الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

يوميات الحرب الأوكرانية.. معاناة وخوف وغضب

5 مايو 2017 02:03
دونيتسك (أ ف ب) تروي إيرينا في دفتر يومياتها الحرب في شرق أوكرانيا المستمرة منذ ثلاث سنوات مع عمليات القصف اليومية والموت المتربص بالسكان، وتراجع الأمل في عودة السلام. وتوضح هذه المرأة البالغة 48 عاماً: «مع الوقت نبدأ بالنسيان، خصوصاً عندما ينهال علينا القصف يومياً». وتقيم إيرينا مع زوجها «أركادي» في ضواحي دونيتسك «عاصمة» الانفصاليين المؤيدين للروس، الذين يواجهون الجيش الأوكراني منذ ثلاث سنوات. وهي تكتب يومياتها عن الحرب في دفتر غطت كل صفحاته ملاحظات تعكس معاناتها وخوفها وغضبها. وتروي فيها كيف أن شظايا قذيفة أصابت في يوم من الأيام رأس زوجها، الذي كان يقطف المشمش، وأدت إلى كسر في أحد أضلعه. والحرب في شرق أوكرانيا هي الأكثر دموية في أوروبا منذ حروب البلقان في التسعينات. فقد قضى فيها أكثر من عشرة آلاف شخص، فيما اضطر ما لا يقل عن مليونين إلى النزوح عن ديارهم. وتخشى إيرينا وأركادي، اللذان يتكلمان الروسية على غرار كل جيرانهم، أن يبقى بلدهما مقسماً إلى الأبد. ويوضح أركادي قائلاً: «سيكون من الصعب لنا أن نتحد مجدداً مع أوكرانيا، فتصوروا أن يهاجمكم جاركم بسكين ويصيبكم بجروح، فهل ستبقون على صداقتكم به». وفي شقتهما الصغيرة في حي سيفيرني شمال دونيتسك، دُعمت النوافذ بألواح خشبية. وأضافت إيرينا: «لا يزال 40 إلى 50 شخصاً يعيشون هنا، وكل المنازل تضررت، وفي مارس الماضي وحده أصيب منزل جارنا ست مرات، وعمليات القصف أقوى من أي وقت مضى منذ بدء الحرب». وتقول ليديا، المقيمة في الحي نفسه، «إن المعارك الأخيرة أدت إلى انقطاع جديد في التيار الكهربائي الذي بات أمراً شائعاً. وتأسفت هذه المتقاعدة البالغة 67 عاماً، قائلة: «نشعر أن لا أحد بحاجة إلينا». وتدعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي موقف كييف، التي ترى أن روسيا بدأت هذه الحرب، وتتهمها بتقديم دعم عسكري ومالي للانفصاليين انتقاماً من تظاهرات ساحة ميدان التي كانت وراء فرار الرئيس السابق ياناكوفيتش الموالي لموسكو. ومع انتقال كييف إلى تأييد المعسكر الغربي ضمت روسيا شبه الجزيرة القرم في مارس 2014، وقد تلى ذلك تمرد مؤيد للروس في الشرق، تخلله احتلال إدارات رسمية. ورداً على ذلك، باشرت كييف هجوماً عسكرياً على المناطق الانفصالية. وتنفي روسيا أن تكون ضالعة في تلك الحرب، على الرغم من إلقاء القبض على جنود روس عدة في مناطق النزاع. وسجل مراقبون مرات عدة عبور سلاح ثقيل وآليات مصفحة الحدود بين روسيا وأوكرانيا. ويعرب أركادي عن خيبة أمل من سياسة سلطات كييف الجديدة العدائية، التي اختارت قمع التمرد بالقوة. إلا أنه يأخذ على موسكو أيضاً هجرها إياهم. بيد أنه يرحب باعتراف السلطات الروسية أخيراً بجوازات صادرة عن جمهوريتي «دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين»، وهو ما يسهل زيارة سكان هاتين المنطقتين لأقاربهم في روسيا. ويقول أركادي: «لدينا الانطباع أن الحرب تفيد الطرفين، وإلا لما استمرت هذه الفترة الطويلة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©