الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آخر قطار بخاري في أوروبا يسير بانتظام في بولندا

6 مايو 2010 19:37
يمر قطار "بييكنا هيلينا" (هيلينا الجميلة) بسرعة 130 كلم في الساعة يرافقه صفير يصم الآذان على السكك الحديدية البولندية، تاركا وراءه مزيجا من الدخان الأسود والبخار الأبيض في مشهد يلقى استحسان عشاق القطارات البخارية من الكبار والصغار. ويعتبر هذا القطار الذي صنع قبل 73 عاماً من آخر القطارات البخارية التي لا تزال تعمل بانتظام في أوروبا. ويسير على سكك مدينة فولزتين الصغيرة غرب بولندا، التي تستقبل سنويا عرضا للقطارات البخارية من عدة دول أوروبية. ويقول آندريه دجابلونسكي، المسؤول في شركة سكك حديد بولندا "بي كاي بي كارجو" وأحد منظمي المعرض إن "فولزتين تشكل حالة فريدة في أوروبا لأن القطارات البخارية تسير فيها دون انقطاع منذ عام 1907، أي منذ 103 عاماً". وصمم هذا القطار مهندسون بولنديون عام 1936 وانتهى بنائه في العام التالي. وزود بمحرك "بي إم 36-2" لتصل سرعته القصوى إلى 130 كلم في الساعة، علما بأن السرعة القصوى للقطارات آنذاك كانت 90 كيلومترا في الساعة. وتصل قوة محركه إلى ألفي حصان، أي ما يوازي القوة القصوى لمحركات الديزل أو الكهرباء، التي حلت تدريجا مكان المحركات البخارية اعتبارا من الخمسينات في بولندا. ويقول دجابلونسكي إن "قطارات البخار تعج بالحياة، فيما تبدو قطارات الديزل أو الكهربائية باردة. لكن القطارات البخارية سواء كانت متوقفة أو سائرة فتبدو فعلاً وكأنها حية". ويتحدث تشسواف يانوس (56 سنة) وهو يغذي خزان محرك القطار بالفحم ليختفي عن القطارات البخارية إن "القطار الذي يعمل بالبخار يتطلب الكثير من العمل". ويضيف تشسواف الذي يقوم بهذا العمل منذ 37 سنة "في القطار الكهربائي كل ما يفعله الميكانيكي هو الجلوس وتشغيل المحرك. أما في قطار يعمل بالبخار فيجب تغذية المحرك باطنان من الفحم. وهذا يتطلب مجهودا جسديا كبيراً لكن هكذا يكون القطار الحقيقي". وتهافت آلاف من عشاق القطارات البخارية في نهاية الأسبوع الماضي على فولزتين لحضور معرض القطارات البخارية ومشاهدة آخر 11 قطارا من نوعها، ومن بينها "بييكنا هيلينا" و"ماتيلدا" من جمهورية تشيكيا وقطارات أخرى من المجر وألمانيا. وأبصرت هذه القطارات النور في بريطانيا أثناء الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر. واستخدمت في أوروبا والعالم حتى العام 1930. ثم بدأ استبدالها تدريجيا بالقطارات التي تعمل على الديزل أو الكهرباء. ويقول البريطاني آندرو مولرد (40 سنة) بأسف "لم يعد هناك قطارات كهذه في بريطانيا". ويعمل آندرو في السكك الحديدة البريطانية وأتى خصيصا من كيدرمينستر بالقرب من برمنجهام (وسط انكلترا) لرؤية هذه الآلة الفولاذية العملاقة عن قرب ولاستنشاق رائحة الفحم. ويؤكد مولرد أن "رائحة هذه القطارات مختلفة وصوتها مختلف، وهي تنقل المرء إلى حقبة مختلفة أيضا". ويحظى زوار فولزتين بفرصة فريدة إذ يستطيعون ركوب هذه القطارات وتشغيل الصفارة، وهو ما لا يستطيعون فعله في معارض مماثلة في بريطانيا أو دول أوروبية أخرى. ويجلس بافيليك (3 سنوات) في حضن والده ويصرخ عند مرور القطار "إنه تماما كالقطارات التي نسمع عنها في القصص".
المصدر: فولزتين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©