الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشاطبي.. الإمام المجاهد المجدد

الشاطبي.. الإمام المجاهد المجدد
16 يونيو 2016 18:47
محمد أحمد (القاهرة) الإمام الشاطبي، فقيه ومحدث ومفسر زاهد، من العلماء المحققين وكبار الأئمة في القرن الثامن الهجري بدأ في تجديد الدين، فكان من العلماء العاملين المجاهدين في إظهار الدين وإبطال البدع. عاش في غرناطة، وينسب إلى شاطبة، وهي مدينة كبيرة قديمة في شرقي قرطبة في الأندلس، هو إبراهيم بن موسى بن محمد الغرناطي الشاطبي. دخل الإسلام مملكة غرناطة على يد طارق بن زياد في سنة 92هـ، وازدهرت في القرن الثامن الهجري الذي امتاز بالاستقرار السياسي، ثم أخذ المسلمون في الضعف والترف، وانتشرت البدع وانغمس الناس في الملذات الدنيوية المباحة، والاهتمام بالزينة والمآكل والمشارب والأعياد غير المباحة، ودخلوا في كثيرٍ من المحرمات، فاحتاج الإمام الشاطبي وغيره في البدء بالتوعية للمخاطر التي تنتظرهم، والتذكير بأحكام الدين الحنيف، مما يظهر في كتابيه «الاعتصام«و«الفتاوى». شغوف بالعلم في هذا العصر كانت الحالة الثقافية محل اهتمام من الأمراء بالعلم والعلماء وكانت لهم كتب في العلم، وبلغت الحركة الثقافية ذروتها في العام 733هـ. نشأ الإمام الشاطبي في هذا الجو العلمي الناضج، وكان عفيفاً ورعاً ذا خلق نبيل، شغوف بالعلم منذ صغره، وقال: «لم أزل منذ فتق للفهم عقلي، ووجه شطر العلم طلبي، أنظر في عقلياته وشرعياته، وأصوله وفروعه، لم أقتصر على علم دون علم، ولا أفردت عن أنواعه نوعاً دون آخر، فابتدأت بأصول الدين عملاً واعتقاداً، ثم بفروعه المبنية على تلك الأصول». تلقى الإمام الشاطبي عن خيرة العلماء بالأندلس، الذين كونوا شخصيته وقاموا بتثقيفه بالكثير من المعارف، واشتهر بمقاومة البدع وأهلها، وتولى الخطابة في الجامع الأعظم، وحاول أن يبين ما أدخل على الخطابة والإمامة من البدع، ووجد مقاومة عنيفة نتيجتها أن نسبت إليه البدعة والضلالة والجهل. وتعرض الإمام الشاطبي لبعض المحن فنسبت إليه أمور لم يقلها، منها أن الدعاء لا ينفع، وكان ينكر ما انتشر في مجتمع غرناطة من دعاء الإمام والمأمومون يؤمنون عقب الصلوات المفروضة، ويرى أنه بدعة إذ لم يرد ذلك عن السلف الصالح، وكان يرى أن ما انتشر من أدعية أئمة المساجد للخلفاء فوق المنابر على وجه الالتزام أمر لم يأتِ به الشرع، فلم يكن يلتزم به في خطبته، واتهم أيضاً بأنه يجيز الخروج على الأئمة والسلاطين. هداية الخلق ظهرت طائفة في الأندلس تزعم أنها من الصوفية، وأن هداية الخلق بأيديهم، فكانوا يجتمعون على الذكر بأصوات مرتفعة، ثم يغنون ويضربون بالأكف، فتصدى الشاطبي لهم، ويقول: «وتارة نسبت إليّ معاداة أولياء الله، وسبب ذلك أني عاديت المبتدعين المخالفين للسنة، المنتصبين بزعمهم لهداية الخلق، وتكلمت للجمهور على جملة من أحوال هؤلاء الذين نسبوا أنفسهم إلى الصوفية، ولم يتشبهوا بهم». لم يكن الإمام معروفاً إلا بعد تأليفه كتابيه «الاعتصام»، و«الموافقات في أصول الفقه»، ومن مؤلفاته.. «شرح رجز ابن مالك في النحو الألفية»، و«شرح جلي على الخلاصة«في النحو، وكتاب «المجالس»، شرح فيه كتاب البيوع من صحيح البخاري، و«الإفادات والإنشادات»، وله كتب أتلفها في حياته لم يقتنع بها منها «الاتفاق في علم الاشتقاق» و«أصول النحو». توفي الإمام الشاطبي سنة 790هـ بغرناطة، عن سبعين عاماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©