرجين الذين هاجموها، وهاجموا أصحابها، سواء في لقاءاتهم التلفزيونية أو عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وأكدوا أن ما يحدث هو تضامن بين الفنانين وأصحاب هذه الشركات لاستغلال الناس واللعب على وتر حبهم للفنانين، كما نالت غضب الجمهور الذي يتابع الدراما التلفزيونية، خصوصاً وأنها تقطع عليهم حبل التواصل مع ما يتابعونه. أبرز الإعلانات ومن أبرز الإعلانات التي تم طرحها مع بداية رمضان، إعلان عن إحدى شركات الهاتف المحمول، شارك في تقديمه أحمد السقا وليلى علوي ومنة شلبي وحكيم وشريف منير ودرة وإسعاد يونس وأشرف عبد الباقي وسمير غانم ومحمود العسيلي وشيرين عبد الوهاب، كما قدم خالد الصاوي مع كندة علوش إعلاناً عن شقق سكنية في أحد التجمعات السكنية، وشارك حسن الرداد وأحمد فتحي في إعلان عن أحد أنواع الجبن، أما أحمد عز فقدم منفرداً إعلاناً عن منتجات إحدى شركات الأقطان التي تنتج ملابس داخلية، كما قدم عز مشاركة مع ماجد الكدواني إعلاناً آخر عن شقق مدينة سكنية جديدة، واستعانت إحدى شركات المواد المطهرة بالإعلامية والفنانة نجوى إبراهيم التي قدمت الإعلان بمصاحبة «بقلظ» الشخصية الشهيرة التي كانت تقدمها قبل أكثر من 20 عاماً في برنامج تلفزيوني شهير. تشويه «الليلة الكبيرة» وكان ما تردد حول تكلفة إعلان شركة المحمول، والذي بلغ نحو 300 مليون جنيه، وحصول كل فنان من المشاركين فيه على 5 مليون جنيه، حديث من صبوا جام غضبهم على الشركة وعلى الفنانين الذين قدموا الإعلان، وانتقد آخرون استعانهم باللحن الشهير «الليلة الكبيرة» لتركيب كلمات عليه أخلت به وشوهته، حيث كتب الناقد محمود عبد الشكور على صفحته على موقع التواصل «فيسبوك»: ألف باء أخلاقيات الإعلان تقول إنه من حقك أن تروج لمنتجك، وليس من حقك تقديم إعلان يسخر من منتج منافسك، حرب بوكسرات علنية، والمحطة أو المحطات التي وافقت على الإذاعة مسؤولة أيضا على عدم احترام هذه القاعدة، والتي لو تم التغاضي عنها، لتحولت الإعلانات إلى جولات ردح بين أصحاب المنتجات المختلفة. وكتب المخرج محيي الغمري رئيس قطاع الإنتاج الأسبق في التليفزيون المصري: «نجومنا الكبار الذين ظهروا بإعلان المحمول المبهر، وطبعا اللي اندفع لهم فيه ملايين كتير أوي، وطبعا كل واحد منهم يشيل فيلم او مسلسل بمفرده، واضطراره وهو فى أوج نجوميته ان يشارك بإعلان من أجل المال شئ عليه علامات استفهام عديدة. وكتب المخرج عادل صادق: شيء سيئ أن يتحول تراثنا من الأغاني التي لها ذكرى جميلة في قلوبنا، مثل «سواح» و«الليلة الكبيرة» إلى كلام غير لائق كما في «قطونيل»، هل ضاعت حقوقنا كشعب في عدم تشويه أعمال قيمة لمطربين ومؤلفين عظام رحلوا عن عالمنا، متى نحترم حقوق المبدعين والشعب الذي عاش لحظات من عمره ولا نتعرض لها بالتشويه. الربح هو الهدف وكتب الناقد حمدي الجمل: شركة المحمول صاحبة الإعلان تحقق أرباحاً من مصر تساعدها على تعويض خسائرها في بقية الدول التي تعمل فيها، والرسالة الوحيدة من الإعلان هي أن الشركة لديها أموالاً فائضة، ولا تعرف كيف تتخلص منها، فاختارت أغنى طبقة وهم الفنانين للتصدق عليهم في شهر رمضان، وكانت الرسالة الإعلانية الواضحة أن الشركة لا تحتاج إلى عملاء جدد لأنها غنية. وكتب أشرف شهاب: ما فعلته شركة المحمول بأوبريت «الليلة الكبيرة» يعد انتهاكاً لعرض الأوبريت وتم دفع الثمن برعاية الممثل أحمد السقا الذي تاجر بتراث مصر وبأهم إنجاز لوالده المرحوم صلاح السقا الذي أخرج الأوبريت، وللأسف هم حاولوا استنساخ تجربة نجاح الأوبريت واستعارة شعبيته فأفسدوه، الكل تاجر والكل قبض، ولا عزاء للمواطن المصري. تعارض وتناقض وقال الكاتب والإعلامي محمود الوراوري، إن ظهور فنان فى إعلان يروج لبوكسر أو إحدى شبكات الهاتف المحمول أو أحد أنواع السيارات أو شامبو، يتعارض مع وظيفته التي تقوم على المساهمة في تكوين الوجدان عند الإنسان، والعمل على إعلاء وتربية منظومة القيم عند الجمهور عبر ما يقدمه من أعمال فنية، وعلاقة الفنان والشركة التي تنتج سيارة فارهة لا يركبها إلا الأثرياء، أو شبكة محمول تقوم على مص دم الناس الغلابة، أو حتى شركة تصنع البوكسرات، هي علاقة يجب أن تقوم على التعارض والتناقض، بمعنى أن هذه الشركات تسعى لتحقيق أكبر قدر من الربح بأي طريقة حتى لو كانت بالكذب على الناس، والفن يريد أن يُعلي ويربي عند المواطن الغلبان والغني في آن واحد صلابة عدم السقوط في فخ الاستغلال والمادية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©