الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مثقفون وفنانون: قصائد «زايد» تعبير صريح عن نقاء وحكمة الإنسان

مثقفون وفنانون: قصائد «زايد» تعبير صريح عن نقاء وحكمة الإنسان
8 ابريل 2018 22:42
فاطمة عطفة (أبوظبي) تتواصل أصداء تكريم اليونسكو لشخصية المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد، طيب الله ثراه، والاحتفاء بتجربته الشعرية ضمن فعاليات الملتقى الإماراتي الفرنسي2018 الذي نظم الخميس الماضي في مقر منظمة اليونسكو، 2018 تحت شعار «زايد شاعر السلام والإنسانية»، بالتزامن مع فعاليات الاحتفاء بـِ «عام زايد»، حيث تم توزيع كتاب بعنوان: «تأملات في أقوال وأشعار الشيخ زايد» مترجمة إلى الفرنسية. وقد أقيم الملتقى بدعوة مُشتركة من الوفد الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى منظمة اليونسكو، ولجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وبالتعاون مع شركة أبوظبي للإعلام، حيث أكد مثقفون وفنانون اعتزازهم وفخرهم بتكريم منظمة اليونسكو، مشيرين إلى أن القائد المؤسس سيظل رمزاً من رموز الإنسانية والإبداع، ليس على المستوى الشعري فحسب، بل وفي شتى الجوانب الإنسانية والقيادية والرؤى التي عكست عمق شخصيته ونبل روحه وعبقرية عقله. بداية يقول الروائي علي أبو الريش: احتفال اليونسكو بالمغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إنما هو احتفال بشخصية إنسانية عالمية تجاوزت حدود المكان الإماراتي لتصل بعطائها إلى العالم أجمع، الأمر الذي جعل من المؤسسات التي تعني بالإنسان، وفي مقدمتها مؤسسة اليونسكو، تضع اسم الشيخ زايد على قمة الهرم الإنساني، لأن الشيخ زايد لم يرفع البنيان فحسب، وإنما بنى الوجدان واستطاع خلال ثلاثة عقود من الزمن أن يحول الإمارات إلى شعلة عطاء، وشمعة بناء، مما دفع بهذه الدولة العبقرية أن تصل إلى مدار الكرة الأرضية، وهي تحمل رسالة زايد للبشرية، ومفادها الاعتناء بالإنسان قبل كل شيء، إيماناً من هذا الزعيم أن كل مكونات الطبيعة وجدت لخدمة الإنسان، وإذا لم تسخر هذه المكونات لهذا الغرض السامي، فلا بد وأن يحدث الخلل في التوازن الوجودي، وأول ما يحدث هو انتشار الضغينة بين البشر. ويضيف أبو الريش: هذا هو زايد وهذه هي معطياته في الحياة التي أهلته بكل جدارة أن يتبوأ المكانة العالية في نفوس الناس جميعاً، يحصد كل الحب والعرفان من قبل الذين وهبهم الحب، وفاض عليهم بالعطف والحنان والتضامن. فاليوم لا نجد مكاناً في العالم إلا ترتسم صورة من صور عطاء زايد. فزايد ذهب للعالم بالحب، وذهب إليهم من دون رواسب ولا شوائب، ذهب للعالم بذاكرة الصحراء الصافية، وأحلام النخلة النبيلة، وبياض الموجة النقية، وأعطى من دون شروط، كما تعطي الورود العطر، وأهدى العالم أهم إنجاز حضاري، ألا وهو الإمارات. وهذه الدولة التي أصبحت اليوم معلماً من معالم الإنسانية الحضارية، والتي غيرت مجرى التاريخ، وسطرت حروف الرواية المبهرة على صفحات الصحراء، ذلك حدث، وزايد طيب الله ثراه، كان في صلب الموقف، كان صانع الحدث، كما أنه صانع حياة بشرية، ومغير وجه الإنسان من حالة الشحوب إلى حالة الابتسامة ومحول المشاعر من القنوط والضعف إلى السعادة والأنفة والكبرياء. عندما تذهب إلى أقصى الدنيا، إلى أوروبا، وتقرأ اسم نحن (عيال زايد) منقوش على جسر نهر السين في فرنسا، يأتيك اليقين بأن زايد الظاهرة التاريخية الفريدة، والزعيم الإنساني عندما تحتفل فيه اليونسكو فهذا اليقين في حد ذاته. أما الفنانة التشكيلية د. كريمة الشوملي، فتقول: «إن إنجازات الشيخ زايد، رحمه الله، لا تعد ولا تحصى في مختلف مجالات التعليم والثقافة ونشر