خطفت الزيارة المفاجئة لرئيس الحكومة المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى مقر البرلمان ولقائه رئيس البرلمان نبيه بري الأضواء ، بعد مشاورات ليلية مع رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، الذي التقى بدوره في دارته في كليمنصو بعد عودته من لقاء الحريري في بيت الوسط وفد كتلة «الوفاء للمقاومة – حزب الله» برئاسة النائب محمد رعد الذي دعا إلى الإسراع بتشكيل الحكومة.
ودام الاجتماع بين الرئيسين بري والحريري قرابة نصف الساعة، غادر بعده الحريري رافضاً التعليق على موضوع الضمانات من جنبلاط واكتفى بوصف اجتماعه مع بري بالممتاز. فيما ظل الأخير صائماً عن الكلام وقال: «إنه لم يسمع بعد أذان الإفطار الحكومي». ونقل النواب عن الرئيس بري في لقاء الاربعاء النيابي انه طالما تم الاتفاق على صيغة الحكومة فإنه لا يعرف الأسباب التي تؤخر ولادتها. وحول عدم زيارته الاسبوعية للقصر الجمهوري أبلغ بري النواب بأن السبب هو عدم وجود أي جديد على صعيد تأليف الحكومة. وقال: « في حال طرأ أي جديد فإنه مستعد لزيارة الرئيس سليمان في أي وقت حتى ولو كان ذلك بعد منتصف الليل». وكانت تداعيات لقاء الحريري – جنبلاط الذي وصفته مصادر متابعة لـ«الاتحاد» بـ«المتوتر» قد طغت على الحركة السياسية في البلاد أمس، خصوصاً أن مواقف الزعيم الاشتراكي ظلت «مبهمة»، إذ كرس «طلاقه» النهائي مع فريق 14 مارس، وبقي على مسافة حذرة من الدخول في حلف منفصل مع الرئيس المكلف، ولم يلتزم بالتصويت إلى جانبه في مجلس الوزراء أو مجلس النواب إذا لم تكن القرارات تنسجم مع توجهه السياسي الجديد. وفي حين أكد النائب مروان حمادة (من كتلة جنبلاط وشارك في اللقاء) في حديث إذاعي أن الاجتماع منع تعثر الحكومة، وأشار إلى أن العقد تكمن في مكان آخر، نفى بيان مقتضب للمكتب الاعلامي للرئيس المكلف ما نشر امس عن لقائه رئيس الهيئة التنفيذية لـ»القوات اللبنانية» سمير جعجع في فرنسا. وحده وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال طارق متري ظل متفائلاً وتمنى تشكيل الحكومة قريباً، وقال: «العقبات الموجودة أمام التشكيل يمكن تذليلها». أما زميله وزير الدولة نسيب لحود فاستنكر دخول اسرائيل على الخط، وأبلغ السفيرة الاميركية في لبنان ميتشيل سيسون خلال لقائه بها أمس أن الامور المتعلقة بتشكيل الحكومة شأن لبناني ونرفض تحذير اسرائيل من دخول «حزب الله» الحكومة. وفيما أكدت مصادر واكبت لقاءات جنبلاط مع الحريري ورعد وبعدها لقاء الرئيس المكلف مع الرئيس بري لـ»الاتحاد» أن الاجواء الحكومية ما زالت ضبابية وان «الاوراق الجنبلاطية» أعادت الأمور الى نقطة الصفر، لفت رعد من جانبه إلى أنه أبلغ الرئيس المكلف كما رئيس «اللقاء الديمقراطي» إن المعارضة أرادت للحكومة أن تكون حكومة وحدة وطنية وفق الصيغة التي تم التوافق عليها وتتمثل فيها كل القوى السياسية. وقال: «على الحريري القيام بعملية مشاورات سريعة من أجل توزيع الحقائب وترك تسمية الأشخاص لأصحابها لأننا بحاجة إلى حكومة توحد البلد وتلم الشمل بين كل المكونات».
عدد اليوم
