الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الهلال الأحمر» تعيد تدوير طعام الولائم من خلال «حفظ النعمة»

«الهلال الأحمر» تعيد تدوير طعام الولائم من خلال «حفظ النعمة»
14 أغسطس 2009 23:35
«منذ بدء مشروع حفظ النعمة عام 2005 وأنا وأسرتي نعتاش عليه إلى الآن، فهذه النعمة التي تقدمها لنا الهلال الأحمر تسعدنا وتحفظ كرامتنا، ولرغبتي في إنجاح هذا المشروع والاستفادة من هذا الأجر على حد السواء أقوم بمساعدة العاملين في المشروع من خلال استلام الوجبات، وتقديمها للأسر المتعففة والأيتام والفقراء وعابري السبيل، فأنا على صلة بهم ويمكنني التواصل معهم بطريقة أسهل، ولا يمكنني وصف السعادة التي تجلبها هذه الوجبات لهم، فإطعام جائع عمل في غاية الإنسانية تشكر عليه «هيئة الهلال الأحمر». هذه هي الكلمات التي صرحت بها أم زايد، وهي أرملة وأم لخمسة أبناء، وتبدو الكلمات كافية لإشعارنا بمدى نبل هذا العمل الخير الذي تعمل هيئة الهلال الأحمر على ترسيخه بين أفراد المجتمع، من خلال دعم التكافل الاجتماعي ومساعدة الأسر المتعففة بالطرق التي تحفظ كرامتها. تشير أم زايد إلى مدى تعلق المحتاجين بهذا المشروع قائلة: «تأتي أيام تقل فيها المناسبات والأعراس، ولم يعد المشروع بالتالي قادراً على توفير الوجبات المعتادة، فيأتي المحتاجون إليَّ، يسألونني: أين الطعام يا أم زايد، فأجيبهم آسفة بعدم توافر الطعام، ذلك أنَّ الهلال الأحمر تتصل بي عادة لكي أعلم المحتاجين بالوجبات المتوفرة، كوني على صلة بهم». دعم المشروع أتت فكرة مشروع حفظ النعمة ضمن عدد من المشاريع الخيرية التي تشرف عليها الهلال الأحمر، وهي من ابتكارات الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان، صاحبة الدور الكبير في دعم المشروع بالتعاون مع محسنين كثر يساهمون في المشروع من خلال شراء كوبونات حفظ النعمة التي توزع عبر مندوبي الهلال الأحمر، حيث بإمكان أي شخص المساهمة عند شراء كوبون حفظ النعمة من فئة 5 دراهم أو 10 دراهم، بالإضافة إلى الحساب البنكي الخاص بالمشروع، ولا يمكن تجاهل دور الجهات المساهمة في العملية، ومنها الفنادق والمطاعم والقصور وصالات الأفراح، حيث يتم إبلاغ الهلال الأحمر بكشف عن مواعيد الولائم والموائد، لكي يتم الاستعداد لها وتجهيز كل أدوات ومتطلبات حفظ الطعام ساخناً وتوصيله إلى المحتاجين في نفس اليوم، على أن يكون الطعام صالحاً للاستهلاك، يمكن تقديمه كوجبة صحية، لتحفظ النعمة وتدوم بركتها وتزداد خيراتها. بركة وثواب يقول سلطان الشحي مدير المشروع: «ينقسم مشروع حفظ النعمة إلى عدة أقسام تهدف إلى الحد من التبذير، والاستفادة من كل ما يمكن أن يساهم في دعم الأسر المحتاجة، وإلى إعادة تدوير كل من الغذاء والكساء والأثاث والدواء، وقد اقتصر عملنا منذ 4 سنوات حتى اليوم على إعادة تدوير الغذاء وحده، حيث لاقى نجاحاً طيباً، على أمل أن يشمل هذا الخير الكساء والأثاث والدواء، لاحقاً». وبجردة حساب للنجاح الذي