عبدالله القواسمة (أبوظبي)
أنهى بني ياس مغامرته في دوري الخليج العربي، والتي امتدت على مدار ثمانية مواسم متتالية، اعتبرت الفترة الأطول التي يقضيها في دوري الأضواء على الإطلاق، وهي التي توقفت مساء أمس الأول، مع إطلاق الحكم عمار الجنيبي صافرة نهاية المباراة التي تعادل فيها «السماوي» على أرضه أمام الإمارات بنتيجة 4-4، بعد مجريات مجنونة حفلت بالاحتدام، وامتدت الإثارة فيها حتى الثواني الأخيرة من عمرها.
وكان بني ياس في مباراته الأخيرة قريبا من إنعاش حلم البقاء وإطاحة «الصقور» من دوري الأضواء، لكن ساشا مهاجم الإمارات كان له قول آخر، عندما نجح في الدقيقة الخامسة للوقت بدل الضائع في إحراز هدف التعادل، ليقلب معادلة الهبوط رأساً على عقب، محافظاً على آمال فريقه الضئيلة في البقاء، وهي التي باتت تتطلب الفوز على النصر في الجولة الأخيرة مقابل خسارة اتحاد كلباء أو دبا الفجيرة أمام العين والشارقة، حيث يحتل اتحاد كلباء ودبا الفجيرة المركزين 11 و12 برصيد 19 نقطة لكل منهما، مقابل 17 نقطة للإمارات، فيما استقر بني ياس في المركز الأخير برصيد 15 نقطة.
وجاء هبوط بني ياس بعدما عاد إلى دوري الأضواء موسم 2009-2010، إذ نجح في مواسمه الأولى في المحترفين في المنافسة بقوة على البطولة، حتى أنه كان قريباً من معانقة لقب الدوري في إنجاز تاريخي وغير مسبوق على صعيد المسابقة، وبالتحديد في موسم 2010-2011 الذي احتل فيه الوصافة خلف الجزيرة البطل، معتمدا على كوكبة من اللاعبين الذين ترعرعوا داخل جدران النادي، ومزيج من اللاعبين المحترفين الذين يشار لهم بالبنان، لكن ما تبع ذلك كان تراجعا مستمرا في المستوى، إلى أن وصل في الموسم الحالي إلى المنافسة على الهروب من شبح الهبوط، لكن جميع محاولاته باءت بالفشل.
وكانت الأهداف الاستراتيجية التي وضعها النادي فور صعوده إلى دوري الأضواء قبل ثمانية مواسم، تطمح إلى المنافسة على الألقاب، لينجح الفريق في احتلال المركز الرابع موسم 2009-2010، أعقبه احتلال وصافة البطولة موسم 2010-2011، ثم تراجع وبشكل حاد إلى المركز التاسع مواسم 2011-2012,2013-2014 و2015-2016، فيما احتل المركز الثامن في موسم 2014-2015، ليستثنى موسم 2012-2013 من مسلسل التراجع الحاد الذي عانى منه «السماوي» بعدما احتل المركز الرابع.
أما في الموسم الحالي فكان بني ياس يستقر في المركز الأخير منذ انطلاق المسابقة وحتى إعلان هبوطه رسمياً مساء، وبعدما حقق النتائج الأسوأ في مسيرته في المحترفين «3 انتصارات، 6 تعادلات مقابل 16 هزيمة».
وعند الحديث عن الأسباب التي أدت به إلى الهبوط لا بد من من نبدأ من حيث انتهى العراقي عبدالوهاب عبدالقادر مدرب الفريق، الذي قال عقب التعادل أمام الإمارات أن بني ياس هبط منذ زمن بعيد، منتقداً سياسة التفريط في اللاعبين التي انتهجها النادي على مدار المواسم الماضية، وهو ما اعتبره السبب الرئيس لما وصل إليه النادي.
وقد تعاقب على تدريب الفريق هذا الموسم ثلاثة مدربين، بدءاً من الكولومبي بابلو روبيتو الذي قاد الفريق في 4 مواجهات تعادل في واحدة وخسر 3، ثم خوسيه جوميز الذي قاد الفريق في 12 مواجهة خسر 10 منها وفاز في واحدة وتعادل في مثلها، أما عبدالوهاب عبدالقادر، فقاد الفريق في 9 مواجهات فاز في مواجهتين وتعادل في 4 وخسر 3.
في حين أن نظرة شاملة على عدد المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق منذ صعوده إلى دوري الأضواء يشير إلى أن عبدالوهاب عبدالقادر يعتبر المدرب الـ13 في مسيرة «السماوي»، فيما سبقه كل من التونسي لطفي البنزرتي الذي قاد بني ياس إلى الصعود لدوري المحترفين، تبعه كل من مهدي علي، البرازيلي جورفان فييرا، سالم العرفي، الأرجنتيني كالديرون، التشيكي جوزيف تشوفانيتش، سالم العرفي، الأوروجوياني خورجي داسيلفا، العراقي عدنان حمد، الإسباني لويس جارسيا، الدكتور عبدالله مسفر، الأوروجوياني بابلو روبيتو، البرتغالي خوسيه جوميز وأخيراً العراقي عبدالوهاب عبدالقادر.
بني ياس.. 21 مشاركة في الدوري
أبوظبي (الاتحاد))
تمتد علاقة بني ياس مع بطولة الدوري منذ نهاية عقد الثمانينيات من القرن الماضي،وكان أول ظهور له على صعيد المسابقة في موسم 1988-1989، حيث قضى ستة مواسم متتالية قبل أن يهبط للمرة الأولى في تاريخه موسم 1993-1994، ليقضي موسماً واحداً في الدرجة الأولى. وعاد مجدداً في موسم 1995-1996 ليتشبث بالأضواء خمسة مواسم متتالية، قبل أن يهبط للمرة الثانية في تاريخه موسم 1999-2000 ليعود ويقضي موسماً واحداً 2001-2002، لكنه سرعان ما غادر البطولة ليهبط للمرة الثالثة في تاريخه، قبل أن يعود في موسم 2005-2006 لكن مسيرته في هذا الموسم انتهت بالعودة إلى دوري الدرجة الأولى مجدداً.
وعاد بني ياس ليقضي الفترة الأطول في دوري الأضواء عندما نجح في الصعود موسم 2009-2010، حيث تواصلت علاقته مع البطولة حتى الموسم الحالي الذي شهد الهبوط الخامس في تاريخه، علماً أن الفترة الأخيرة التي قضاها والبالغة ثمانية مواسم تعتبر الأطول في مسيرته على الإطلاق.
عدد اليوم
