هيلاري تدعو نيجيريا إلى تشديد مكافحة الفساد

دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أمس نيجيريا إلى التشدد في مكافحة الفساد الإداري وعرضت تقديم الولايات المتحدة المساعدة لها في تنفيذ إصلاحات سياسية هناك تشتد الحاجة اليها في أكبر دولة منتجة للطاقة والأكثر سكاناً في أفريقيا. وأدى سوء الإدارة واختلاس الأموال الحكومية في نيجيريا منذ عشرات السنين إلى تقويض الديمقراطية والتنمية وإبعاد المستثمرين وتعميق الصراعات العرقية وموجات العنف الديني في شمال البلاد والتمرد في دلتا النيجر الغنية بالنفط جنوبي البلاد. وكان «الحكم الرشيد» الموضوع الأساسي لجولة وزيرة الخارجية الأميركية في 7 دول أفريقية، نيجيريا هي محتطها الخامسة بعد كينيا وجنوب أفريقيا وأنجولا والكونجو الديمقراطية. وأجرى الرئيس النيجيري عمارو يار أدوا محادثات مع هيلاري تركزت على الفساد وإصلاح النظام الانتخابي. وذكر مسؤولون نيجيريون أنه تم إطلاعها على أحدث تطورات فترة عفو مدتها 60 يوماً لمتمردي دلتا النيجر مقابل إلقائهم السلاح في محاولة لإنهاء سنوات من هجمات المتشددين على صناعة النفط منعت نيجيريا من ضخ أكثر من ثلثي إنتاجها النفطي. وقال محافظ المصرف المركزي النيجيري لاميدو سانوسيان الازمة تكلف البلاد خسارة مليار دولار شهريا في صورة إيرادات مفقودة. وقالت هيلاري كلينتون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية النيجيري أوجو مادوكوي في العاصمة أبوجا «إننا نؤيد بقوة ونشجع جهود حكومة نيجيريا لزيادة الشفافية وخفض الفساد وتقديم الدعم للعمليات الديمقراطية استعداداً للانتخابات المقرر إجراؤها عام 2011». وأضافت، دون ذكر تفاصيل، «تحدثنا تحديداً بشأن كيفية تشجيع الولايات المتحدة للاصلاحات الانتخابية وخطط لتشكيل لجنة ثنائية للتعامل مع عدد من القضايا سواء العنف في دلتا النيجر او الإصلاحات الانتخابية». وقال مادوكوي «نقر بأننا عندما نتلقى انتقادات، حتى من شعبنا، فليست كل تلك الانتقادات هدفها مضايقتنا أو إثارة ضغينتنا. كثير منها تستند الى قلق حقيقي ورغبة في أن يكون أداء نيجيريا أفضل». وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون أفريقيا «رغم علاقتنا الوثيقة، تواجه نيجيريا عددا من التحديات الكبيرة : الصراع في دلتا النيجر والتوترات المتكرر بين المسلمين والمسيحيين في الجزء الشمالي من الدولة والفساد». وقدمت هيلاري كلينتون إلي نيجيريا من الكونجو الديمقراطية بعدما شاهدت فظائع الحرب الأهلية في شرق تلك الدولة، حيث ضحايا عمليات الاغتصاب الكثيفة وآلاف المشردين. واحتشد آلاف الأشخاص على جوانب الطرق في مدينة جوما قُرب الحدود مع رواندا اتوا لرؤيتها. وفي غضون ساعات قليلة شاهدت وسمعت الكثير. وأثناء اجتماع معها بشأن العنف الجنسي فجر ناشطون غضبهم ضد موظفي الأمم المتحدة او المنظمات الخيرية قائلين إنهم يأتون لرفع الأسعار فقط. وردت وزيرة الخارجية الأميركية قائلة «لا أريد أن أطلق وعودا في الهواء. بالتأكيد لن أترك بطاقة تعريف شخصية لكني لا أملك أيضا عصا سحرية». وكررت رسالة الرئيس الأميركي باراك أوباما الداعية الأفارقة الى تولي شؤونهم بأنفسهم. قالت «هذا ما التزم به تجاهكم». ودعت الحكومة الكونجولية لمكافحة العنف الجنسي. وأوضحت «نعتقد أنه يجب أن لا يفلت أحد من العقوبة إذا مارس العنف الجنسي والعنف العنصري. يجب اعتقال ومقاضاة ومعاقبة الجناة».