شكاوى من رفع محال الخياطة بأبوظبي أسعار الجلابيات المخورة

شكت عدد من المواطنات من قيام محال الخياطة النسائية بأبوظبي التي تقوم بتفصيل الزي التقليدي لدولة الإمارات المعروف بـ «المخور أوالخوار» باستغلال المناسبات رفع أسعارها مع اقتراب شهر رمضان وموسم الأعياد، في حين أكد عدد من الخياطين ثبات الأسعار مرجعين تفاوتها إلى المواصفات التي تطلبها كل زبونة. من جهتها، أكد قسم حماية المستهلك بالدائرة الاقتصادية أنه لم يتلق أي شكوى بشأن ارتفاع تكاليف خياطة الجلابيات المخورة، مشيراً إلى أن فرقه تواصل حملاتها التفتيشية على المحال التجارية بأبوظبي بشكل متواصل. استغلال وفي هذا الإطار، قالت أمل علي إن الأسعار مرتفعة جداً حيث إن «واحدتنا تضطر إلى اللجوء لهذه المحال لتفصيل مخوّر يليق فيها للظهور أمام أقربائها خاصة في مناسبة كالعيد، لكن الأسعار تصل إلى ضعف ما كانت عليه». وأوضحت أمل أن «الثوب الذي كان يكلف تفصيله 300 درهم ارتفع إلى 600 و800 درهم»، مشيرة إلى أن أسوأ ما في الموضوع أن الخياط يرد على أي احتجاج بشكل استفزازي، قائلاً «تريدين أن تفصلي لا مانع وان لم تعجبك الأسعار فلا تقومي بالتفصيل». وأردفت أن هذا يدل على الاستغلال حيث إن الخياطين يعلمون أن العيد اقترب و»أننا مضطرون للتفصيل». مطالبة بالرقابة من جهتها، رأت فاطمة راشد أن سعر تفصيل الثوب في بعض محال الخياطة النسائية في أبوظبي يختلف تماماً عن تكلفته في الإمارات الأخرى وبفارق كبير جداً، مشيرة إلى أن محال الخياطة بأبوظبي تستغل الزبونة لعلمها أنها مضطرة لتفصل المخور ما يدفع الخياطين إلى رفع الأسعار على الرغم من أن الثوب لا يستحق أن يصل سعره إلى 500 أو 600 درهم. وطالبت فاطمة بتشديد الرقابة على هذه المحال ووضع قائمة بالأسعار خصوصاً في فترة المناسبات والأعياد لتجنب استغلال الزبائن. مصطلحات جديدة واعتبرت نورة خلفان أن سعر تفصيل المخوّر مرتفع أصلاً سواء قبل فترة رمضان والأعياد، مرجعة ذلك لأن فئة النساء المواطنات هن أكثر من يتوافدن لتفصيله عند محال الخياطة النسائية. وأعادت نورة ارتفاع أسعار الثوب في الفترة الأخيرة إلى «كلام الخياطين الذين يقولون لنا مصطلحات جديدة لم نسمع بها من قبل عن أنواع التطريز، فتارة نسمع «تطريز كمبيوتر» وتارة أخرى نسمع عن «تطريز بالليزر» وأحيانا نسمع فصوص»رمبو» أصلية، وأخرى تقليدية وغيرها من المصطلحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع إلا أننا نحن النساء نصدق هذه المسميات ونسمح لهم باستغلالنا». وأضافت «اني أنصح المرأة بأن تتحرك لتساهم في تخفيض كلفة المخوّر حيث عليها أن تساوم وتبحث عن حلول بديلة كأن تشتري هي هذه الفصوص بسعر أقل من السعر الذي يعرضه البائع، وبالتالي ينخفض سعر كلفة التفصيل». أسعار ثابتة وفي هذا السياق، رد الخياط الآسيوي محمد، العامل في أحد محال الخياطة النسائية المعروفة في إمارة أبوظبي، أن أسعار المحل ثابتة سواء قبل العيد ورمضان أو بعدهما، مشيراً إلى