الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«السيارات الكلاسيكية» تسافر بزوار كورنيش أبوظبي إلى القرن الماضي

«السيارات الكلاسيكية» تسافر بزوار كورنيش أبوظبي إلى القرن الماضي
16 مارس 2013 00:20
معتمداً على مقعده المتحرك، متجولاً بين أرجاء واحد من أكبر الفعاليات الخاصة بعالم السيارات التي تقام في الإمارات، أخذ المواطن حليمان المحيربي وبشغف لافت، يمارس هوايته المحببة في مطالعة أحدث وأغرب موديلات السيارات وأنواعها، التي تجمعت في مهرجان مصرف الهلال للسيارات، الذي انطلق مساء أمس الأول في منطقة الكورنيش بأبوظبي. ويستمر المهرجان أربعة أيام مع زخم من الفعاليات الترويحية المصاحبة، ومنها معرض سيارات كلاسيكية، منطقة ألعاب ترفيهية، سوق شعبي، مشاركات مؤسسات مجتمعية مختلفة، فكان هذا الخليط من الأنشطة بمثابة رسالة تدعو إلى المشاركة في هذا الحدث الكبير والاستمتاع بفعالياته، التي تدور في أجواء كرنفالية مبهجة. من فوق مقعده وهو يتجول بين السيارات الفاخرة والكلاسيكية في مهرجان مصرف الهلال، تحدث حليمان المحيربي، مشيراً إلى أن ظروف إعاقته الناجمة عن حادث، لم تمنعه من مزاولة الأنشطة التي يهواها، وإن كان ذلك بشكل مختلف، في السابق كان يعشق لعب التنس وقيادة السيارات باختلاف أنواعها وركوب الخيل بوصفها الرياضة الأقرب إلى قلبه، والتي يعشقها كثير من أهل الإمارات باختلاف فئاتهم العمرية كونها رياضة عربية أصيلة. مواصلاً حديثه المصحوب بابتسامة مشرقة تنم عن شخصية، قوية الإرادة: أما الآن، فإن متابعة هذه الأنشطة عبر وسائل الإعلام المختلفة والحرص على المشاركة في الفعاليات والأحداث التي تضم هذه الهوايات، هي ما أمارسه الآن، وفقاً لظروفي الصحية التي لم تقف حائلاً عن التواصل مع ما أحب، وتشجيع الآخرين من الشباب على ممارسة ما يفيدهم من هوايات ومناشط تساعدهم على بناء شخصيتهم، وهم في طور الإعداد والتأهيل ليكونوا رجالاً يافعين يعتمد عليهم الأهل والوطن في تحقيق ما يصبون إليه من آمال وتطلعات. حجم المشاركة وعن متابعته لهذه الفعاليات، أوضح أنه ضيف دائم على مهرجان مصرف الهلال للسيارات منذ انطلاقته الأولى قبل خمس سنوات، غير أن هذه الدورة تأتي بشكل مختلف ومميز من حيث اتساع حجم المشاركة المجتمعية في فعالياته، وكذا توفير أنشطة ترفيهية خاصة للأطفال وأسرهم، ما يشجع الكثيرين على المجيء إلى المهرجان لغرض التعرف على أحدث أنواع السيارات وموديلاتها المختلفة، وفي نفس الوقت يمضون يوماً عائلياً مستمتعين بأجواء الشتاء الإماراتي قبل حلول فصل الصيف الذي لا يفصلنا عنه سوى أسابيع قليلة. ووجه الشكر للقائمين على مصرف الهلال، باعتباره من أهم المؤسسات الرائدة، التي تقوم بمثل هذه الأنشطة الترويجية والترفيهية في آن، ما يجعل من المهرجان مناسبة سنوية مهمة ينتظرها الكثيرون من عشاق عالم السيارات، خاصة أنه يضم تنوعا كبيرا في السيارات المعروضة سواء العادية أو المزودة بإضافات، ما يتلاءم مع الأذواق المختلفة لمحبي السيارات. سيارات كلاسيكية ويزين ساحة المهرجان معرض السيارات الكلاسيكية التي يعود إنتاج بعضها إلى منتصف القرن الماضي، وهذا النوع من المعارض يستقطب فئات معينة من الجمهور الشغوف بالنادر والغريب من تلك السيارات، ومن هؤلاء ياسر الجي، الذي كان يتفحص إحدى السيارات المعروضة ماركة «ميني موريس»، وهي أصغر السيارات الموجودة بالمعرض، وتتميز بحجمها المميز الذي يتعامل مع الشوارع الصغيرة ولا تشغل حيز كبير ويسهل ركنها في أي مكان. وقال الجي وهو من الجنسية السورية إنه هاو للسيارات القديمة وبالفعل لديه واحدة منها في سوريا من نوع فولكس فاجن، مثل تلك المطروحة بمعرض السيارات الكلاسيكية ذات اللون السماوي، ولفت إلى أن قيمة هذه السيارات ليست في إمكاناتها، بل في عراقتها وقوتها التي جعلتها تبقى حتى أيامنا هذه في حالة جيدة ويمكن لمحبي هذا النوع من السيارات استعمالها، مبيناً أن من السيارات التي لفتت نظره في معرض السيارات الكلاسيكية، سيارة