الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مالكوم إكس.. لماذا أسلم مرتين ؟

مالكوم إكس.. لماذا أسلم مرتين ؟
16 يونيو 2016 18:47
أحمد مراد (القاهرة) مالكوم إكس من أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان في أميركا، وقد وصف بأنه أحد أعظم الأميركيين السود، وأكثرهم تأثيراً على مر التاريخ، اعتنق الإسلام، وأصبح من أبرز دعاة الدين الحنيف، وقد صحح مسيرة الحركة الإسلامية التي انحرفت بقوة عن العقيدة في أميركا، ودعا للعقيدة الصحيحة. ولد مالكوم في 19 مايو عام 1925، وكان الرابع بين ثمانية أبناء، وكان أبوه ناشطاً سياسياً في أكبر منظمة للسود، وهي «الجمعية العالمية لتقدم الزنوج»، وعندما بلغ سن السادسة قتل والده على أيدي جماعة عنصرية بيضاء، وكانت صدمة كبيرة للأسرة، حيث ترك بعض الأبناء دراستهم، وعملت الأم خادمة في بيوت البيض، لكنها كانت تطرد لأسباب عنصرية، وهو ما جعلها تعاني أزمة نفسية أدخلتها مستشفى للأمراض العقلية، قضت فيه نصف حياتها، وقامت الدولة بتوزيع الأبناء الثمانية على بيوت رعاية الأحداث. قراءة الكتبفي عام 1946، أكمل مالكوم عامه العشرين، وقد سجن بتهمة السطو والسرقة، وفي السجن تغيرت حياته إذ اعتنق الإسلام، وأقبل على قراءة الكتب الإسلامية، واستفاد من فترة سجنه استفادة كبيرة، كما تعلم فن المحاورة والمناظرة مع قساوسة السجن. وبعد أن خرج من السجن انضم مالكوم لحركة «أمة الإسلام»، وأصبح المتحدث الإعلامي لها، ومع نهاية عام 1959 بدأ ظهوره في وسائل الإعلام الأميركية، وأصبح نجماً إعلامياً انهالت عليه المكالمات الهاتفية، وشارك في المناظرات التلفزيونية والإذاعية والصحفية، وبدأت السلطات الأمنية تراقبه، ومع مرور الزمن انحرفت حركة «أمة الإسلام» عن العقيدة الصحيحة، وادعى قائد الحركة الأليجا محمد النبوة، وحدث خلاف بينه وبين مالكوم. سافر مالكوم في رحلة إلى أفريقيا والشرق الأوسط، أدى خلالها فريضة الحج، وخلال هذه الرحلة التقى مع العلماء، الذين أكدوا له أن حركة أمة الإسلام خارجة عن الإسلام بما تعتقده من ضلالات، وطاف مالكوم بلاد الإسلام للاستزادة من العلم، فزار مصر والسودان والسعودية، والتقى مع شيخ الأزهر ومع فضيلة الشيخ حسنين مخلوف مفتي مصر . المساواةوقضى بمكة 12 يوماً هاله ما رآه فيها من مسلمين بيض وسود كلهم على قلب رجل واحد، وبينهم كل المساواة والمحبة، وهذا الذي ما لم يخطر بباله بأن يرى الأبيض والأسود بلباس الحج الموحد، ولم يكن بينهم أي تمييز، فرأى الإسلام الصحيح عن كثب، وتعرف على حقيقته، وأدرك ضلال المذهب العنصري الذي كان يعتنقه ويدعو إليه، كما تعلم الصلاة الصحيحة، وتأثر بمشهد الكعبة وأصوات التلبية، وبساطة وإخاء المسلمين، ورأى أن الناس متساوون أمام الله بعيداً عن العنصرية. ويقول مالكوم: في حياتي لم أشهد أصدق من هذا الإخاء بين أناس من جميع الألوان والأجناس، إن أميركا في حاجة إلى فهم الإسلام لأنه الدين الوحيد الذي يملك حل مشكلة العنصرية فيها. لقد أوسع الحج نطاق تفكيري وفتح بصيرتي فرأيت في أسبوعين ما لم أره في تسعٍ وثلاثين سنة، رأيت كل الأجناس من البيض ذوي العيون الزرق حتى الأفارقة ذوي الجلود السوداء، وقد ألفت بين قلوبهم الوحدة والأخوة الحقيقية فأصبحوا يعيشون وكأنهم ذات واحدة في كنف الله الواحد. الدعوةعاد مالكوم إلى أميركا، وأعلن إسلامه من جديد، وبدأ مرحلة جديدة من حياته، وقد أطلق على نفسه اسم «مالك شباز»، وأخذ في الدعوة للعقيدة الصحيحة، وحاول إقناع إليجا محمد بالحق والذهاب للحج، ولكن إليجا رفض بشدة، وهو ما جعله يترك حركة أمة الإسلام، فشكل مالك جماعة جديدة سماها «جماعة أهل السنة»، وأخذ في الدعوة للدين، فانضم إليه الكثيرون، وأولهم «والاس» ابن إليجا محمد نفسه. وفي فبراير عام 1965 قامت مجموعة بإضرام النيران في بيته إلا أن النجاة كتبت له ولعائلته، وفي الحادي والعشرين من الشهر نفسه، صعد مالكوم إلى منصة في قاعة مؤتمرات في نيويورك ليلقي محاضرة، يدعو فيها إلى الإسلام، فنشبت مشاجرة مفتعلة وتقدم رجلان من المنصة، وأمطروا مالكوم بوابل من النيران وسقط شهيداً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©