الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بدل فاقد».. يهتم بالحركة والدم ويفتقد الموضوع

«بدل فاقد».. يهتم بالحركة والدم ويفتقد الموضوع
13 أغسطس 2009 02:37
قرر أحمد عز التخلي عن وسامته والبحث عن أدوار متنوعة ليؤكد موهبته الفنية وقدراته على أداء كل الشخصيات. ويحمل الفيلم السينمائي الجديد «بدل فاقد» رقم 11 في سجله. وهو البطولة المطلقة التاسعة له عن قصة وسيناريو محمد دياب، وإخراج أحمد علاء في أولى تجاربه الروائية الطويلة، وتشاركه البطولة منة شلبي ورشا مهدي ومحمد لطفي واحمد فؤاد سليم وسوسن بدر وعايدة رياض وعلي حسنين. يدور الفيلم حول شقيقين توأمين لقيطين متشابهين تتبنى أحدهما الراقصة «قمر» (عايدة رياض) ويتبنى الآخر ضابط شرطة (أحمد فؤاد سليم) وزوجته (سوسن بدر)، وينشأ كل منهما في بيئة مختلفة ويتأثر بالظروف المحيطة. ويتحول كل منهما إلى شاب يشبه الآخر شكلاً مع اختلاف الطباع والسلوكيات. الاول «نبيل» الذي تبنته الراقصة يشعر بالخزي والخجل من عمل والدته ولكنه اعتاد ان يراها ترقص في الملاهي، ويحصل على نقودها لينفقها على المخدرات التي ادمنها هو وصديقته «مي» (منة شلبي) ابنة رجل الاعمال المعروف «عزت الحناوي» (على حسنين) الذي يقود في الخفاء عصابة للاتجار في المخدرات. أما الآخر والذي يجسده أحمد عز أيضا فهو «فارس» ضابط المباحث الذي منحه والده اسمه، وهو ضابط ملتزم متزوج ويعيش حياة مستقرة مع عروسه «رشا مهدي». ويستعرض الفيلم حياة كل من التوأمين لنجد «نبيل» يقع ضحية لعصابة المخدرات ويعاونهم في توزيعها ويتعامل مع حبيبته «مي» بلا مبالاة وعندما تصارحه بأنها حامل يطلب منها التخلص من الجنين. وتكتشف العصابة عن طريق الصدفة وجود ضابط مباحث ملامحه تكاد تتطابق مع «نبيل» ويضع «عزت الحناوي» خطة للتخلص من ضابط المباحث واستبداله «بنبيل» دون ان يعرف «نبيل» شيئا. ويطلب منه «خداش» (محمد لطفي) ان يقود السيارة ليصدم ضابط الشرطة لكن زوجة الضابط تخرج خلفه مسرعة لتخبره بأنها حامل وفي لحظة خاطفة يقود «نبيل» السيارة ويصدمهما معاً، ويرى وجه شقيقه التوأم لحظة ارتطامه وزوجته في مقدمة السيارة. وعندما يهبط «نبيل» بناء على تعليمات العصابة ليحتل مكان الضابط يكتشف ان الضابط ما زال حيا وأن زوجته هي التي فارقت الحياة. يشعر «نبيل» بالإحباط والقلق ويتساءل عن حقيقة الضابط وتخبره والدته الراقصة عايدة رياض بأنه شقيقه التوأم الذي تبناه ضابط شرطة، ورغم ذلك لا يشعر «نبيل» بكراهية تجاه والدته بالتبني ويحاول ان يقاوم تعاطيه للمخدرات، ويعتزل العالم ويغلق على نفسه غرفة، ويأخذ معه كمية من زجاجات المياه والمعلبات حتى لا يضطر لمغادرة الغرفة حتى حبيبته «مي» يرفضها ولكن العصابة تسعى خلفه ويصل اليه «خداش» بعد عدة أيام ليمنحه المخدرات من جديد. وفي الجانب الآخر يحاول «فارس» ضابط المباحث كشف أسباب الحادث الذي أفقده زوجته والابن الذي كان ينتظره. يضع «فارس» بمعاونة والده خطة للإيقاع بالعصابة في الوقت الذي يخطط فيه رجال العصابة لاختطاف الضابط