شعبان يوسف يكتب مع الشاي والباب المغلق

رغم ان الشاعر شعبان يوسف يعتبر من أكثر أبناء جيله غزارة وإنتاجا خصوصا في المقالات النقدية والمتابعات فإنه لا يطمع إلا في ورقة وقلم وباب مغلق حتى يشرع في الكتابة· وهو لم يدخل بعد عالم الكمبيوتر والكتابة مباشرة عليه ومازال يكتب بالورقة والقلم· ويقول شعبان: أحب الكتابة على ورق أبيض سادة· وظللت فترة طويلة أكتب بالقلم الرصاص· وانتقلت منه الى الحبر· وكنت أدقق وأبالغ في اختيار الأقلام وأحرص على أن أكتب فترات طويلة أو أطول فترة ممكنة بقلم واحد أعتز به· وكنت أغضب واكتئب حينما يضيع مني القلم الذي أكتب به ودائما ما كان يضيع· وأهدرت فترة من حياتي في البحث المتواصل عن الاقلام المتميزة· وكنت أظن ان نوع القلم له دخل في استرسال الافكار وتدفقها ولكن في الفترة الاخيرة اكتشفت انه وهم وحذلقة لا داعي لها وصرت أكتب بأي قلم يقع في يدي· وأضاف: كتابة الشعر تحتاج الى ظروف وطقوس غير كتابة المقالات· فالمقالات دائما أكتبها في آخر لحظة· وأتأخر في تسليمها· وأكتبها مرة واحدة دون مراجعة أو تصحيح· أما القصيدة فأكتبها وأعيد كتابتها أكثر من عشرين مرة وفي كل كتابة أحذف وأضيف واستبدل وأحيانا لا أخرج من محاولة كتابة القصيدة إلا بعملية الكتابة والحذف· ولا استطيع الكتابة في مكان مفتوح كالمقهى مثلا ولا بد ان يكون المكان خاليا تماما ومغلقا· فالكتابة بالنسبة لي نشاط سري مثل الحياة الخاصة ولا اجرؤ على الكتابة امام أحد· وأثناء الكتابة لا يطلب شعبان يوسف إلا الشاي· ويقول أشرب شايا طوال الوقت حتى اذا داهمني رنين الهاتف أو مطالب الأنباء أتوقف· وأحب الكتابة على مكتب خال تماما وهي أمنية نادرا ما تتحقق بسبب تراكم الكتب والاوراق والمراجع التي اعتمد عليها اثناء الكتابة· ورغم ان شعبان يوسف من المتحفظين على الكتابة مباشرة على الكمبيوتر ويراها لا تناسب طبيعة الابداع وفطرته فإنه في الآونة الاخيرة بدأ الاعتماد على الكمبيوتر خصوصا في كتابة المقالات التي يفضلها مدججة بالمعلومات خالية من الانشاء·