الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الميليشيا في زيمبابوي عقبة التحول الديمقراطي

الميليشيا في زيمبابوي عقبة التحول الديمقراطي
18 يونيو 2008 02:03
''سيباندا'' يتمتع هذا المحارب الذي يتقدم أكثر ميليشيا زيمبابوي إثارة للهلع، بكل صفات المحارب القديم وقدراته، عدا واحدة منها، وهي خوض المعارك الفعلية، فقد تخرج ''جوبولاني سيباندا'' من معسكرات التدريب السابقة في أنجولا، بعد أشهر فحسب من حرب التحرير التي خاضتها زيمبابوي ضد الأقلية البيضاء الحاكمة، والتي انتهت بإعلان الاستقلال في عام ،1980 ليتولى ''سيباندا'' قيادة المهام التنظيمية لحزب ''زانو'' الحاكم بقيادة الرئيس ''روبرت موجابي''، وكان ''سيباندا'' هو الذي قاد وحدة ما يسمى بقدامى المحاربين، التي تولت مهمة الاستيلاء على حقول المزارعين البيض اعتباراً من عام ،2000 وبصفته أحد أشد المتعصبين في حزب ''زانو'' الحاكم، فإنه يتحمل الوزر الأكبر من مسؤولية تنظيم الهجمات ضد مؤيدي المعارضة، خلال الفترة السابقة لإعادة الجولة الانتخابية الرئاسية في السابع والعشرين من شهر يونيو الجاري· وأكد ''سيباندا'' انتزاع حزبه الحاكم للفوز بهذه الجولة الثانية، أثناء لقاء صحفي حصري أجري معه في مدينة ''بولايو'' مؤخراً، وفي اللقاء أكد المتحدث أنه لا مجال لأي اقتسام للسلطة بين ''موجابي'' ومنافسه المعارض ''تسفانجياري'' زعيم ''الحركة من أجل التغيير الديمقراطي''، على رغم استمرار المحادثات التي تقودها جنوب أفريقيا بين الطرفين· وقال متسائلاً في السياق نفسه: ''من أين أتى الناس بمفهوم حكومة الوحدة الوطنية؟ فالذي أراه أنه ومتى ما كان طرفان على خلاف حاد فيما بينهما، فإنه يصعب عليهما أن يتفقا ليعملا معاً''، وردد ''سيباندا'' بعض العبارات التي وردت في خطاب ''موجابي'' الأخير الذي ألقاه يوم الأحد الماضي قائلاً: ''فإذا ما انتقلت السلطة من يد موجابي إلى رئيس آخر، فمن المؤكد أن هذا الرئيس سوف يكون من المنتمين إلى حزب ''زانو'' وليس حزباً آخر غيره''· وفيما لو قرر ''موجابي'' التنحي عن منصبه، فسوف نحترم نحن قدامى المحاربين رغبة الحزب في اختيار من يراه خلفاً له، لأننا حزب منظم، خلافاً لما هو عليه حزب (الحركة من أجل التغيير الديمقراطي)، فنحن ديمقراطيون ونثق بأن الشعب سوف يمارس مسؤولية اختياره''· لكن وفي الوقت الذي تثار فيه بعض الشكوك حول مدى شرعية ''سيباندا'' باعتباره أحد قدامى المحاربين كما يدعي، فإن المؤكد أنه هو والميليشيا التي يتولى قيادتها، يعتبران العقبة الكأداء أمام إجراء انتخابات سلمية هادئة، أو التوصل إلى ما يشبه النموذج الكيني في اقتسام السلطة بين الطرفين المتنازعين، وكان السيد ''مورجان تسفانجياري'' قد حقق فوزاً هامشياً في انتخابات 29 مارس المنصرم، إلا أنه لم يحصد ما يكفي من الأصوات لتجنيبه إعادة الانتخابات، والمثير للاهتمام أن المتشددين من أمثال ''سيباندا'' في قيادات الجيش الرسمي، يعترفون بحصول ''تسافنجياري'' على أصوات أكبر مما حصل عليها ''موجابي''، إلا أنهم أكدوا في الوقت نفسه عدم سماحهم بانتقال السلطة مطلقاً إليه· وبالنظر إلى ماضي العنف الدموي المنسوب إلى هؤلاء الجنرالات، فإنه يصعب توقع أن تكون تهديداتهم هذه مجرد نفخ في الرماد، غير أن من المحللين من يتوقع أن يُفَل عزمهم في حال تنحي ''موجابي'' عن السلطة، من بين هؤلاء المحللين ''ماريان توبي'' -خبير الشؤون الأفريقية بـ''معهد كاتو'' بواشنطن- إذ يقول: ''لا يرى قوة حقيقية لهؤلاء الجنرالات، لأنهم يفعلون ما يتوقعه منهم النظام الحاكم، وهذا ما يجعل منهم شخصيات مرعبة في نظر الخصوم وعامة المواطنين، لذا فإنه وما أن يحدث تغيير سياسي على النظام الحاكم، حتى ينزوي هؤلاء الجنرالات بعيدا، حين يعجز ''موجابي'' عن الاستمرار في حمايتهم''· ويستطرد السيد ''توبي'' في وصفه لهؤلاء الجنرالات بقوله: ''فهم يدركون جيداً مدى فداحة الجرائم التي ارتكبوها بحق المواطنين، سواء كانت تلك على مستوى العنف الدموي الذي مارسوه بحقها، أم لها علاقة بفسادهم طوال العقود الأخيرة الماضية، وحتى في حال جنوح ''تسافنجياري'' إلى تسوية توفيقية أكثر تسامحاً وتصالحاً مع هؤلاء المجرمين من ناحيته، فهو لا شك يتوقع أن تشرع الدول الأخرى ومنظمات المجتمع الدولي في إجراءات مقاضاتهم، على غرار ما حدث للرئيس الليبيري السابق ''تشارلس تايلور'' بتقديمه باتهامات لها صلة بارتكاب جرائم الحرب، أمام المحكمة الجنائية الدولية''· يذكر أن المجتمع الدولي لا يزال يلتزم الصمت والهدوء، وفي الأسبوع الماضي تمكنت كل من روسيا وجنوب أفريقيا من وقف الاستمرار في مناقشة الأزمة السياسية في زيمبابوي، داخل اجتماعات مجلس الأمن الدولي، وفي الاتجاه نفسه رفضت ''وكالة التنمية'' التابعة لجنوب أفريقيا فرض أية عقوبات على زيمبابوي بدعوى مضايقة نظامها الحاكم لخصومه السياسيين، غير أن 40 شخصية قيادية أفريقية، بمن فيها ''كوفي عنان'' -الأمين العام السابق للأمم المتحدة- وبعض الحكام السابقين من أمثال القائد النيجيري ''عبد السلام الحاج أبوبكر'' وجهت رسالة مفتوحة إلى ''موجابي''، حثته فيها على وضع حد للعنف في بلاده، وتمهيد الأجواء لإجراء انتخابات حرة نزيهة· فماذا كانت ردة الفعل الرسمية لذلك؟ في الأسبوع الماضي وحده اعتقل السيد ''تسفانجياري'' خمس مرات، بينما اعتقل ''تينداي بيتي'' الأمين العام لحزب ''الحركة من أجل التغيير الديمقراطي'' المعارض في الأسبوع نفسه، ووجهت إليه تهمة الخيانة العظمى، التي تصل عقوبتها للإعدام، وعلى رغم هذا كله يواصل قادة ميليشيا قدامى المحاربين استخفافهم باتهامات انتهاك حقوق الإنسان الموجهة إلى زيمبابوي، وإذا ما كان هذا هو الحال قبل إجراء جولة 27 يونيو المقبل، فما الذي يتوقع منها؟ سكوت بالدوف -جنوب أفريقيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©