السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الكافيين» يدخل ضمن المنبهات العصبية مزدوجة المفعول

«الكافيين» يدخل ضمن المنبهات العصبية مزدوجة المفعول
19 مارس 2011 19:15
لا يتجادل اثنان في حاجة كل واحد منا إلى ما يفعمه بالحيوية والنشاط ويزيل عنه غبار الخمود والخمول كل يوم ليُواصل مسلسل إنتاجه وعطائه في الحياة، ولعل أقرب ما يفكر فيه الإنسان عند شعوره بالخمول احتساء فنجان قهوة أو تناول قطعة شوكولاته أو تناول أي مادة منبهة أخرى من المواد التي تحتوي على الكافيين، وإذا كان ظاهر شعور المرء في هذه الحال انتعاش وتجديد النشاط، فإن ما يحدث في باطنه قد يكون مختلفاً، إذ إن الإكثار من استهلاك الكافيين قد ينطوي على مخاطر صحية وعصبية، لا سيما عند من لديهم حساسية مفرطة من هذه المادة أو من يتناولون أدوية قابلة للتفاعل معها. إذا كنت لا تستطيع الاستغناء عن قهوتك الصباحية، فاعلم أنك لست الوحيد الذي ابتُلي بعشق الكافيين، وعذر العاشق مقبول، خاصةً إذا كان المعشوق يحفز مركز جهازك العصبي ويخفف عنك التعب ويمنحك دفقات تُشعرك باليقظة وتحسن قدرتك على التركيز والتفكير، لكن إدمان هذا العشق مصيبة. فإذا علمنا أن متوسط الاستهلاك اليومي للأشخاص الأصحاء من الكافيين هو ما بين 200 إلى 300 ميليجرام، أو ما بين كوبين إلى أربعة أكواب في اليوم، وأن هذا أمر لا بأس به في الحالات الطبيعية، فإن ظروف بعض الأشخاص تُحتم عليهم تقييد عدد ما يحتسونه من جرعات الكافيين، أو التخلي عنه تماماً. وعلى الرغم من أن استهلاك الكافيين باعتدال لا يُسبب مشكلات صحية، فإن الإسراف فيه قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، خصوصاً أن تناول الإنسان أكثر من 500 أو 600 ميليجرام من الكافيين يومياً، قد يؤدي إلى الأرق والعصبية وتعكر المزاج والهيجان ومغص المعدة وتسارع نبضات القلب وتقلص العضلات. صديق النساء يبدي بعض الناس حساسيةً من الكافيين دون غيرهم. فبعض الأشخاص قد يؤثر عليهم الكافيين حتى لو تناولوه بكميات معتدلة أو قليلة، إذ قد يُصابون بالتوتر أو اضطرابات النوم. وتتحدد استجابة جسمك للكافيين جزئياً بمقدار ما تعودت على تناوله من جرعات. فالأشخاص الذين لا يتناولون الكافيين بشكل منتظم يكونون أكثر حساسيةً وعُرضةً لآثاره السلبية، وهناك عوامل أخرى تُحدد بدورها مدى قابلية الشخص للتعرض لآثاره، ومن بينها الكتلة الجسمية والسن وتناول الأدوية والحالة البدنية والنفسية، وتكشف الدراسات أن الرجال أكثر تعرُضاً للآثار السيئة للكافيين من النساء. خصائص وحساسية يحتاج معظم البالغين سبع إلى ثماني ساعات من النوم كل ليلة، غير أن الكافيين قد يغير هذه المعادلة ويتدخل في عدد ساعات النوم التي يحتاجها الجسم. وينتج عن قلة النوم -بسبب طول ساعات العمل أو السفر أو القلق أو الإكثار من الكافيين- حالة حرمان من النوم. ويكتسي النوم خاصية تراكمية، ولذلك فإن عدم النوم لساعات كافية لأيام متتالية يؤدي إلى إضعاف الإنتاجية وتراجع الأداء في النهار حتى لو كان وقت النوم الناقص قليلاً. وتناول الشخص للكافيين بغرض التعويض قد يخلق لديه دورات بيولوجية سلبية غير محمودة، فيجد نفسه يحتسي مشروبات تحتوي على كميات عالية من الكافيين كلما وجد صعوبةً في الحفاظ على حالة اليقظة والانتباه في النهار. بيد أن هذه الكميات العالية تصبح سلاحاً ذا حدين ويمتد مفعولها إلى ساعات الليل، فتحرم الإنسان من النوم ليلاً عندما يأوي إلى الفراش ويكون