السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شهاب غانم يكتب في اتجاهات وموضوعات متنوعة

شهاب غانم يكتب في اتجاهات وموضوعات متنوعة
14 أغسطس 2009 00:04
يعد الشاعر والمترجم الدكتور شهاب غانم من الكتاب المحليين الأكثر غزارة في الإنتاج الأدبي، شعراً وترجمة، فقد صدر له مؤخرا بالتعاون بين مؤسسة محمد بن راشد ومكتبة العبيكان السعودية ديوان «شموع في ليالي الخريف»؛ إلا انه لم يتم توزيعه بعد. كما صدر له ترجمة لشعراء نوبل، وكتاب ثالث عبارة عن مختارات من شعر الشاعر الهندي «ك. ستشدانندن». الديوان الجديد يضم قصائد في اتجاهات وموضوعات مختلفة ومتنوعة، فهو مثلما يكتب في الحب يكتب في هموم الإنسان، وكما تأتي بعض قصائده ذات نكهة فكاهية تجيء غيرها بأبعاد تأملية وأسئلة وجودية، فهو يتأمل في خالق الوجود وأسمائه وصفاته حينا، ويدافع عن نبي الإسلام محمد (ص) ضد الرسومات الكاريكاتورية المسيئة حينا آخر، فنقرأ: أيها الساخرون من كل دين ومن الأنبياء ضاع السبيل أتريدوننا اتباع خطاكم؟ أإلى مثله يزفّ المثيل؟! إن دين الاسلام دين سلام وحوار مهما طغى التضليل. ثم يلتفت إلى ما يسميه «الإبداع المراوغ» فيروي قصته مع الكتابة بوصفها شخصا مراوغا، فيكتب قصيدة التفعيلة بأسلوب بسيط يعبر عن علاقة المبدع بالإبداع، فهو يكتب عن هذه العلاقة المراوحة بين القبول والرفض والتردد، فيرسم ملامح هذه الشخصية المراوغة متسائلا: أسأل نفسي عن ملمسهِ هل هو أملسُ كالثعبانِ أم لزجٌ كالقطرانِِ أم خشنٌ كالأحجار أم حارٌ مثل النارِ هل يجرح مثل الأشواكِ في الورد أو الأسماكِ وإذ يدخل في باب العلاقة مع المرأة نجد غزلا عربيا فصيحا بالشعر العمودي، ونجد مشاعر الحب والهجر والشؤون اليومية للمرأة في التجميل، وتتبدل مشاعر الإنسان في الشعر بين قبول ورد بين العاشقين، فهو يقول مثلا «أعرف أن قليلا من هجر وخصام/ قد يشبه ملح طعام». ويكتب عن حفيدته، حفيدة من كانوا للإبل رعاة، ورعاة للشاة كما يقول، ويرى كيف تحول الزمان بين جيله وجيلها، ثم يتحول إلى «عصر الاستهلاك» ومعطياته التي تسلب روح الإنسان وتكاد تجعل منه آلة بلا مشاعر. وهناك «دموع على مكتوم» يقول فيها: إذا مات منكم سيد قام سيد يضيف طريفا للتليد من المجـــــد وثمة الكثير مما يستحق الوقوف عنده، لكن ننتقل إلى كتاب الدكتور غانم عن شعراء نوبل، وهي المرة الأولى التي يجمع فيها مترجم هذه النخبة من الشعراء في كتاب، ويتميز هذا الجهد أيضاً بالإضاءة على سيرة كل شاعر من الشعراء الذين اختارهم وترجم لهم، بدءاً من الشاعر الأول الذي نال نوبل في عامها الأول 1901 وهو الفرنسي سلي برودوم (1839- 1907)، حتى آخر حائز لها 2005 وهو الشاعر والمسرحي البريطاني هارولد بنتر (1930- 2008)، ما يجعل من هذا الكتاب مرجعا لهذه الجائزة من جهة، وللفائزين بها من شعراء العالم من ناحية ثانية. أما الجهد الثالث فهو المتمثل في مختارات من شعر الهندي ك. ستشدانندن، وقد حمل الكتاب عنوان إحدى القصائد، وفي تقديمه لهذا الشاعر يقول المترجم إنه «من أهم شعراء الهند المعاصرين، إن لم يكن أهمهم على الإطلاق، فهو شاعر عالمي يجمع بين فنية القصيدة العالية ومحتواها الإنساني في أغلب الأحيان.. كما نجد المعاني الإنسانية التي ترفض الظلم وتتوق إلى الحرية..»