واستبداله «بنبيل» حتى يضمنوا مرور شحنة مخدرات ضخمة من ميناء الإسكندرية، وفيما يحاول رجال العصابة رصد تحركات «فارس» ينجح «فارس» ووالده بالتبني في الوصول إلى «نبيل» واحتجازه وإقناعه بالتعاون معهم. وتدور مناقشة حادة بين الشقيقين يتهم فيها الضابط «فارس» شقيقه «نبيل» بأنه المسؤول عن مقتل زوجته وانه مدمن ومنخرط في عالم الإجرام، ويدافع «نبيل» عن نفسه بأنه ابن لبيئته ولم يكن مخيرا في حياته ولم يختر الطريق الذي فرضته عليه ظروف الحياة، ولو أن «فارس» هو الذي تبنته الراقصة لسلك نفس الطريق الذي سار فيه «نبيل» ويرفض «فارس» الفكرة ويؤكد أن الانسان يختار طريقه بنفسه. وتستمر المطاردات بين العصابة ورجال الأمن، كل يترصد الآخر ويضع الخطط، وتنجح المباحث لبعض الوقت في خداع أفراد العصابة لكن سرعان ما تنكشف الخديعة وتبدأ المطاردات التي تنتهي بإلقاء القبض على أفراد العصابة وضبط شحنة المخدرات، ولكن رصاصة طائشة تودي بحياة «نبيل». ولأنه هو الشاهد الرئيسي في القضية على العصابة نجد «فارس» ينتحل شخصية «نبيل» بمعرفة والده ليقتص لشقيقه وحتى لا يولد ابن شقيقه يتيماً. وهكذا يتحول «فارس» إلى «نبيل» ونرى العزاء في شقة ضابط الشرطة أحمد فؤاد سليم وزوجته سوسن بدر وكأن «فارس» أراد أن يهب ما بقي من عمره لشقيقه الذي فقده ويعوضه عن الحياة البائسة التي فرضت عليه. قدم السيناريست محمد دياب تفاصيل محكمة وسيناريو مليئاً بالحركة والإثارة من خلال قصة تعتمد على مفارقات وهي نوعية يمكن تقبلها في أفلام الستينيات. واستطاع المخرج أحمد علاء في أولى تجاربه أن يؤكد قدراته في اختيار زوايا الكاميرا وتفوقه في تصوير المطاردات والاكشن بمعاونة فريق من الفنيين. وقدم المكياج خاصة في مشاهد الاصابات بالسلاح الابيض تقنية عالية ونجح مدير التصوير نزار شاكر في توظيف الاضاءة لتعبر عن الشخصيات والحالة النفسية للأبطال. وتناغمت موسيقى عمرو اسماعيل مع تطور الأحداث ورغم ان كثيرا من الاحداث كانت متوقعة فإن المونتير أحمد حافظ استطاع ان يحقق الإيقاع المتلاحق بلمساته ولم يسمح بتسرب الملل. وجاء أداء أحمد عز متميزا لكن اختياره للموضوع ومحاولة استعراضه لقدراته في الاكشن والرومانسي تؤكد انه عاد إلى مفترق الطرق، ومازال يبحث عن «سكة» تميزه بين ابناء جيله مثل: أحمد السقا وكريم عبدالعزيز وهاني سلامة. وقدمت منة شلبي أداء ناضجاً لشخصية الفتاة المصدومة في حبيبها ووالدها، واستعاد محمد لطفي جزءاً من تألقه مع شخصية المجرم المحترف «خداش»، وسجل الفيلم حضوراً مميزاً لأحمد فؤاد سليم وعايدة رياض فيما لم تحصل سوسن بدر على مساحة تلائم موهبتها وقدراتها الحقيقية. وإذا كان الفيلم يسجل ميلاد مخرج جديد متمكن هو احمد علاء في أولى تجاربه فإنه يكشف عن وجود تيار جديد في السينما المصرية يتبارى فيه صناع الأفلام في استخدام مشاهد العنف كوسيلة للجذب الجماهيري وهو ثالث فيلم خلال شهر يحتفى صناعه بلقطات الدماء والجروح القطعية التي تحتل الشاشة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©