السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«السوق الإفرنجي» يروج لمشغولات الجلود والأخشاب

«السوق الإفرنجي» يروج لمشغولات الجلود والأخشاب
6 مايو 2010 21:06
في وسط الخرطوم وعلى امتداد السوق العربي يقع السوق الإفرنجي الذي يتميز منذ نشأته بوجود تجار أجانب يعملون في محال «أنتيكات» ويفتتحون مطاعم فاخرة والعديد من وكالات السفر. ويقصد هذا السوق السواح من جنسيات مختلفة لمشاهدة واقتناء التحف والأقنعة والإكسسوارات وحقائب اليد الرجالية والنسائية والمحافظ والتماثيل التي تصنعها بعض القبائل الإفريقية النيلية. مشغولات يدوية يزور سائح روسي السوق الإفرنجي من أجل شراء بعض الهدايا للأصدقاء والتحف للمنزل والإكسسوارات لزوجته التي طلبت منه حقيبة من جلد التمساح، ويقول إنه معجب جدا بالتحف السودانية المصنوعة من الجلود والأخشاب. ويقول حافظ مبارك، صاحب محل بيع أنتيكات إن «المشغولات اليدوية تنحت من الأبنوس وأخشاب التك والمهوقني، بالإضافة إلى نسج السعف والقرع وهو نبات ينمو على ضفاف الأنهار والبحيرات في السودان»، لافتا إلى أن أشهر الأشكال التي تصنع منها التحف هي أشكال الحيوانات كالفيلة والغزلان والزرافات والأبقار وغيرها من التماثيل التي تعبر عن ثقافات القبائل التي تنحدر من أصول أفريقية مثل الماساي والدينكا التي تمتهن هذه الحرفة، بالإضافة إلى محترفين يتخصصون بالمشغولات الفنية ونحت الأقنعة وصقل الجلود. ويعدد مبارك الخامات التي تصنع منها التحف والمشغولات، فيقول «الخامة الأغلى هي سن الفيل الذي تعتبر تجارته ممنوعة عالميا وأصبح ممنوعاً بحظر من جمعيات الرفق بالحيوان وجمعيات الحفاظ على البيئة، والأبنوس وهو نوع من الأشجار ينمو في المناخ الاستوائي ويمتاز بالصلابة وتداخل الألوان البني الفاتح والداكن والأسود، بالإضافة إلى استخدام سعف النخيل. ويشير إلى أن لديه مصنوعات من النحاس القديم الذي يمتاز بلونه الأحمر الذي يمنحه طابعا جماليا مميزا وخاصة في الحلى النسائية أما بقية الإكسسوارات فتصنع من الفضة والعاج المطعم بالفضة والذهب وهنالك الأحجار النادرة مثل العنبر وعين القط وعين النمر والأحجار العادية مثل المرجان والعقيق التي تجد القبول من الأجانب والسياح. تماثيل وأقنعة يشير مبارك إلى أن إقبال السياح قل عن السابق، وأن معظمهم يأتون من أجل شراء الهدايا وهم مولعون بشراء السيوف والخناجر والسكاكين وخاصة «سكين الضراع» وهي مدية يدوية الصنع بحرفية وجمال وتزين بالفضة وهي من مكملات الزي السوداني، والسياح يعتقدون أنها تحفة فنية تزين الجدران. وتنتشر في السوق، وفق مبارك، أنواع شتى من جلود الحيوانات كالتماسيح والأفاعي التي تصنع منها الرقع واللوحات والحقائب اليدوية والأحزمة الرجالية والنسائية بعد صقل الجلد بمواد طبيعية لإزالة الشوائب وتلميعه. ويشير حافظ إلى أن التماثيل والأقنعة تمثل كل إثنية أفريقية ولكل قبيلة قصص وحكايات وأساطير ترويها من خلال تماثيلها وأقنعتها الخاصة بها مثل قبيلة الماسايا التي تمجد جمال المرأة طويلة العنق من خلال التماثيل، كذلك القبائل النيلية مثل الدينكا الذين يشمون التمثال مثل وجوههم تماما. من جهته، يقول بدوي عبدالقادر، شيخ الحرفيين في السوق الإفرنجي «ورثت هذه المهنة عن والدي رحمه الله، فقد نشأت في مدينة أم درمان ومارست هذا المهنة منذ كنت في الرابعة عشرة من عمري في الإجازات الصيفية وكنت أقوم بنحت الخشب والعاج حيث كانت هوايتي المفضلة ثم احترفت هذا العمل محولا الخشب إلى تماثيل وحيوانات مثل وحيد القرن والفيلة وغيرها وتخصصت في صنع الجرس وهو عبارة عن قطعتين منفصلتين من سن الفيل تنحتان بمهارة ليلتقي الطرفان في شكل جرس أو قلب مكونة إطار صورة أو خريطة أو أي شكل يختاره الزبون». مشيرا إلى أنه ترك عمل النحت واكتفى بوضع اللمسات النهائية على القطع الفنية التي يأتي غالبها رطبا ما يعرض الأخشاب للتشقق فيقوم بإعادة صقلها ومن ثم عرضها للبيع. خيوط الفضة من شرق السودان تأتي المشغولات الفضية التي يصنعها «الشفشتي» يدويا، و»الشفشتي» هو حرفي يقوم بصياغة الفضة إلى خيوط ثم يعيد تشكيل تلك الخيوط لحلي ومشغولات، والشفشتيون يتخصصون في صياغة الفضة فقط وهؤلاء يتميزون بالحرفية العالية والدقة المتناهية، أما أسعارها فغالية جدا نظرا لأصالتها وجودتها.
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©