الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حمدان المزروعي لـ «الاتحاد» : الإمارات نموذج لترسيخ حقوق الإنسان وحريته في ممارسة الشعائر الدينية

حمدان المزروعي لـ «الاتحاد» : الإمارات نموذج لترسيخ حقوق الإنسان وحريته في ممارسة الشعائر الدينية
6 مايو 2010 21:10
أكد الدكتور حمدان بن مسلم المزروعي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أن الإمارات تقوم بمجهودات كبيرة لخدمة الدعوة الإسلامية على مستوى العالم وتمد يد العون والخير لكل الناس على اختلاف جنسياتهم ومعتقداتهم، وتسهم بقوة في مواجهة الأزمات والكوارث الإنسانية من خلال تقديم المساعدات والقوافل الإغاثية والطبية على مستوى العالم. وأشار إلى حرص الإمارات على الوجود والمشاركة في المؤتمرات الدولية خاصة حوارات الأديان لتصحيح صورة الإسلام في العالم، مؤكداً أن الدولة تقوم بجهود غير مسبوقة لترسيخ قيم ومبادئ حقوق الإنسان على أرضها وإعلاء شأن المرأة وإتاحة الفرص أمامها للمشاركة واعتلاء المناصب. وقال المزروعي في حوار مع “الاتحاد” على هامش مشاركته في مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة مؤخراً، إن الإمارات تواصل السير على النهج الذي نهجه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه من الحرص على تطبيق المفاهيم الإسلامية التي تدعو إلى مد يد الخير والعون لكل الناس على اختلاف جنسياتهم ومعتقداتهم، دون تفرقة بسبب الدين أو الجنس أو اللون. وأوضح أن الإمارات أسهمت في التخفيف عن منكوبي زلزال هايتي بتقديم قوافل إغاثية مختلفة ومتنوعة ومساعدات مالية وعينية وفرق طبية وإنقاذ. وكانت مشاركتها مثار إعجاب وثناء من أبناء دولة هايتي التي استقبلت الوفود الإماراتية بترحاب بالغ. موقع على «الإنترنت» وحول الجهود الدعوية لتصحيح صورة الإسلام ونشر سماحته، يقول: منذ ثلاث سنوات، أنشأنا موقعاً على “الإنترنت” من خلال الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ومواقع الرصد العالمية أكدت أن الموقع يحظى باهتمام ملحوظ ويرتاده الآلاف من جنسيات مختلفة لتناوله قضايا كثيرة توضح صورة الإسلام، بالإضافة إلى إصدار مجلة “منار الإسلام” الورقية وتعرض على الموقع الإلكتروني، كما أن الإقبال على الموقع الإلكتروني لمركز الإفتاء كبير، ويحرص من خلال الإجابات عن الأسئلة التي تطرح، وتقديم الصورة الحقيقية للإسلام وقيمه. وهناك مشاركات لنا في دول عربية وغير عربية ووفود ترسل للمشاركة في المؤتمرات الدولية خاصة حوارات الأديان، ونقوم ببعض الزيارات الرسمية لبعض المؤسسات العلمية والجامعات على مستوى العالم، وكل ذلك يسهم في إبراز الوجه المشرق للإسلام، بالإضافة إلى استقبال الإمارات لعدد كبير من الوفود التي تزور الدولة وتطلع على تجربة الإمارات في المجال الدعوي. الحوار بين الأديان وعن فوائد مؤتمرات الحوار بين الأديان، يوضح: هناك مشاركات دائمة ومستمرة لنا في مؤتمرات الحوار بين الأديان، وهي مجدية ومفيدة، فمن خلالها نستطيع إيصال أصواتنا للآخر، وهذا منهج رباني حثنا الله سبحانه وتعالى عليه، حيث قال تعالى: “ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن”، فالمجادلة والمناقشة والحوار أمور موجود في الشريعة الإسلامية والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يجتمع مع غير المسلمين ويتكلم معهم، بل ثبت في السنة النبوية الشريفة أن الرسول استقبلهم في مسجده وجلس معهم وهذا يمنحنا الدافع لمناقشتهم، خاصة أن غير المسلمين يمتلكون من وسائل الإعلام ووسائل الإقناع الشيء الكثير، فإذا حظينا بفرصة أن نوصل أصواتنا إلى وسائل الإعلام العالمية ونمدهم بمعلومات ومفاهيم حقيقية عن الإسلام، فهذا شيء محمود، ويخدم الإسلام والمسلمين. والإسلام لا يحتاج إلى كثير من الكلام، ولكن يحتاج إلى أفعال؛ لأن هؤلاء الذين تحاورهم يتأثرون بشخصية المسلم وحرصه على قيم الإسلام السمحة في سلوكه ومعاملاته. وأذكر أننا كنا وفداً رسمياً في إحدى الدول غير الإسلامية وكان وجودنا كمسلمين بينهم وجلوسنا معهم في حد ذاته مثار اهتمام ونقاش وإعجاب وكثير منهم.. قالوا نحن لا نعرف عن الإسلام إلا بعض المعلومات البسيطة وبدأوا يسألوننا عن الإسلام وموقفه من العلاقات الزوجية وتربية الأبناء ووجدنا منهم استقبالاً طيباً وتشوقاً لمعرفة حقيقة الإسلام. حملات الإساءة أما عن حملات الإساءة التي تشتد ضد الإسلام، فيفسر ذلك قائلاً: الحوار أدى إلى نتائج إيجابية كثيرة، وهذا ربما كان سبباً في أن البعض بدأ يتحسس هذه النتائج، وبدأ يتخذ خطوات إيجابية، والمطلوب من المسلمين أن يسيروا على هذا النهج، وهو نهج الحوار والإقناع بالحجة. وغاية من يثير هذه القضايا أن يصدر من المسلمين تصرف سلبي كرد فعل على هذه الإساءات؛ ولهذا يجب أن نكون أذكى وأحكم فلا نتصرف بغضب أو انفعال أو بأسلوب غير لائق. وواجبنا أن ندافع عن ديننا ونبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- ولكن السؤال كيف ندافع، هل يكون بالسب والشتم أو باللجوء إلى العنف؟ بالطبع لا. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد، أُوذي أشد الإيذاء وضُرب وشُتم وقُتل أصحابه وأخذت أموالهم، وقال عند ساعة النصر لمن فعل به كل هذا الإيذاء “اذهبوا فأنتم الطلقاء”. ولو أردنا أن نعيش كما يربينا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأدركنا أن من يفعل هذا هم بحاجة إلى الشفقة والرحمة وليسوا بحاجة إلى القسوة ويجب أن نكون بهم رحماء؛ ولذلك فأنا أجد أن هذا دافع أكبر للحوار. حقوق الإنسان وعن جهود الإمارات لتأصيل مبادئ حقوق الإنسان خاصة في ممارسة الشعائر الدينية يشير: الإسلام سبق في تأصيل وتأكيد حقوق الإنسان من القوانين الدولية فقد ذكرها صريحة في القرآن والسنة. وفي الإمارات جهود كثيرة لترسيخ حقوق الإنسان في ممارسة الشعائر الدينية من خلال دور العبادة الموجودة، في كل مكان والدولة دائماً تؤكد هذا الجانب، وعندما أثيرت مؤخراً قضية حقوق العمال قامت الدولة من خلال لجان مختلفة وجهات حكومية عديدة بجهود كبيرة لحفظ حقوق هؤلاء العمال وتوفير الحياة الكريمة لهم ولكل من يفد للدولة، وذلك من خلال سن قوانين لضمان حقوق الإنسان وهذا يؤكد أن الإنسان في الإمارات وكل من يقيم على أرضها من جنسيات مختلفة يصل عدها إلى 300 جنسية يتعايشون بكل حرية. والتطور الاقتصادي والعمراني الكبير الذي تعيشه الإمارات يؤكد أن الحقوق محفوظة وأن الناس يشعرون بالأمن والأمان. تعزيز مكانة المرأة وحول نظرة المجتمع الإماراتي لوضع المرأة يقول: المرأة في الإمارات وضعها جيد منذ أيام المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله- وفي هذه الأيام أيضاً، فالنهج مستمر في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات، وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام، رائدة عمل المرأة في الإمارات وكانت المؤازرة الأولى للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد في إعلاء شأن المرأة من خلال جهود كثيرة منها، تأسيس الاتحاد النسائي العام في الإمارات، كما أن سمو الشيخة فاطمة الرئيس الفخري لمؤسسة تنمية الأسرة ولها الكثير من الاسهامات؛ ولذلك يطلق عليها “أم الإمارات”. وبذلت الإمارات جهوداً كثيرة لإعلاء شأن المرأة بداية من توفير فرص تعليمية وحصولها على أعلى الشهادات العلمية من الداخل والخارج عن طريق البعثات التعليمية، وتبوأت المرأة مناصب كثيرة في الوزارة والسلك الدبلوماسي والنيابة العامة والقضاء والتدريس وفي الطب والهندسة والطيران، وتحظى باهتمام كبير من خلال التشريعات الخاصة بأحكام الأسرة ودائماً نذكر في خطب الجمعة والدروس الدينية أهمية العناية بالمرأة واثبات حقوقها. ضبط الخطاب الإسلامي أكد الدكتور حمدان المزروعي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف أن غياب صوت الحق سيعلي من صوت الباطل ورب العالمين، قال: “بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون” الأنبياء:18، لذلك يجب أن نهتم كثيراً بوسائل تثقيف المسلم ومن أهمها المسجد، فلا بد أن يكون اهتمامنا بمن يتولى الخطابة والإمامة في المساجد، وهذا دور الشؤون الإسلامية في الإمارات. ومحاربة الفكر غير السليم بحاجة إلى تضافر جهود كثيرة ووسائل الإعلام عليها دور كبير لأنها أكثر مشاهدة وأكثر تأثيراً، وهناك دور كبير لوزارة التربية والتعليم، حيث يجب أن تؤصل المناهج التعليمية في الإنسان سماحة الإسلام واعتداله. وبالنسبة للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، فهي تقوم بدور كبير في ضبط الخطاب الإسلامي سواء من خلال خطب الجمعة أو الدروس والمحاضرات التي تلقى على الناس وتوجيه الخطاب الإسلامي من خلال لجان مختلفة، مع وضع برنامج للوعاظ والأئمة والخطباء يتسق مع الفهم الصحيح للإسلام ويظهر حقيقة الإسلام السمحة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©