، كما أن بعض قصائده «تكشف عن أحد الوجوه القذرة للرأسمالية المتوحشة.. وقسوة وفجاجة الأنظمة الشيوعية.. إنه شاعر عميق وحداثي بامتياز ولكن شعره واضح وبعيد عن الغموض، فهو شعر يدعوك إلى التأمل ولا يتخفى وراء خوائه بالطلاسم». كما يقدم غانم للقارئ صورة عن الشعر المعاصر في كيرالا التي ينتمي إليها الشاعر ستشدانندن، وكذلك للكتاب مقدمة أخرى من كاتب وصحفي هندي يقيم في الإمارات ويكتب بالعربية يتناول فيها تجربة الشاعر «ستشدانندن شاعر الحرية والعدالة»، ويسلط فيها الضوء على تجربة هذا الشاعر ومحطاتها، فيرى أن هذه التجربة واكبت «كل العواصف الفكرية والسياسية التي هزت العالم منذ ستينات القرن العشرين بما فيها الشيوعية واليسارية الراديكالية والنسوية وحركات المستضعفين المختلفة من كل أنحاء العالم مثل المقاومة الفلسطينية»، ويشير كذلك إلى «التزامه الصارم بقيم العدالة والمساواة من ناحية، وبأرقى حس جمالي واصطفائية رائعة من ناحية أخرى». ومن قصيدة «كيف انتحر مايكوفسكي» نقرأ: دم الشاعر الذي لا يروض/ وجد بين المخطوطات غير المكتملة/ إنذارا لأولئك الذين نسوا رحمة الغاية/ في قسوة الوسيلة. وللشاعر قصيدة بعنوان «إننا نغني من بين الخرائب» يهديها للشاعر الراحل محمود درويش يقول فيها: إننا نغني من بين الخرائب أنشودة المطر لقد بسطنا أيدينا من أجل الخبز فأعطونا الرصاص ورفعنا رؤوسنا للأزهار فأعطونا سكاكين وبسطنا أيدينا لأجل الأرض فقذفوا بنا في الدماء وفي مقطع آخر يستعير الشاعر الهندي صوت الشاعر الفلسطيني محمود درويش فيقول: إننا نقيس الأرض والسماء بسلاسل العبيد ونحرث الحقول بالصليب لا تخبرنا أشجار الزيتون إلا قصص المعارك الدامية يشار إلى أنه قد صدر للدكتور غانم فقط منذ ديسمبر الماضي ستة كتب، واحد منها كان بعنوان «في واحة الأدب» وصدر عن وزارة الثقافة، كما صدرت له عن المجمع الثقافي ثلاثة كتب هي أعماله الشعرية الكاملة، و»الأعمال المسرحية لمحمد عبده غانم، و»قصائد من الجزيرة العربية» الذي تمت ترجمته إلى الإنجليزية والسلوفاكية بالتعاون مع السفير السلوفاكي السابق في الإمارات بيتر سولدرز. وبعد ذلك صدرت ترجمته لأربعة وعشرين شاعرا ممن حصلوا على نوبل ضمن سلسلة مجلة دبي الثقافية الشهرية، وترجمة لقصائد الشاعر الهندي ك. ستشدانندن بعنوان «كيف انتحر مايكوفسكي وخمسون قصيدة أخرى» الذي صدر ضمن مشروع «كلمة». هذا باستثناء مشاريع ما زالت قيد الطبع أو الإنجاز.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©