الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«يوفي الأساطير» يقترب من «الحلم الكبير»

«يوفي الأساطير» يقترب من «الحلم الكبير»
5 مايو 2017 02:54
عمرو عبيد (القاهرة) بات تأهل يوفنتوس إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا شبه محسوم، بعد فوزه على موناكو في عقر داره «استاد لويس الثاني» بهدفين دون رد في مباراة ذهاب نصف نهائي البطولة القارية. ومع اقتراب «البيانكونيري» من الحضور في النهائي للمرة الثانية خلال ثلاث سنوات، فإن التاريخ يجب أن يتوقف كثيراً أمام عظمة هذا الكيان العنيد الذي نفض غبار فضيحة «الكالتشيوبولي» العام 2006، ونهض من كبوته الكبرى ليستعيد بريقه وعنفوانه خلال 10 سنوات كانت كافية لتدب الحياة مجدداً في جسد السيدة العجوز. ورغم هبوط اليوفي إلى دوري الدرجة الثانية عقب نهاية موسم 2005/‏‏2006، ورحيل بعض نجومه العالميين أمثال زلاتان إبراهيموفيتش، ليليان تورام وفابيو كانافارو، فقد نجح في العودة سريعاً إلى الكالتشيو بعد موسم واحد فقط قضاه بعيداً عن الأضواء، بفضل إخلاص أساطيره من النجوم مثل بوفون وديل بييرو وتريزيجيه وبافل نيدفد، الذين رفضوا التخلي عنه في تلك الأزمة ونجحوا في إعادته إلى مكانته الطبيعية. وبهدفين صناعة برازيلية وتنفيذ أرجنتيني، قطع اليوفي الطريق إلى نهائي دوري الأبطال، وبات على موعد في كارديف التي تحتضن المباراة النهائية في الثالث من يونيو القادم، ورغم البداية القوية لفريق إمارة موناكو وإضاعته أكثر من فرصة خطيرة خلال النصف ساعة الأولى من المباراة، فإن لاعبي اليوفي كانوا متماسكين بدرجة كبيرة، حتى امتلكوا زمام السيطرة على المباراة، ونجح النجم الأرجنتيني هيجواين في تسجيل هدفين من تمريرتين سحريتين من الظهير الأيمن البرازيلي داني ألفيش، بواقع هدف في كل شوط، ليزداد موقف موناكو صعوبة، إذ لم يستطع أي ناد فرنسي أن يقصي اليوفي من الشامبيونزليج طوال 25 مباراة خاضها هذا الفريق الإيطالي أمام أندية فرنسية على مر تاريخه، حيث فاز في 16 مباراة وتعادل في 6 وخسر في 3 لقاءات لم تحرمه من التأهل إلى الأدوار التالية. وساهم الفوز في عودة اليوفي كالعنقاء، بعدما ظن كثيرون أن فريق «السيدة العجوز» سينهار، مثلما ابتعدت الكرة الإيطالية عن مكانتها العالمية الكبرى في هذه الحقبة، حيث كان إنترناسيونالي في موسم 2009/‏‏ 2010، هو آخر الفرق الإيطالية التي حملت الكأس ذات الأذنين، بالإضافة إلى عدم نجاح كرة «الكاتيناتشو» في تجاوز الدور ربع النهائي من البطولة القارية الكبرى طيلة هذه السنوات، بل إن بطولة الدوري الأوروبي في ثوبها الجديد لم تشهد تتويج بطل إيطالي منذ فوز بارما بالكأس القديمة في موسم 1998/‏‏1999 أي منذ 18 عاماً! وخلال تلك السنوات العشر نجح اليوفي بعد عودته من دوري الدرجة الأدنى الإيطالية، في أن يحصد لقب «الكالتشيو» 5 مرات متتالية منذ موسم 2011/‏‏ 2012، بفضل المدرب الإيطالي المميز كونتي وحتى الموسم الماضي تحت قيادة أليجري، ويقترب الفريق من التتويج المحلي السادس في الموسم الجاري، كما استعاد البيانكونيري لقب كأس إيطاليا بعد غياب دام 20 عاماً، وكان ذلك