أنها تتراوح بين 650 درهماً و750 درهماً و950 درهماً لتصل إلى 1200 درهم. وأوضح محمد أن هذه الأسعار تتوقف على عوامل كثيرة إما أن ترفعها أو تخفضها، لافتاً إلى أن الأثواب التي تحتوي على فصوص مشغولة يدوياً تصل تكلفتها إلى 650 درهماً، أما سعر الأثواب التي تحتوي على فصوص وكريستال بشغل اليد فتصل إلى 750 درهماً، بينما هناك أثواب تحتوي على الفصوص والكريستالات مع اللولو بكمية أكبر فتصل تكلفتها إلى 950 درهماً، أما الثوب الذي يحتوي على كل شيء من الاكسسوارات المشغولة يدوياً فيصل سعره إلى 1200 درهم. من جهته، رأى الخياط نور محمد، الذي يمتهن الخياطة منذ 15 عاماً، أن أسعاره «واقعية جداً ولا تدخل ضمن سباق الأسعار المرتفعة»، موضحاً أن هذه الأسعار مناسبة حيث تبدأ من 350 درهماً مروراً بـ 450 درهماً و550 درهماً، وانتهاء بـ 650 درهماَ فقط. وأكد نور أن تراوح الأسعار يعتمد على الموديل نفسه وعلى الفصوص والخرز والفولك، مشيراً إلى أن اختلاف الأسعار بين المحال قد يرجع لاختلاف جودة أدوات الخياطة المستخدمة في التفصيل. وقال الخياط حكمة الله إن السبب الرئيسي لارتفاع سعر المخور والمطرزة هو ارتفاع الإيجارات، مشيراً إلى أن الأسعار التي يفرضها على زبائنه ثابتة لا تتأثر بمواسم الأعياد. وأوضح حكمة الله أن أسعاره تبدأ من 120 درهماً وتصل حتى 1800 درهم، معللاً ذلك بأن السعر يرتبط بتحديد التصميم وكمية ونوع الفصوص الذي يكون على «الكندورة المطرزة». وأردف «مثلاً بعض التصاميم تتطلب 15 كيساً من الفصوص والبعض لآخر يتطلب عدداً أقل». لا شكاوى وفي هذا الإطار، قال رئيس قسم حماية المستهلك بالدائرة الاقتصادية محمود البلوشي لـ «الاتحاد» إن قسم حماية المستهلك بدائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي نفذ خلال مايو الماضي 9533 زيارة ميدانية للمحال والشركات والمؤسسات التجارية في أبوظبي بما فيها ل الخياطة النســــائية، وجه خلالها 155 إنذاراً، فيما لم تشمل مخالفات أبريل الماضي أياً من محال الخياطة. وأوضح البلوشي ، وجهت خلال الفترة من يناير وحتى مايو الماضـــيين 436 إنــذاراً بعــد قيامها بـ 451 زيارة ميدانية، مؤكداً أن لدى إدارة حماية المستهلك كادراً كافياً من المفتشين يحرص على القيام بجولات تفتيشية للتأكد من التزام المؤسسات التجارية عامة ومحال الخياطة النسائية خاصة بالأنظمة والقوانين والأنشطة الممنوحة لهم من الدائرة. لكنه أشار إلى أن الدائرة لم تتلق أي شكوى بخصوص ارتفاع الأسعار في محال الخياطة النسائية، مضيفاً أنه يمكن للمستهلك في حال رغبته في الإبلاغ عن أي محل يقــــوم برفـــــع الأســـعار والتلاعب بها الاتصال على الرقم المجاني (800 8811) أو التواصل عن طريق البريد الإلكتروني c-protection@adeconomy.ae. وأوضح البلوشي أن إنذار المحل وتوجيهه بتخفيض السعر بما يتماشى مع متوسط أسعار السوق هو الإجراء الرسمي الذي تتخذه الإدارة في حال وجود محل خياطة يقوم برفع الأسعار بشكل مبالغ فيه.