الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الحكومة النيوزيلندية تشن حرباً فيروسية ضد الأرانب

الحكومة النيوزيلندية تشن حرباً فيروسية ضد الأرانب
8 ابريل 2018 20:48
ولينجتون (د ب أ) تزخر أروقة المتاجر في نيوزيلندا بأرانب من الشكولاتة دائماً في عيد الفصح، لكن بالنسبة للعديد من الأرانب الحقيقية، فقد أصبحت أيامهم معدودة، لأنها تتسبب في خسارة المزارعين النيوزيلنديين 100 مليون دولار نيوزيلندي (72.2 مليون دولار) سنوياً من الإنتاج الزراعي لهم كل عام، ما يجعل المزارعين يستشيطون غضباً. لذلك فليس من المستغرب ألا تكون أرانب عيد الفصح مرحباً بها في أي مكان. ووصل الأمر إلى إبعاد بعض حلوى الأرانب من على أرفف المتاجر في نيوزيلندا، وفي أقصى جنوب البلاد، يشهد عيد الفصح عمليات صيد أرانب عيد الفصح في سنترال أوتاجو قتل نحو 10 آلاف أرنب خلال حدث يستمر 24 ساعة. وحاليا، تقوم الحكومة النيوزيلندية بشن هجوم بيولوجي في محاولة منها لوقف الأرانب الحقيقية من الركض في المراعي الخضراء. وتأمل الحكومة في أن يقضي فيروس قتل الأرانب على ما لا يقل عن 40% من أعداد الأرانب البرية التي تقدر أعدادها بالملايين في البلاد. وصلت الأرانب إلى نيوزيلندا مع المستوطنين الأوروبيين الأوائل الذين اعتقدوا أنها ستكون فكرة ذكية بأن يطلق العنان لها في البرية بحيث يمكن اصطيادها، لكن أعداد الأرانب سرعان ما خرجت عن نطاق السيطرة. وقال مارك توين، الذي زار نيوزيلندا عام 1895، إن «الرجل الذي أدخل الأرانب إلى نيوزيلندا أقيمت له الاحتفالات وحظي بإشادات، لكن الآن سيشنقوه إذا تمكنوا من الوصول إليه». ومنذ ذلك الحين، يحاول المزارعون أن تكون لهم اليد العليا. لقد حاولوا الاصطياد، وإطلاق النار، والتسميم، وإطلاق الغاز، وتدمير الجحور واستخدام الكلاب ضد الأرانب، وأدت المحاولات المبكرة للسيطرة على أعدادها عبر إدخال حيوانات القاقم والقوارض وابن عرس، وهي أعداؤها الطبيعية، إلى آثار أكثر كارثية على الحياة الحيوانية المحلية في البلاد. وأعدت المجالس المحلية خطة لخلط فيروس يحمل اسم «آر إتش دي في 1 كيه 5»، وهو نوع من فيروس مرض الأرانب النزفية (آر أتش دي في)، مع طُعم من الجزر أو الشوفان لتنشره المجالس المحلية بنشره في جميع أنحاء البلاد في نحو 350 موقعا في نيوزيلندا. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استخدام الفيروس على الأرانب. فقد تم إدخال سلالة سابقة من (آر أتش دي في) بشكل غير قانوني إلى نيوزيلندا في عام 1997، ولكن الأرانب عززت مناعتها من المرض. ورحب المزارعون في نيوزيلندا بطرح الفيروس الجديد، معبرين عن «ارتياح كبير»، وقال أندرو سيمبسون المتحدث باسم المزارعين المتحدين إن «توقيت ذلك يعتبر أمرا حاسما في بعض المناطق. فإذا مضت سنة أخرى دون إطلاق هذا الفيروس، فإن الضرر الذي يلحق ببعض الأراضي سيكون مخيبا للآمال بشدة». لكن ليس الجميع سعداء بهذا الشكل من المكافحة، فرغم كره المزارعين للأرانب، فقد أصبحت حيوانات أليفة شعبية للنيوزيلنديين في السنوات القليلة الماضية. وتقدر جمعية «إن زد في أيه» البيطرية بأن هناك نحو 116 ألفا من الأرانب المنزلية في نيوزيلندا. غير أن الفيروس لن يتوقف عند باب قفص الأرانب، ومنذ ذيوع نبأ إطلاق الفيروس، تواصل أصحاب الأرانب المعنيين مع الجمعية للحصول على مشورتها. وتقول الجمعية إنه «لا يوجد علاج أو شفاء من الفيروس. ومع ذلك، فإن اللقاح متوفر ومتاح». وأبدى سايمون إسلينج، مدير جمعية «نيوزيلاند هوبر جروب» للعناية بالأرانب قلقه من الفيروس. وقال «لقد كان الإطلاق المبدئي للسلالة الأولى غير قانوني وجلبه للبلاد مزارعون من دون إجراء اختبارات مناسبة. وأضاف أن الفيروس قد يتطور يوما ما وأن «يتسبب في ظهور أنواع أخرى». وأكد أنه «يجب أن نسلم في نهاية المطاف أن هذه طريقة قاسية للغاية للقضاء على الوباء (الأرانب) الذي جلبه المزارعون لمجرد الاستمتاع بالصيد في المقام الأول». وتتفق منظمة «إس بي سي أيه» لرعاية الحيوان في الرأي مع إيسلنج، قائلة إن الفيروس يسبب «معاناة ومحنة كبيرة» للحيوانات المصابة، وقال دكتور أركا دايل المدير الفريق العلمي في المنظمة إن «منظمتنا تدعو لاستخدام أساليب أكثر إنسانية». لكن وزارة الصناعات الأولية تقول إن الفيروس هو أحد الأساليب الأكثر إنسانية في قتل الأرانب البرية، وقال متحدث إن «الأرانب التي ينتهي الأمر بها بأعراض تشبه البرد، تصبح كسولة وبعدها تموت بسرعة». وكان قد تم طرح الفيروس في أستراليا العام الماضي، وجاءت نتيجة الاختبار على كل الحيوانات الأليفة هناك سلبية لهذه السلالة. كما عبرت الوزارة عن ثقتها في أن النسخة الطبيعية من «آر إتش دي في 1» التي عثر عليها أصلا في مزرعة لتربية الأرانب في كوريا، لن تتحور أو تتسبب في ظهور أنواع أخرى. وفي الوقت الراهن، يأمل المزارعون أن يحدث الفيروس مفعوله. وقال سيمبسون المتحدث باسم المزارعين المتحدين إنه «لا يوجد أحد يتوهم أن هذا يعد الحل السحري الفضية للتعامل مع أعداد الأرانب البرية مرة واحدة وإلى الأبد»، وأضاف «لكن في ظل استراتيجية مخططة بعناية نقوم بتنفيذها، هناك ثقة بأن ذلك سيحدث تأثيرا كبيرا على آفة تلحق ضررا باهظ الثمن».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©