في موسم 2014/‏‏2015، قبل أن يحمل الكأس الثانية في الموسم السابق ليقترب العملاق الإيطالي من الثلاثية المتتالية، في حالة نجاحه في تجاوز عقبة لاتسيو خلال نهائي الكأس المحلية أوائل يونيو المقبل. السيدة العجوز نجح أيضاً في استعادة نغمة الفوز بكأس السوبر المحلي بعد غياب 9 سنوات، حيث حقق اللقب في العام 2012 ثم أتبعه بكأس ثانية في 2013 والثالثة في 2015، ليحصد اليوفي 10 بطولات محلية قد تصل إلى 12 في ختام الموسم الحالي، بمعدل يزيد على الفوز ببطولة في كل عام من تلك الأعوام العشرة! في هذا العقد تولى تدريب اليوفي 6 مدربين إيطاليين كان أولهم المخضرم كلاوديو رانييري ما بين 2007 و2009، إلا أنه لم ينجح في إعادة السيدة العجوز إلى المسار الصحيح، حتى أتى المنقذ أنطونيو كونتي في العام 2011، ليضع الفريق من جديد فوق منصات التتويج واضعاً خريطة الطريق للبطل الإيطالي العريق، وأكمل ماسيميليانو أليجري المسيرة الناجحة محلياً، قبل أن يبدع على المستوى القاري ويمنح الفريق هيبته المفقودة أوروبياً! أليجري: لم نصل إلى كارديف وعلينا توخي الحذر القاهرة (الاتحاد) أشاد الإيطالي ماسيميليانو أليجري مدرب يوفنتوس، بأداء فريقه أمام موناكو وقال: «قدمنا مباراة نموذجية ونجحنا في تحقيق فوز مستحق قبل مباراة العودة في تورينو، والتي أرى أنها لن تكون سهلة على الإطلاق، لأن المنافس ليس لديه ما يخسره». وقال أليجري خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة: «درسنا فريق موناكو جيداً وتبين لنا أنه فريق جيد ويلعب كرة سريعة ويتمتع لاعبوه بالقوة البدنية والهجوم الناري، ولكننا نجحنا في تقديم مباراة جيدة جداً، ولا يسعني سوى أن أشكر جميع لاعبي خط الدفاع الذين قدموا مباراة ممتازة، وأيضاً بقية اللاعبين والحارس العملاق بوفون الذي ما زلت أعتبره الحارس رقم 1 في العالم، وسعيد جداً بأدائه الباهر في اللحظات الصعبة والمهمة. وقال أليجري: نوعية لاعبي اليوفي ساعدتني كثيراً على تجهيز هذا الفريق بشكل جيد، فجميعهم أصحاب خبرة تكتيكية كبيرة. وتابع قائلاً: لكي تحقق نتائج عليك أن تبذل تضحيات على المستويين الهجومي والدفاعي. وتابع أليجري قائلاً: لم نصل كارديف بعد وعلينا أن نتوخى الحذر في مباراة الإياب، لأن فريق موناكو لن يكون لديه ما يخسره، وسيحاول تعويض نتيجة الذهاب.. وكل شيء وارد في كرة القدم.. ولكننا على أية حال خطونا خطوة مهمة نحو التأهل إلى المباراة النهائية. ولم يخف أليجري إعجابه بهذا المنافس الفرنسي، واعترف بأن لديه مجموعة جيدة من اللاعبين وخص بالذكر اللاعب الفرنسي الشاب كيليان مبابي، قائلاً إنه مهاجم أكثر من ممتاز وينتظره مستقبل كبير. خبرة بوفون تغلب سحر مبابي موناكو (د ب أ) الخبرة أم الشباب؟ أيهما كان أجدى نفعاً في مباراة موناكو أمام يوفنتوس أمس الأول، في ذهاب الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا؟ سؤال قدم له الحارس الإيطالي العملاق جيانلويجي بوفون إجابة حاسمة، بعد تفوقه على كيليان مبابي نجم هجوم موناكو اليافع، وقيادة فريقه لتحقيق فوز ثمين خارج ملعبه بهدفين دون رد. وقبل المباراة، توقع الكثيرون أن يكون هناك صراع أجيال بين المهاجم الفرنسي، والحارس الإيطالي الشهير الذي فاز بالتحدي وحافظ على نظافة شباكه خلال 90 دقيقة جديدة. وقال ماسيميليانو أليجري، المدير الفني لنادي يوفنتوس عقب المباراة متحدثاً عن بوفون: «لقد قام بتصدٍّ رائع عندما كانت النتيجة صفر/‏‏‏ صفر، كما قام بذلك مرة أخرى في الدقائق الأخيرة من اللقاء، بوفون هو الأفضل في العالم دائماً خلال المباريات المهمة». ومنذ أن استقبلت شباكه هدفاً بأقدام اللاعب الأرجنتيني نيكولاس باريخا، لاعب إشبيلية الإسباني في الدقيقة التاسعة من المباراة التي فاز فيها يوفنتوس 3/‏‏‏ 1، لم يتلق بوفون أهدافاً أخرى طوال مشواره في دوري الأبطال. وكانت تلك المباراة في 22 نوفمبر الماضي في المرحلة الخامسة من دور المجموعات للبطولة الأوروبية، خاض بعدها بوفون مباراتين أمام بورتو البرتغالي في دور الـ16، ثم أمام برشلونة بكامل نجومه وبثلاثيه الهجومي الرهيب «ميسي وسواريز ونيمار»، ونجح أيضاً في الحفاظ على نظافة شباكه. وبعد مباراة أمس، وصل بوفون إلى الدقيقة 531 من دون تلقي أي أهداف في البطولة الأوروبية، بينما وصل يوفنتوس إلى الدقيقة 621 من دون أن تهتز شباكه خلال البطولة نفسها ، حيث إن الحارس البرازيلي البديل نيتو كان هو من تولى حراسة عرين الفريق الإيطالي خلال المباراة الأخيرة له في دور المجموعات أمام دينامو زغرب الكرواتي. وقال بوفون الملقب بـ «الأخطبوط» متحدثاً عن مبابي: ولد في 1998، أليس كذلك؟ عندما ولد كنت قد شاركت أنا في منافسات مونديال فرنسا. وأضاف الحارس الإيطالي العملاق: هذه هي روعة الحياة، أن تقابل شباباً لم يكونوا قد ولدوا بعد عندما كان أحدهم يملك مسيرة تاريخية كبيرة. وحل ميعاد المواجهة الأولى بين اللاعبين في الدقيقة 16 من المباراة، عندما تلقى مبابي عرضية متقنة من المغربي نبيل ضرار وسدد الكرة مباشرة تجاه مرمى يوفنتوس، ولكن بوفون كان لها بالمرصاد وتصدى لها ببراعة. وكانت الفرصة الثانية الخطيرة التي سنحت للمهاجم الفرنسي الشاب، بعد انطلاق الشوط الثاني مباشرة، ولكن ردة الفعل السريعة والخروج الموفق لبوفون، حرم مبابي من تسجيل هدف من انفراد كامل. وبعد أن أمسك بوفون الكرة قام بتحية مبابي في لفتة رائعة من الحارس الكبير، وتعبيراً منه عن إعجابه بالنجم الفرنسي الصاعد، الذي سجل ثلاثة أهداف في شباك بروسيا دورتموند الألماني في مباراتي الذهاب والعودة لدور الثمانية بدوري الأبطال. وكان بوفون أحد أبرز نجوم اللقاء ليس بفضل إفساده فرصتين واعدتين للاعب الفرنسي وحسب، بل أيضاً بفضل تصديه الرائع لرأسية اللاعب رادميل فالكاو في الشوط الأول، ثم تحويله ضربة رأسية أخرى للاعب فاليري جيرماين إلى ركنية. وهكذا نجح بوفون في إيقاف الخط الهجومي الأكثر خطورة في أوروبا، فقد سجل موناكو تحت قيادة مديره الفني البرتغالي ليوناردو جارديم 95 هدفاً في 34 مباراة بالدوري الفرنسي، بفارق 25 هدفاً عن حصيلة أهداف يوفنتوس في الدوري الإيطالي. كما أن معدل تهديفه في دوري أبطال أوروبا وصل إلى 1. 