الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الشعر العربي.. أزمه حقيقية في الإنتاج والتلقي

24 مارس 2014 22:43
جهاد هديب (أبوظبي)- بمناسبة اليوم العالمي للشعر، أقام اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، في مقره الجديد بمعسكر آل نهيان، مساء أمس الأول، ندوة شارك فيها الدكتور الأكاديمـي والروائي الأردني أحمد الزعبي، بورقة بعنوان «اليوم العالمي للشعر»، والدكتور المصري محمد سعيد حسب النبي، بورقة بعنوان «الشعر بين المبدع والمتلقي»، وقدمها الدكتور والناقد محمد عبد الله نور الدين. وأكدت الورقتين أن الشعر العربي يمر بأزمة حقيقية لجهة الإنتاج والتلقي، دون أن يعني ذلك أن الشعر ذاته قد مات، على نحو ما أشيع في الثقافة الغربية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي من موت «النص»، وموت «المؤلف» التي كانت تعبيراً ثقافياً عن أزمات اجتماعية ومعرفية تمر بها المجتمعات الغربية آنذاك. وقال الدكتور أحمد الزعبي: «الشعر، عربياً وعالمياً، يعاني وضعاً محبطـاً وأزمة خانقة، وهي الأزمـة نفسها التي تعانيها الآداب والفنون والثقافة بشكل عام في عصر وجَّه مساره نحو التكنولوجيا والصراعات الاقتصادية والدسائس السياسية والمبتكرات العلمية وغير ذلك، ولم يكن الإبداع أو الكتابة عموماً من بين هذه المسارات، أو الأولويات التي تتصدر اهتمامات الإنسان المعاصر». بعد ذلك، استعرض الدكتور الزعبي عدداً من الأزمات التي يمرّ بها الشعر راهناً، من قبيل «أزمة التلقي» التي رأى بأنها تتجسد في ضعف الإقبال على القراءة، وقال: «لا أحد يريد أن يقرأ هذه الأيام». و«أزمة الناقد»، فأشار إلى أن النقد العربي منشغل عموماً بالأسماء الكبيرة والأسماء المعروفة والفضائيات، ما «يجعل الاهتمام بالشعر محصوراً في نطاق ضيّق». ثم تطرق إلى «أزمة الكاتب» التي تحدث «بسبب الكتابة السريعة وغير الناضجة»، ثم «أزمة الكاتب والناقد، فرأى أن «غياب الإبداع يكمن وراء غياب النقد»، إذ إن «الإبداع الحقيقي الجاد لا بدّ أن يفرز نقداً حقيقياً جادّاً، وإن تعثّر الأمر قليلاً». وعن «أزمة الكاتب والنص» أكد الدكتور الزعبي أنها نجمت عن «تفاقم أزمات الشعر المعاصر، خاصة، أساليب الرمز الصعب والغموض المفرط الذي يلجأ إليه بعض الكتّاب من الذين يرون أن ذلك ضرورة فكرية وفلسفية لمواكبة عقلية الإنسان المعاصر وتعقيداته وتقلباته». كذلك تناول الدكتور الزعبي أزمتي «الكاتب والواقع السياسي والاجتماعي والديني» وأزمة «النص والترميز» التي نشأت بسبب «تقنيات القصيدة المعاصرة وأساليبها والمعقدة وترميزاتها المراوغة والغامضة التي أحدثت نوعاً من القطيعة بين الكاتب والقارئ العادي». وختم الدكتور أحمد الزعبي، بالإشارة إلى «أزمة الناقد والكاتب» والتي يتلخص سببها في غياب «النقد والنقد الفاعل المؤثر الذي يتصف بعمق الرؤية والإحاطة بمقومات الإبداع في الأثر الأدبي، وكشفها وتحليلها، وتوجيهها مع الخروج من دائرة الهوى والكتابة المزاجية». ومن أبرز ما تطرق إليه الدكتور محمد سعيد حسب الله في ورقته، ما أطلق عليه «تربية الوجدان» التي يتعرض لها الطفل العربي منذ مقاعد الدراسة الأولى، فيعمل ذلك التلقين على تجفيف منابع خياله، إذ يتم تلقينه بما لا يحتاج، أو بما لا تستوعبه قدراته العقلية في هذه المرحلة العمرية أو تلك. وتساءل: «ما دور المبدع أو الشاعر حيال هذه القضية؟ مؤكداً أن الشاعر يعي دوره في الارتقاء بالوجدان والمشاعر الإنسانية والأحاسيس وتهذيبها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©