في أمس الحاجة إلى إغماض جفونه. الأدوية والمكملات قد تتفاعل بعض الأدوية والمكملات المستخلصة من الأعشاب مع الكافيين. وفيما يلي بعض الأمثلة: ? بعض المضادات الحيوية مثل “سيبرو” و”نوروكسين” المصنفة ضمن الأدوية المضادة للبكتيريا، فهذه الأدوية تتفاعل مع الكافيين وتؤدي إلى إطالة مفعول الكافيين في الجسم وزيادة آثاره السلبية على الصحة. ? عقار الثيوفيلين الخاص بتوسيع قصبات المسالك الهوائية من خلال إراحة العضلات المحيطة. ولهذا العقار آثار شبيهة بمفعول الكافيين. وتناوله مع أغذية ومشروبات تحتوي على الكافيين يزيد من تركيز الثيوفيلين في الدم. وهو ما قد تنجم عنه آثار عكسية مثل الإصابة بالغثيان أو الرغبة في التقيؤ والشعور بخفقان القلب. ? حشيشة القنفذ (Echinacea). فالمكملات المستخلصة من أعشاب وحشائش القنفذ التي تستخدم أحياناً كعلاجات وقائية من البرد والحمى وأمراض أخرى قد تزيد تركيز الكافيين في الدم وتُضاعف آثاره غير المرغوبة. وينصح الباحثون الأشخاص الذين لديهم حساسية زائدة من الكافيين باستشارة الطبيب أو الصيدلي حول مدى تفاعل الأدوية التي يتناولونها مع الكافيين، وذلك قصد معرفة ما إذا كانت هناك حاجة أو ضرورة لتقليل استهلاك الكافيين في النظام الغذائي واجتناب المأكولات والمشروبات التي تحويه. بين التقليل والإقلاع سواءً كان الاضطرار إلى الإقلاع عن استهلاك الكافيين أو التقليل منه ضرورة طبية أو مادية، فإنها تبقى مهمةً غير يسيرة. فالتوقف المفاجئ عن استهلاك الكافيين من خلال القهوة أو غيرها قد يُسبب الصُداع وآلام الرأس والتعب والهيجان وتعكر المزاج. لكن هذه الأعراض لا تدوم طويلاً، بل تتلاشى بعد بضعة أيام فقط. وللنجاح في تغيير عادة إدمان الكافيين، يوصي الأطباء باتباع خطوات متدرجة تتمثل فيما يلي: ? التعود على الاطلاع على محتوى لاصق مكونات كل منتج غذائي أو مشروب قبل تناوله لمعرفة كمية الكافيين التي يحتوي عليها والاحتفاظ بها، فالكافيين لا يوجد في القهوة والشوكولاته فقط كما قد يعتقد البعض، وإنما في عدد من المنتجات الغذائية الأخرى، ولذلك فمن الطبيعي أن ما يستهلكه الناس من الكافيين يفوق في الغالب ما يعتقدونه، ناهيك عن أن بعض صناع الأغذية لا يُضمنون في لواصق المكونات مادة الكافيين. ? الإقلاع التام، لكن شرط القيام بذلك بتدرج، مثل البدء بتقليل عدد كؤوس القهوة أو المشروبات الغازية أو مشروبات الصودا- الاقتصار على كأس واحد في اليوم- وتجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين في فترات المساء. فمثل هذه التكتيكات تُساعد الجسم على التعود على تناول كميات قليلة ومحدودة جداً من الكافيين والتقليل بالتالي من آثاره السلبية. ? مشروبات من دون كافيين. ما دامت هناك تشكيلات واسعة وخيارات متعددة من المشروبات، فمن الأفضل اختيار تلك التي لا تحتوي على الكافيين، إذ إنها لا تقل متعةً أو نكهةً عن نظيراتها الغنية بالكافيين. ? اتباع نظام عشبي. فعند إعداد الشاي، يُفضل الحرص على عدم تركه يغلي لوقت طويل، لأنه كلما طال وقت غليانه، زاد تركيز الكافيين فيه، كما يمكن اختيار أنواع شاي عشبية لا تحتوي على الكافيين. ? الانتباه إلى محتويات الأدوية غير الموصوفة. إذ إن الكثير من الأدوية الشائعة التي لا تحتاج إلى وصفات طبيب تحتوي على كميات متفاوتة من الكافيين، وكذلك أدوية تخفيف الألم. عن موقع “mayoclinic.com” ترجمة: هشام أحناش
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©