السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جامعة على البوسفور

18 يونيو 2008 02:04
هناك العديد من الجامعات التي تتمتع بالاحترام في تركيا والتي تدرّس بالإنجليزية والفرنسية، ترغب ألمانيا اليوم بالحصول على موطئ قدم في سوق التعليم التركي من خلال جامعة تركية ألمانية في أسطنبول، وقد وقع وزير الخارجية الألماني ''فرانك-والتر ستاينماير'' ونظيره التركي ''علي بابكان'' وثيقة تأسيس الجامعة الجديدة، والتي ستؤسس على ضفاف خليج البوسفور في برلين يوم الجمعة، ويتوقع تسجيل أول دفعة من الطلبة قبل عام ·2010 ''هذا يوم مجيد في العلاقات التركية الألمانية'' يعلق ''ايدزارد رويتر'' وقد جاشت عواطفه بشكل ملحوظ، فقد نشأ هذا الرئيس التنفيذي السابق ''لديملر-بنز'' في تركيا حيث وجد والده ''ايرنست رويتر'' ملاذاً آمناً من اضطهاد النازيين في الأعوام 1935 إلى ،1946 أصبح ''إيرنست رويتر'' فيما بعد عمدة برلين، وألهم اسمه ''مبادرة إيرنست رويتر'' التي أنشأها وزيرا خارجية الدولتين عام ،2006 وتهدف هذه المبادرة إلى إيجاد أساليب جديدة لرعاية التفاهم بين الثقافتين، فالجامعة هي المشروع الطموح للمبادرة· إلا أن فكرة جامعة تركية ألمانية أكثر قدماً من ذلك، قد عانت من تاريخ طويل من النكسات، فقد كانت حكومة ''كول'' قد خططت لمشروع مماثل في بداية تسعينيات القرن الماضي ولكنها فشلت لأسباب مالية، كما أن هذا المشروع ليس الوحيد، فما تزال الخطط الحالية بانتظار موافقة البرلمان التركي، ''البيروقراطية التركية في مجال التعليم مشهورة بعنادها عندما يصل الأمر إلى حل قضايا تتعلق بالاستقلال الوطني'' هذا ما يقوله أستاذ العلوم السياسية ''كلاوس ليغوي'' أحد المؤسسين الكثيرين للجامعة، ولكن أيا من هذه الخطط لم تصل إلى ما وصل المشروع الراهن، ويجري التخطيط لبدء أعمال البناء في بداية عام ،2009 رغم أن ''بابكان'' لم يحدد تاريخاً معيناً في برلين، ومن المتوقع أن يبدأ تسجيل أول دفعة من الطلبة في خريف السنة القادمة· يقوم الطرف التركي بتوفير المباني والمرافق وتغطية تكاليف التشغيل، بينما يقوم الطرف الألماني بإرسال المحاضرين وتطوير المناهج وتقديم المنح، وتتوقع برلين حالياً كلفة سنوية تبلغ 5،3 مليون يورو، وقد تم التخطيط لأربع كليات من حيث المبدأ هي الهندسة، والاقتصاد والعلوم الاجتماعية، والقانون، والدراسات الثقافية، وستكون لغة التعليم الأولى هي الألمانية، وسيتسلم الطلبة الذين يحصلون على درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراة من الجامعة الجديدة شهادة التخرج من كلا الدولتين، وتأمل الجامعة استقبال خمسة آلاف طالب وطالبة كحد أعلى وسوف تكون مفتوحة أمام ''طلبة مميزين من تركيا'' وكذلك من ألمانيا· هناك عدد من المدارس الثانوية في تركيا التي تدرّس بالألمانية بشكل كامل أو جزئي، ويمكن للطلبة في ألمانيا دراسة اللغة التركية كلغة أجنبية في عدد من المدارس، وكان رئيس الوزراء التركي ''طيب أردوجان'' قد أثار عاصفة من السخط خلال زيارة قام بها إلى ألمانيا في فبراير عندما حذر الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا من ''الاندماج'' واقترح كذلك المزيد من المدارس الثانوية التركية· وقد وصف كل من ''ستاينماير'' و''بابكان'' ووزيرة التعليم الألمانية ''أنيت شافان'' المشروع التعليمي الجديد بكلمات مثل ''منارة'' و''مؤشر'' و''مرحلة جديدة''، وواقع الأمر هو أن الأساتذة الألمان ساعدوا على تأسيس جامعة في تركيا من قبل، ففي العام 1933 شجع مؤسس الدولة التركية ''كمال أتاتورك'' الألمان الذين يعيشون في المنفى هرباً من النازيين على إيجاد أول جامعة ذات توجهات غربية على مضيق البوسفور، كما أصبح ذلك مشروعاً طويل الأمد· كريستيان شلوتزر-ألمانيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة كومن جراوند الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©