الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واشنطن تخطب ود «دوتيرتي»!

5 مايو 2017 23:31
أصيب مجتمع الخبراء في الشؤون الآسيوية في واشنطن بالصدمة وبالذعر إلى حد كبير عندما كشف بيان البيت الأبيض الرسمي، بشأن مكالمة الرئيس ترامب يوم 29 أبريل مع الرئيس الفلبيني «رودريجو دوتيرتي»، أن ترامب لم يدعه إلى البيت الأبيض فحسب، بل أيضاً أثنى على سياسته المتعلقة بمكافحة المخدرات، التي تضمنت، وفقاً لجماعات حقوقية، الآلاف من حالات القتل خارج نطاق القانون. وتغيرت هذه المشاعر إلى الحيرة خلال اليومين التاليين عندما زعم كل من «رينس بريبوس»، كبير موظفي البيت الأبيض، و«شون سبايسر»، المتحدث باسم البيت الأبيض، أن هذه التحركات كانت ضرورية بسبب الحاجة إلى إشراك الفلبين في المحاولات المبذولة لمواجهة كوريا الشمالية. ومن خلال استخدام الأزمة النووية الكورية الشمالية لتبرير تبني ترامب لرجل قوي، حول البيت الأبيض مشكلة صغيرة إلى مشكلة أكبر بكثير، وفقاً لما ذكره خبراء ومسؤولون سابقون. وفي هذا السياق قال «مايكل جرين»، الذي كان يعمل في مجلس الأمن القومي خلال إدارة بوش الابن: «إن التفسير الذي قدمه كبير المسؤولين، أن الرئيس دوتيري يجب أن يحضر إلى هنا لأننا بحاجة إلى الفلبين من أجل حل مشكلة كوريا الشمالية، فهذا لا معنى له». ويعتقد بعض المسؤولين الأميركيين أن البيت الأبيض توصل إلى هذا التفسير بعد أن وجه ترامب دعوته للزعيم الفلبيني. ولكن إذا كان التساهل مع دوتيرتي بشأن حقوق الإنسان للحصول على مساعدة لم يتم تحديدها بعد في مشكلة كوريا الشمالية خطة مدروسة، فإن هذا غير ملائم، بحسب ما قال جرين. ولن يعمل على المساعدة في حل مشكلة كوريا الشمالية، وفي الوقت نفسه، يتخلى عن قدر كبير من الزعامة والقوة الأميركية مقابل نتيجة محدودة. وأضاف «بمجرد أن نبدأ مناقشات غير رسمية، وبمجرد أن نبدأ في خلط هذه الأمور، لن نصبح قوة عظمى». واستطرد «إننا نبدأ في التصرف كقوة صغيرة، وليست حتى متوسطة، ونفقد كل نفوذنا على الصعيد العالمي»! وعلى رغم دفاع «بريبوس» و«سبايسر» عن الدعوة، فقد ذكرت صحيفة «نيورورك تايمز» أن موظفي مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية فوجئوا بتصرف الإدارة الجديدة الارتجالي. وهناك أسباب وجيهة لمحاولة التواصل مع دوتيرتي طبعاً، وفقاً لرأي الخبراء. فالفلبين حليف يعتمد عليه الصينيون بشدة. والولايات المتحدة لديها مصالح مشتركة مع الفلبين، بما في ذلك العمل معها ضد الإرهاب في جنوب شرق آسيا ومواجهة التحدي الصيني في بحر الصين الجنوبي. وفي هذا المعنى، قال «مايكل أوسلين»، وهو باحث مقيم في معهد أميركان إنتربرايز: «إنها خطوة محفوفة بالمخاطر لمحاولة إيجاد وسيلة للبدء في إصلاح العلاقات مع مانيلا. وبدلاً من معالجة نقاط الخلاف مباشرة، فهذا يمكن أن يسمح بتجديد قنوات الاتصال»، بيد أنه ليست هناك حقاً صلة جوهرية بين الفلبين وجهود الولايات المتحدة لمواجهة نظام «كيم جونج أون». كما أن الكوريين الشماليين يعملون أيضاً بنشاط للتهرب من العقوبات في دول أخرى في جنوب شرق آسيا، ليس من بينها الفلبين، بحسب ما ذكر «جويل ويت»، المفاوض النووي السابق والخبير في شؤون كوريا الشمالية. وتفسير فريق ترامب مثال آخر على تقديم الحكومة الأميركية تنازلات من جانب واحد لدول أخرى سلفاً، مقابل مساعدة مستقبلية محتملة وغير محددة مع كوريا الشمالية. وقد ذكر ترامب بالفعل علناً أنه على استعداد لمنح الصين اتفاقاً تجارياً أفضل مقابل مساعدة بكين في تفعيل العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية. ولم تكن هناك أي مهام بحرية لتحدي المطالب الصينية في بحر الصين الجنوبي منذ أن تولى ترامب السلطة. ولم تحدث أي تطورات في عملية بيع الأسلحة المقترحة لتايوان منذ أشهر. * كاتب عمود في صحيفة «واشنطن بوست» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©