الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ابن دقماق.. مؤرخ الديار المصرية

ابن دقماق.. مؤرخ الديار المصرية
16 يونيو 2016 18:49
محمد أحمد (القاهرة) ابن دقماق، القاهري الحنفي مؤرخ الديار المصرية، صاحب المئتي كتاب في التاريخ، هو صارم الدين إبراهيم بن محمد بن أيدمر العلائي المعروف بابن دقماق، ومصدر كلمة دقماق مشتق من الكلمة التركية «تقماق» ومعناها المطرقة، جده أيدمر العلائي هو الذي لقبه دقماق. ولد بن دقماق سنة 750هـ - 1349م وتوفي في سنة 809ه - 1406م، أجمع المؤرخون أنه جميل العشرة كثير الفكاهة، في بداية حياته كان جندياً، ثم أحب العلم وتفقه فيه علي يد فقهاء الحنفية واتجه إلى الأدب، ثم أحب التاريخ. قال السخاوي: إن تصانيفه في التأريخ مفيدة وجيدة، كثير الاطلاع، واعتقاده حسن. وقعت لابن دقماق محنة بسبب ما نسب إليه بحق الإمام الشافعي، فقد وجد بخطه كلام بحق الشافعي فاستجوب في مجلس القاضي الشافعي، فذكر أنه نقله من كتاب عند أولاد الطرابلسي، فحكم القاضي جلال الدين عليه بالضرب والحبس. عاش ابن دقماق في العصر المملوكي وكان عارفاً بأمور الدولة التركية ومتأثراً بطابعها، وبثقافة العصر التي غلب عليها طابع العامية في الكتابة عند أكثر المؤرخين، وانتشار اللغة التركية، رغم ذلك وصفه بعض المؤرخين بأنه لم يكن عنده فحش في كلامه ولا في خطه، ورغم اشتغاله بالأدب فقد وقعت عبارته بعيدة عن قواعد العربية. أشار المقريزي وابن حجر العسقلاني وابن تغري بردي أن ابن دقماق من أبرز مؤرخي عصره، نظراً لوفرة تصانيفه في كتابة التاريخ وتنوعه في موضوعاته وأخذ عنه العديد من مؤرخي ذلك العصر ونقلوا من كتبه. جاء في دائرة المعارف الإسلامية أن المقريزي تتلمذ على يد ابن دقماق مدّة من الزمن، كما أثبت في مقدمة كتاب ابن دقماق «الانتصار لواسطة عقد الأمصار»، كما أن السيوطي ذكر في مقدمة كتابه «حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة» بأنه اعتمد في تأليف الكتاب على مؤلفات كثيرة منها كتاب «طبقات الحنفية لابن دقماق». كان ابن دقماق من أبرز مؤرخي الديار المصرية، وكان معروفاً بالإنصاف في تواريخه ورغم غزارة كتاباته في التاريخ وغيره فإنه لم يبق منها إلا القليل في المكتبات ومنها، «الانتصار لواسطة عقد الأمصار»، وهو وصف مطول للفسطاط وأسواقها وجوامعها ومدارسها وسائر أبنيتها وشوارعها، وكذلك الإسكندرية وضواحيها وجانب كبير من قرى مصر وبلادها، وكتاب «ترجمان الزمان في تراجم الأعيان»، في التاريخ مرتب على الحروف، و«الجوهر الثمين في سير الملوك والسلاطين»، عن تاريخ مصر إلى سقوط السلطان برقوق، و«الدرّة المنضّدة في وفيات أمة محمد»، و«الدرة المضية في فضل مصر والإسكندرية»، و«عقد الجواهر في سيرة الملك الظاهر»، و«فرائد الفوائد».. في تفسير الأحلام. في أواخر أيامه تولى إمرة دمياط، ولم تطل مدته فيها ورجع إلى القاهرة، ومات في سنة 809هـ - 1406 م وعمره ستون عاماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©