الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللي يبغي الصلاة

اللي يبغي الصلاة
13 أغسطس 2009 23:43
في وقت بات فيه الجميع يدرك مدى أهمية المحافظة فيه على الطاقة، وضرورة ترشيد الاستهلاك، باعتباره حلاً لا بديل له للتخفيف من الآثار المستقبلية لنقص موارد الطاقة، تبذل الدول والمؤسسات جهوداً كبيرة لاكتشاف موارد متجددة وفي نفس الوقت حث المستهلكين على تقنين استخداماتهم للطاقة. وفي هذا الإطار تتنوع الوسائل والأساليب على توعية أفراد الجمهور، ومنها على سبيل المثال الحملة التي أطلقتها قبل أيام جمعية الإمارات للحياة الفطرية والهادفة إلى التقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري، وزيادة الطلب على الطاقة عن طريق توزيع 40 ألف مصباح من النوع الموفر للطاقة، في خطوة رمزية لحث الجمهور على إظهار دعمهم لهذه الحملة. وفي دبي أطلقت هيئة المياه والكهرباء حملة من نوع أخر حيث وجهة رسائل إلى جميع مشتركيها تطالبهم فيها بتقنين استخدام الطاقة في منازلهم خلال أوقات الذروة، من خلال استخدام الأجهزة الضرورية فقط، وتأجيل استخدام الأجهزة الأخرى مثل الغسالات وأجهزة الكوي وغيرها إلى الأوقات الأخرى في اليوم. وهناك الكثير من الحملات المشابهة والتي تتفق جميعها على نقطه واحدة وهي أن عملية توفير الطاقة وترشيد الاستهلاك هي عملية سهلة وبسيطة في الحقيقة، والكل يمكن أن يقدم عليها، وعلى سبيل المثال ما أسهل أن تبدل «لمبه». ولكن يبقى أن الجهود الحكومية والرسمية مهما بلغت فإنها لا تعادل القناعة الشخصية للجمهور، والذي يملك وحده إحداث الفارق الحقيقي في ترشيد استهلاك الطاقة والمحافظة على الموارد، من خلال اتباعه لأساليب واعية في التعامل مع المصادر المتاحة أمامه. بعض الناس عندما تمر أمام منازلهم تظن انك أمام مول من شدة الإضاءة في المنزل، وكأن صاحبه يرغب بان يكون بيته مشاهداً من الفضاء الخارجي، وذلك دون أي اعتبار بأن هذه التصرفات تمثل إسرافاً لمصدر قابل للتعطل والتوقف في أية لحظة، طالما أن صاحبه قادر على تسديد قيمة الفاتورة في نهاية كل شهر. والبعض الآخر يحتاج إلى هدر نهر من جل دشه اليومي، ظناً بأن المياه التي تصله مصدرها المحيط الهندي، وليس مجرد خزان بسيط قابل للنفاذ في أي لحظه إذا توقف «البيب» الرئيسي، ودون تفكير بأن المياه احتاجت إلى معامل ومصانع وتمديدات الله وحده أعلم بطولها، قبل أن تصله في النهاية في أطار هدف واحد وهو توفير حاجاته المعقولة. والمعنى أن أدوات التوفير متاحة أمام الجميع، والمهم أن تكون هناك قناعة ذاتية على طريقة أن «اللي يبغي الصلاة ما تفوته». سيف الشامسي Saif.alshamsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©