شهده المشروع خلال عام واحد يقول الشحي: «في العام الماضي تم توزيع 156800 وجبة، و5 أطنان من المواد التموينية مثل الأرز والقمح، و4 أطنان من اللحوم، و6 أطنان من الخضار المجمدة، وطنين من التمور وغيرها من المواد الغذائية، وهذا إن دل فإنما يدل على مدى وعي المجتمع بأهمية التآزر والتكافل الاجتماعي بين أفراده، لتعم البركة في النعمة وتتم الاستفادة بما يجعلها لا تذهب هدراً، ويحتسب الأجر عليها في الآخرة». آلية العمل يتجه فريق عمل حفظ النعمة إلى الجهة التي تم التنسيق معها، ويفرز الطعام النظيف والصالح وغير المخلوط بأي شوائب بالتعاون مع جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية وبلدية أبوظبي، ومن ثم يجري وضع الطعام في الحافلات المخصصة، وبعدها يتم نقلها إلى مقر عمل حفظ النعمة لتتم إعادة تدوير الطعام وتغليفه، ومن ثم يتم توصيله في نفس الليلة كوجبات غذائية غير قابلة للتسخين أو التخزين إلى منازل المحتاجين مباشرة كل وجبة على حدة لحفظ كرامتهم الإنسانية، من دون تفريق بين مواطن أو مقيم، ومهما كانت ديانة المستفيد، فالهلال الأحمر ملتزمة بمساعدة الإنسان لكيانه الإنساني، هذا إلى جانب العمال الذين يعانون من مشاكل مع أرباب عملهم، مثل تأخر استحقاق رواتبهم، فيقول الشحي: «تصلنا تعليمات من الهلال الأحمر لكي نقوم بتوفير وجبات غذائية لبعض شركات العمال الذين يعانون من مشاكل مع أرباب عملهم، فنتعهد بتوفير الوجبات إلى أن تحل مشكلتهم، في العام الماضي قمنا بتمويل عمال إحدى الشركات بصورة يومية لمدة 7 أشهر كاملة، إلى أن حلت مشكلتهم، كذلك كان لنا دور في حل مشكلة طريق الغويفات عندما تم احتجاز العديد من سائقين الشاحنات لعدة أيام، حيث استنفرنا طاقاتنا لمساعدة السائقين في محنتهم، فوفرنا لهم 4000 وجبة غداء وعشاء لمدة أسبوع». كسر الصيام استحدث فريق حفظ النعمة في رمضان الفائت حملة لكسر الصيام، وهي تهدف إلى توفير إفطار بسيط للسائقين الخارجين من أبوظبي والقادمين إليها قبيل أذان المغرب، لتهدئتهم وعدم استعجال الوصول من أجل الإفطار، وبالتالي تلافي حوادث السير التي قد تحدث بسبب عصبية السائقين الصائمين، وتعد الحملة لفتة جميلة. كما يقول سلطان الشحي: «لقد سعد السائقين بالوجبات الخفيفة التي تم تقديمها، ولم يرفضها أحد بل على العكس من ذلك فقد دعا الجميع لأصحاب الحملة بالخير، إذ أنَّ فرحة الصائم كبيرة عند اقتراب وقت الإفطار سواء كان فقيراً أم غنياً، فحبة تمر ورشفة ماء بعد يوم صيام هي هدية مثالية، ومن أجل احتساب الأجر وإسعاد الصائمين، سنقوم بتطبيق هذا المشروع في الشهر المنتظر هذا العام». وتتضمن الوجبة عدة حبات من التمر، وكوب ماء ولبن، وقطعة من المعجنات وفاكهة، بحيث يمكن لكل من يمر عبر مخارج ومنافذ أبوظبي أن يؤمن إفطاره إذا ما حان وقت الإفطار، بدون الحاجة للاعتماد على السرعة الزائدة كوسيلة للإفطار في الوقت المطلوب.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©