مرسيدس بنز 2 باب، يرجع صنعها إلى عام 1969، ومعروضة بمبلع 165 ألف درهم، وهذه السيارة تتميز بأناقة لافتة تكاد توازي السيارات المنتجة حديثاً. جهود تطوعية ومن أبناء الإمارات الذين شاركوا بشكل متميز ضمن فعاليات المهرجان، الطالب في معهد التكنولوجيا التطبيقية، سالم الكعبي، الذي ساهم مع مجموعة من زملائه في التعريف بالكيفية المثلى للتعامل مع النفايات، باعتبارها مورداً مالياً مهماً يمكن استخدامه مع الحفاظ على بيئة سليمة، عبر المشاركة ضمن جناح مركز إدارة النفايات بأبوظبي في منطقة السوق الشعبي الذي أقيم على هامش المهرجان. وعن تلك المشاركة، قال الكعبي، إنه جاء متطوعاً مع زملائه للإشراف على الجناح الخاص بمركز إدارة النفايات، وما به من فعاليات مختلفة مثل معرض الصور، الذي يشرح للجمهور كيفية التعامل مع النفايات، وورشة الرسم والتلوين التي تتيح للأطفال ممارسة هذه الهوايات، ومن خلالها يتعرفون على معلومات كثيرة وحقائق مثيرة عن إعادة التدوير، يتم تدعيمها بمنشورات تعريفية عن إعادة التدوير ومن تلك الحقائق التي يعرفها الأطفال عبر المشاركة في هذه المناشط، أن الزجاجة الواحدة التي يتم إعادة تدويرها تكفي لتشغيل جهاز كمبيوتر لمدة 25 دقيقة، كل طن من الورق المعاد تدويره ينقذ 17 شجرة خضراء، كل طن من الورق يوفر نحو 185 جالون بنزين، علبة المياه الغازية الواحدة التي يتم تدويرها توفر طاقة تكفي لمدة 3 ساعات، الزجاجات البلاستيكية التي يتم إعادة تدويرها توفر طاقة تكفي لتشغيل مصباح كهربائي بطاقة 60 وات لمدة 3 ساعات، يتم إعادة تدوير البطاريات الحمضية، عن طريق تحويلها إلى كبريتات الصوديوم التي تستعمل لمنظفات الغسيل والزجاج وصناعة النسيج. وأورد الطالب بالمعهد ذاته، محمد إبراهيم القديمي أن المشاركة في هذه الفعالية جعلته يكتسب كثير من الخبرات والمعارف عن إدارة النفايات، وكيف أنها يمكن أن تصبح موردا اقتصاديا عظيما، يمكن الإفادة به حالياً أو الفترات القادمة، حين يزداد اعتماد الدولة على موارد بديلة للنفط، وعلى سبيل المثال يمكن الإفادة من إطارات السيارات القديمة في عمل أرضيات الحدائق بغرض امتصاص الصدمات، وتوفير الأمان للأطفال أثناء اللعب، كما يتم التقاط الحديد من بين المخلفات بأساليب معينة، ويتم إعادة طحنه واستخدامه كحديد مرة أخرى، كما يمكن استخلاص السماد العضوي من مخلفات البلاستيك. إقبال الجمهور غير بعيد عن هذا، ذكر أحد زوار المهرجان خالد المنصوري أن مشاركة مؤسسات مجتمعية مختلفة في فعاليات وأنشطة الحدث، ترفع من قيمته وتزيد من نجاحه وإقبال الجمهور عليه، خاصة وأن مركز إدارة النفايات من الجهات التي تختص بشيء يتعامل معه الجميع بشكل يومي سواء في المنزل أو الشارع أو العمل، وهي بادرة مشكورة من مركز النفايات، خاصة أنه على الصعيد الشخصي، لم يكن يعرف الكثير عن المركز قبل ذلك، والآن صار يعرف أهدافه ومنها العمل على زيادة الوعي بمفهوم النفايات وكيفية إدارتها والتقليل منها وإعادة استخدامها وتدويرها بشكل مدروس، توفير منشآت حديثة تقلل من نسبة الغازات الدفيئة المنبعثة ما يترك أثر إيجابي على البيئة والمجتمع، إنشاء سوق إلكترونية لجميع أنواع النفايات لتسهيل التجارة فيها والتعامل معها. ولفت إلى أن هذا الكم من المعلومات وغيرها يرسخ لدى الجميع أهمية التعامل مع البيئة كشيء حضاري يجب الحفاظ عليه، ويطور من رؤية الأفراد للبيئة ويجعلهم يرونها كمصدر ووسيلة للحياة وليست فقط مجرد نفايات كما يعطيه الانطباع من اسمها. منطقة الألعاب للأطفال نصيبهم ضمن فعاليات المهرجان، وهو ما بدا واضحاً من خلال منطقة ألعاب ترفيهية التي تفتح أبوابها يومياً من الخامسة وحتى العاشرة مساءً مجاناً للجمهور طوال أيام المهرجان، والمنطقة حفلت بألوان شتى من الفعاليات والمسابقات اجتذبت أعداداً كبيرة من الأطفال وعائلاتهم، ممن حرصوا على المشاركة في هذا الحدث الفريد من نوعه في عالم السيارات على أرض أبوظبي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©