مازال العالم ينتظر ولادة الجيل الرابع من الهاتف المحمول. فعلى الرغم من أن الجيل الثالث من المحمول مازال يمثل لدى الكثيرين ثورة في عالم الاتصالات، إلا أن إمكانيات الجيل الرابع تمثل نقلة نوعية ستغير من معالم الاتصالات في العالم من حيث سرعة تنزيل ملفات الانترنت والمكالمات المرئية وغيرها.
ففي الجيل الرابع يمكن للمستخدم التواصل بسهولة مع الآخرين في مكالمات مرئية، كما يمكنه النفاذ إلى الانترنت بسرعات عالية جداً، واستخدام العشرات من التطبيقات التي فتح جهاز «اي فون» شهية المستخدمين حول العالم لها. وكان من المقرر أن يدخل الجيل الرابع من المحمول الاسواق قبل 2010، ولكن الأزمة المالية العالمية قلصت من فرص ظهوره بسبب مشكلات التمويل والحصول على الائتمانات التي تعانيها الشركات الكبرى لتكنولوجيا الاتصالات في العالم، ويرى بعض الخبراء أن المستخدمين ربما سينتظرون حتى 2012 للحصول على هاتف الجيل الرابع. وكانت شركات «أن تي تي دوكومو» اليابانية، و «آتش بي» الأميركية و «سامسونج» الكورية الجنوبية أعلنت في فبراير 2008 أنها تعمل على تطوير تقنيات الجيل الرابع للأجهزة المحمولة. وتتميز شبكة الجيل الرابع «G4» بالسرعة الفائقة في التعامل مع الانترنت، خصوصاً أنه ضمن بروتوكول «آي بي» IP الذي يدير تناقل الملفات عبر الشبكة العنكبوتية، كما تتميز تلك الشبكات بأن الاتصالات فيها تجرى عبر ملفات رقمية كلياً، وأنها تستطيع التكامل مع شبكات من نوع «واي ماكس» WiMax التي تعتمد على نوع متطور من موجات الراديو. كما تتمتع الشبكة الرابعة للمحمول بارتفاع مستويات الأمان في المعلومات المنقولة عبر شبكاته، بفضل استخدام وسائل تشفير بالغة التعقيد. وتعطي هذه الخدمة الجديدة سرعة خيالية فى نقل الملفات تصل إلى 100 ميجابايت في الثانية للتحميل وأكثر من 50 ميجابايت في الثانية للإرسال مقارنة بحدود 384 كيلوبايت التي توفرها تقنية الجيل الثالث الحالية، وهذا يجعل الشبكات اللاسلكية أسرع من الحالية بنحو 260 مرة، حيث ستتيح السرعة الأعلى لمستعملي الهاتف المحمول في تحميل ملفات فيديو أطول مدة وأفضل نوعية بكثير. ويشير الخبراء إلى أن تكنولوجيا هواتف الجيل الرابع من المحمول مختلفة تماماً عن الجيل الثالث، بسبب استخدام خدمات الحوسبة السحابية، التي تجعل الجهاز اصغر واسهل في الاستخدام وفي نفس الوقت قادرا على إجراء المئات من التطبيقات بشكل أسرع. ولكن في المقابل، فإن هناك الكثير من المخاوف تثار بشأن الجيل الرابع، حيث سيصبح جهاز المحمول بمثابة كمبيوتر خاص متحرك، وهو ما سيفتح المجال أمام «هجمات عنيفة» من قبل القراصنة والفيروسات على الأجهزة، مثلما حدث مع «اي فون» و»بلاك بيري»، فربما يشهد العالم في حال انتشار الجيل الرابع هجمات «عالمية» على الهواتف المحمولة، تقود إلى تعطل قدرة جزء ليس بقليل على استخدام الهاتف المحمول.
عدد اليوم