2 هدف في المباراة الواحدة. وتفتقد خزينة إنجازات بوفون للقب دوري أبطال أوروبا، وهو اللقب الذي يتطلع لتحقيقه الحارس المخضرم منذ فترة طويلة، ولكن بعد هذا الأداء الرائع الذي قدمه، يبدو أن الحلم بات أقرب للحدوث أكثر من أي وقت مضى. «السيدة العجوز» ترقص مع «الأمراء» أنور إبراهيم (القاهرة) تحلت الصحافة الفرنسية بالموضوعية واعترفت بأن فريق إمارة موناكو استحق الهزيمة التي مني بها على ملعبه في استاد «لويس الثاني» من فريق يوفينتوس الإيطالي الذي تفوق عليه من جميع الوجوه، في لقاء ذهاب الدور نصف النهائي لدوري الأبطال الأوروبي. وتحت عنوان «يوفينتوس يجمّد موناكو»، كتبت صحيفة «ليكيب» عبر موقعها الإلكتروني تقول: افتقد الفريق الفرنسي الواقعية في الأداء وفشل في استغلال ميزة اللعب على أرضه ووسط جماهيره واستقبلت شباكه هدفين جميلين للنجم الأرجنتيني جونزالو هيجواين. وأضافت: اليوفي قطع شوطاً كبيراً نحو المباراة النهائية لهذه البطولة والتي ستقام في مدينة كارديف عاصمة ويلز يوم 3 يونيه المقبل. وفي موضع آخر قالت الصحيفة إن اليوفي «عاقب» موناكو الذي يحتاج إلى معجزة في مباراة الإياب؛ إذ مطلوب أن يسجل ثلاثة أهداف نظيفة في تورينو، في فريق لم يدخل مرماه في هذه البطولة هذا الموسم سوى هدفين فقط، ولم يدخل مرماه أي هدف منذ أكثر من 600 دقيقة. وتابعت الصحيفة: لاشيء مستحيلاً في كرة القدم، ولكن ليس هناك ما ينبيء بقدرة موناكو على تحقيق هذا السيناريو. أما مجلة «فرانس فوتبول» فعنونت: «موناكو عثر على سيده» وقالت: رغم بعض الفرص الضائعة خاصة في شوط المباراة الأول، فإن اليوفي تحكم تماماً في إيقاع المباراة وسيطر على مجرياتها بفضل ما يتمتع به لاعبوه من خبرات كبيرة. ومضت تقول: بات النهائي بعيداً جداً عن موناكو بعد أن أصبحت مهمة أبناء الإمارة شبه مستحيلة، لأنهم وقعوا في قرعة فريق يتفوق عليهم من جميع الوجوه. وقال موقع شبكة «راديو مونت كارلو» إن يوفينتوس لم تأخذه الشفقة بفريق موناكو وإنما قسى عليه بشدة وحرمه من تحقيق إنجاز، مشيرة إلى أن الخسارة منطقية ولا تمثل أدنى مفاجأة، وإن فوز الطليان ضمن لهم مكاناً في المباراة النهائية. واعترف الموقع بأنها كانت «ليلة سيئة» للكرة الفرنسية وقال: نحتاج لمعجزة لكي نرى فريقاً فرنسياً في نهائي هذه البطولة. وأشاد الموقع بالصلابة الدفاعية لفريق يوفينتوس والتي تزداد مباراة وراء مباراة. أما موقع «سو فوت» فكتب تحت عنوان «السيدة العجوز» ترقص مع «الأمراء» يقول: تلقى موناكو درساً في الخبرة من فريق أعلى منه مستوى وأكثر واقعية ونجح في أن ينهي المغامرة الفرنسية الجميلة. ومن جانبه قال موقع «فرانس تي في سبورت» إن اليوفي لقن موناكو درساً في الواقعية الكروية ومعنى الفاعلية والسيطرة والتحكم، بينما قالت صحيفة «لوبوان» إن «السيدة العجوز» قامت بتخدير فريق موناكو الذي كان عليه أن يعرف مسبقاً أن مواجهة يوفينتوس تختلف تماماً عن مواجهة بروسيا دورتموند أو حتى مانشستر سيتي، لأنه فريق يعرف جيداً كيف يدافع وترتفع درجة روحه القتالية في تلك المرحلة من البطولة. وأضافت الصحيفة أن اليوفي أطفأ حماس فريق الإمارة بهدفين للأرجنتيني جونزالو هيجواين الذي لا يرحم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©