مبادئ التسامح والسلام، والتأكيد على تعليم المرأة والارتقاء بمكانتها إلى مستوى عالمي. وعلى صعيد الفن التشكيلي فقد ساهم، رحمه الله، في تشجيع المرأة الإماراتية بالانخراط في هذا المجال وإرسالها للتعلم خارج الدولة، كما شجعها على الاشتراك في المعارض الفنية التي تقام داخل الدولة وخارجها، لتحقق الانتشار والمشاركة بإبداعها في الساحة العالمية. ونرى أن من الطبيعي أن تهتم بشخصية الشيخ زايد ومكانته كثير من المؤسسات العالمية، وفي مقدمتها منظمة اليونسكو، نظراً لما قدمه لشعبه وللمنظمات الإنسانية في العالم. ويقول الشاعر محمد عبد الله نور الدين: الاحتفاء بالوالد المؤسس طيب الله ثراه هو احتفاء بالفكر الإنساني الخالد. ويضيف: إن شخصية المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد المعروفة بالمثابرة والإيثار والعطاء، ترسخت في أذهان الناس وأعطتها صدقية وشفافية نقلتها من شخصية سياسية إلى شخصية رمزية أنموذجية لا يختلف عليها الناس في شتى بقاع المعمورة. فالفكر والفعل والنتائج تشهد له قبل أن يشهد له البشر والشجر والمدر بكل ما أشرت إليه، ويضاف إلى ذلك اهتمامه بالفن والأدب والتراث حيث أضفى على حياته الجمال والذائقة المرهفة، ولعل نصوصه الشعرية تعبير صريح عن نقاء الإنسان وحكمته ومعرفته وحبه للطبيعة والجمال. ويأتي الملتقى الإماراتي الفرنسي والاحتفاء بالشيخ زايد شاعراً ورمزاً للسلام في هذا السياق، ليزيد من مسؤوليتنا في دراسة إرث الشيخ زايد. وتأتي أشعاره وأقواله في أولى الأوليات، لأنها تمثل رسالته الفكرية التي تتمحور حول الإنسان من شتى الجوانب. حس إنساني عال من جانبها تقول د. هناء صبحي، أستاذة الأدب الفرنسي في جامعة السوربون، إن الشيخ زايد، رحمه الله، من الشخصيات النادرة في تاريخ البشرية، ومواقفه الإنسانية تشهد له في كل مكان، إذ كان للمغفور له، دور كبير في مساعدة الناس في شتى بقاع الأرض. ولم يكن الشيخ زايد يأبه باسم الدولة أو تصنيف الناس عند تقديم المساعدة، وأياديه البيضاء تركت ذكرى طيبة في معظم الدول العربية والأفريقية. ويأتي احتفاء منظمة اليونسكو في باريس بشخصية الشيخ زايد رحمه الله تقديراً لمواقفه العظيمة وحسه الإنساني الكبير. ويقول الفنان علي عبيد الحفيتي: لم تبخل الإمارات يوماً على أحد في تلبية النداء وتقديم يد العون والمساعدة لكل إنسان مهما كان جنسه أو لونه أو عقيدته، إنها مبادئ «زايد الخير» في تخفيف معاناة الآخرين وإسعادهم. وكان الوالد المؤسس الشيخ زايد يوصي جميع مواطني الدولة وكافة الدوائر والمؤسسات والهيئات الحكومية بالدولة بالاستجابة للمبادرات الإنسانية التي تطلقها الإمارات لإغاثة المحتاجين حول العالم، لتأصيل معاني الوفاء والعطاء وغرسها في نفوس أبناء دولة الإمارات والمقيمين على أرضها. ويضيف الحفيتي: امتلك الشيخ زايد، رحمه الله، قلباً عامراً بالعطاء للجميع ولا تقف مواقفه الإنسانية أمام الحدود بل تتجاوزها إلى كافة بقاع الأرض، لذلك فإن تكريم اسمه وشخصيته وتجربته الشعرية هو تكريم يستحقه كقائد تاريخي سيظل اسمه خالداً في ذاكرة العالم. أما الفنانة خلود الجابري، فتؤكد: كان الشيخ زايد، رحمة الله عليه، إنساناً عظيماً، نذر وقته والمال والخير لبناء الإنسان والدولة، كرمه وعطاؤه كان للجميع لم يبخل على أحد، ليس في دولة الإمارات فقط بل الخير انتشر في كل أنحاء العالم، بنى المدارس والجامعات والمستشفيات والقرى وأوجد المياه في كل البلاد النامية، لذلك ليس غريباً أن نرى المؤسسات الدولية تحتفي بسيرته العطرة وإنسانيته العالية التي لامست كل مكان على وجه هذه الأرض.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©