بنت البلد

أكتب هذا المقال ردا على الموضوع الذي كتبه الأخ علي عبد الرزاق بعنوان ''حصاد العمر'' وفي البداية أود أن أوجه إليك سؤالاً: ما علاقة الزواج من خلال الانترنت بالزواج من أجنبيات؟ أم انك تعتقد أن جميع الفتيات اللواتي يستخدمن الانترنت أجنبيات فقط؟ أرى أن الزواج من خلال الانترنت قضية والزواج من أجنبيات قضية أخرى· لقد ذكرت في مقالك أن هناك عدة شروط يجب توافرها فيمن يرغب الزواج من فتاة، وأفهم من كلامك أنك حددت شرطا اعتبرته أساسيا ألا وهو أن تكون الفتاة ((بنت البلد)) أنسيت قول رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) ففي نهاية الحديث أوصى عليه الصلاة والسلام الرجال الذين يقدمون على الزواج بأن يظفروا بذات الدين، ولكنك لم تذكر أياً من الصفات التي حددها رسولنا الكريم· ولماذا تصر على لفظ ''أجنبية'' ألا يوجد كذلك نساء عربيات؟ فلفظ أجنبية يشعرني بأنها غريبة علينا، ولا يجوز استعمال هذا اللفظ بتاتا تجاه العربية، فهي مثلنا ومن أبناء الوطن العربي، فهناك نساء عربيات يفتخر بهن استطعن إنتاج جيل متميز يسعى لرفعة وتقدم وخدمة وطننا الغالي، فمنهم الطبيب والمهندس والضابط، وأنت في حديثك شملت الجميع ووجهت التهم أيضا للجميع· فكان عليك استخدام لفظ ''بعض''·· فالزوجة الصالحة تبقى كذلك مهما كانت جنسيتها فدينها هو الأساس، وبذلك ستكون وبكل تأكيد قادرة على تربية الأبناء تربية حسنة والمحافظة على السمعة، وتقدير الحالة الاجتماعية وتحمل الأعباء· وأخيرا، لقد ذكرت في نهاية حديثك أنك لا تمانع إن دفعت الكثير في حفلة الزفاف التي ستنتهي في غضون ساعات، هل هذه دعوة للتبذير؟ ربما لديك القدرة وتستطيع ذلك، لكن غيرك لا يستطيع تحمل تكاليف هذه الحفلة، ولا يستطيع أن يجعل الديون تتراكم عليه ليظل المسكين يدفع طوال سنوات وسنوات من أجل تسديد مبالغ حفلة لم تدم سوى بضع ساعات! خلود سعيد الشبلي