الفرقة الوطنية للموسيقى تقدم عروضها في إكسبو شنغهاي يوليو المقبل

أعلن الفنان الموسيقى عيد الفرج مدير مراكز الموسيقى بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع والحائز جائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون الأدائية في دورتها الأولى عام 2006، أن الفرقة الوطنية للموسيقى قطعت شوطا يعتبر قياسيا لدرجة فاقت التوقعات، مقارنة بعمر الفرقة وبالخطوات التأسيسية الأولى التي استندت وقامت عليها. وقال الفرج لـ “الاتحاد” إن تتويج عمل الفرقة تم مؤخرا بالمشاركة المقبلة للفرقة في افتتاح مهرجان أنغام من الشرق في قصر الإمارات بالعاصمة أبوظبي، ومشاركتها القادمة أيضا في شهر يوليو القادم بجناح الإمارات في إكسبو شانغهاي في الصين” وأضاف “وهناك مشاركات بارزة للفرقة في مناسبات سابقة مثل العيد الوطني للدولة، وكذلك في الاحتفالية الخاصة بتخريج طلاب العام الدراسي الأول لمركز الموسيقى في أبوظبي، التي شهدت تميز وتفوق المنتسبين لمدرسة البيانو والموسيقى الكلاسيكية في المركز”. وكانت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع قد قامت قبل سنتين من الآن بإنشاء مركز الموسيقى بالشارقة، بهدف تكوين فرقة موسيقية وطنية بكوادر إماراتية خالصة، يمكن لها أن تساهم في الحفاظ على التراث الموسيقي المحلي وإحيائه وتطويره. وكان من أهداف إنشاء المركز أيضا إسباغ الصفة الرسمية على نشاطات الفرقة للمشاركة في المهرجانات والفعاليات الموسيقية المحلية والخارجية. وباشر المركز منذ تأسيسه في استقطاب العناصر المحلية التي تملك الموهبة والرغبة في الانضمام لهذه الفرقة الطموحة على مستوى الفكرة والتطبيق، وبعد مرور سنتين على ولادة هذا الكيان الموسيقي الجديد في الساحة الثقافية المحلية. وحول عدد أعضاء الفرقة الحاليين والأعضاء المتوقع تخرجهم من المركز خلال المرحلة القادمة قال عيد الفرج مدير مراكز الموسيقى بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع والرجل الذي ساند الفكرة منذ بدايتها ووقف وراءها طويلا كي تتحول إلى واقع ملموس وفاعل وعملي على خارطة النشاطات البارزة والجديدة للوزارة، “وصل عدد أعضاء الفرقة إلى 18 عازفا، كما سيتم تخريج 12 عازفا في الدفعة القادمة لدورة المنتسبين للمركز في السنة القادمة”. وعن مدى حماس وإقبال المنتسبين للمركز وتجاوبهم مع متطلبات الدراسة الأكاديمية والتطبيقية قال الفرج “رغم أن المجال كان مفتوحا لكل صاحب موهبة موسيقية كي ينظم للمركز، إلا أن الشروط الصارمة التي حددها المركز والبرامج المكثفة التي يجب أن يجتازها المنتسب خلال سنتين ساهمت في تقليل عدد المنتسبين، ولكننا في النهاية ظفرنا بالأشخاص الذين كانوا أكثر مواظبة وجدية من غيرهم، وهؤلاء سوف يشكلون نواة قوية للفرقة يمكن الاعتماد عليها من ناحية الموهبة والتأسيس على السواء”. وعن نوعية الآلات الموسيقية وقدرة وتكيف المنتسبين معها رغم أن بعضها يدخل في سياق الآلات غير السائدة أو المتداولة في التراث الموسيقي المحلي، قال الفرج “فوجئنا بالتجاوب الجميل والمدهش من قبل المنتسبين للمركز مع آلات جديدة وغير متداولة في الساحة المحلية مثل الكمان والقانون والتشيللو والناي والكونترباص والفيولا وآلات النفخ النحاسية والخشبية والكلارنيت، وغيرها من الآلات التي تخلق المنظومة الموسيقية المتجانسة للفرقة، وكان لجهد المنتسبين وحماسهم الشخصي دور كبير في استيعاب هذه الآلات والتعامل معها بثقة وتمكن، لدرجة أن اللجان الخارجية التي تقيم أداء المنتسبين فوجئت هي الأخرى بالمستوى المتقدم للعازفين قياسا بالفترة الدراسية والتدريبية التي اجتازوها خلال سنتين فقط، رغم أن المعاهد الموسيقية الأخرى في الوطن العربي تشترط اجتياز أربع سنوات من الدراسة النظرية والتطبيق العملي”. وعن انتقال مشروع المركز من منطقة الحلم إلى منطقة الواقع بعد فترة من التأجيل الطويل والمتواصل أوضح الفرج “جاء إنشاء المركز من خلال قناعة القيادة الرشيدة بالدولة بضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية التي تتضمن التراث الموسيقي المحلي الغني والحافل بالإسهامات المعبرة عن روح وجماليات التراث الموسيقي في الإمارات والزاخر أيضا بالأسماء الإبداعية التي خلقت روح التجديد والابتكار في فضاءات هذا المنحى الثقافي المتجذر في الذاكرة المحلية، ونذكر منهم حارب حسن وميحد حمد وجابر جاسم وغيرهم من الرواد الذين خصصنا لهم قاعات خاصة تحمل أسماءهم في المركز من أجل تخليد أعمالهم وحضورهم في ذاكرة الأجيال الجديدة “. يشار إلى أنه تم إنشاء مركز الموسيقى بالشارقة بقرار من معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع مطلع عام 2007 وقد بدأت الدراسة الفعلية فيه مطلع شهر ابريل من عام 2008 وكانت أولى ثمار هذا المركز تأسيس الفرقة الوطنية للموسيقى التي رأت النور لأول مرة خلال احتفالات الدولة بالعيد الوطني الثامن والثلاثين.