الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موائد الإفطار اليمنية تعكس التنوع الثقافي

موائد الإفطار اليمنية تعكس التنوع الثقافي
15 يونيو 2016 18:33
مهجة أحمد (عدن) يخص اليمنيون شهر رمضان المبارك بمأكولات تعود إلى الواجهة مع حلوله، فتبدأ النساء بالاستعداد المبكر له من خلال شراء المواد الغذائية، والمستلزمات الأساسية التي تحتاجها المائدة الرمضانية التي تحمل كل ما هو لذ وطاب من الوجبات والمأكولات والمشروبات الخاصة بالشهر الفضيل، التي تتميز بالاختلاف بين محافظات اليمن في إطار التنوع الثقافي والاجتماعي للمورث اليمني الأصيل.ِ تجود المائدة الرمضانية في اليمن، بالأطعمة ذات المادة الغذائية القيمة، التي تتناسب مع روحانية الشهر، فهي تميل إلى أصناف مختلفة من الحبوب والذرة والقمح والدقيق، إضافة إلى المشروبات الطبيعية الخالية من المواد الصناعية، التي يحرص اليمنيون على المحافظة عليها رغم توجه عائلات في الآونة الأخيرة إلى مأكولات المطاعم والمحال التي تنتشر في شهر رمضان لهذا الغرض. وتتنوع الوجبات الرمضانية اليمنية بين الأطعمة الخفيفة المغذية والحارة والمقليات التي تحضر بطرق بسيطة خبرها اليمنيون منذ القدم وتوارثوا طريقة إعدادها، فمنها ما أخذ الطابع الجبلي والمرتفعات، وآخر تأثر بمناطق الساحل والسهول والمنخفضات التي كونت العادات الغذائية في اليمن. وتتنافس ربات البيوت اليمنيات على تنويع موائدهن الرمضانية التي تقدم للأسرة، أو أثناء عزائم الأهل والأصدقاء في موائد الإفطار التي اعتاد اليمنيون على إقامتها خلال شهر رمضان. وتقول فاطمة الرعوي، موظفة وتقيم بمدينة إب الجبلية: «ترتبط الأسر اليمنية بكثير من العادات التي لا تزال تحافظ عليها لا سيما المتعلقة بأطعمة شهر رمضان، فلا تخلو مائدته في مدينتي من «العصيدة»، التي تحضر من دقيق الذرة أو القمح الذي يخلط بالماء أو اللبن الرائب، و«الشفوت»، الذي يعد من اللحوح وهو خبز خفيف الوزن ومثقب يصنع منزلياً ويصب عليه الزبادي والسلطات المتنوعة ويقدم بارداً في صحون كبيرة تتوسط المائدة الرمضانية، وغالباً ما يتم تناوله في ساعة الإفطار بعد أذان المغرب مع التمر». وتقول أمل يوسف، ربة بيت من مدينة صنعاء القديمة: «إن المائدة الرمضانية الصنعانية تتميز بالتنوع في أطباقها الرمضانية ويبرز منها «السلته»، وهي أكلة شعبية بامتياز تتكون من الخضراوات المطبوخة والحلبة التي تسكب عليها ساخنة، وتقدم في أوان حجرية، إلى جانب «السحاوق» وهو نوع من المقبلات البادرة يخلط من الطماطم والبقدونس والكزبرة، ويقدم مع الخبز المنزلي «الملوج» الذي يخبز بالتنور، والكدم وهو شبيه بالرغيف، وذو سمك كبير ولون أغمق»، مضيفة: «هناك أيضاً طبق البريك هو من الأطعمة الدسمة والمحببة في رمضان، ويحضر عن طريق وضع طبقات عدة من عجين الخبز، يوضع بينها اللحم المفروم، والبيض والبطاطس المقلية المقطعة دائرياً، وتضاف إليه البهارات، ويدهن بالسمن ويرش عليه الحبة السوداء. وعن الحلويات الرمضانية، تقول إنها تأخذ نصيباً كبيراً من موائد الشهر الفضيل، ومنها الرواني، والعوامة، والقطائف، والشعوبية، ولقمة القاضي إلى جانب البقلاوة والكنافة، وغيرها من الحلويات العربية التي انتقلت إلى اليمن من دول عربية وآسيوية. ومن قوائم المشروبات الرمضانية في صنعاء، تقول أمل: إن أهل صنعاء يميلون إلى المشروبات الشعبية كالقديد، وهو مشروب من فاكهة المشمش المجفف، يضاف إليه الماء بعد غليانه وكذلك الشعير، موضحة أن العصائر الصناعية أصبحت مقصد كثير من اليمنيين بسبب سرعة تحضيرها. بين حضرموت وعدن فيما يتعلق بالطبق الرمضاني في مدينة حضرموت، توضح جميلة بأجود (موظفة في شركة خاصة) أن موائد الإفطار في حضرموت تختلف من منطقة إلى أخرى، ويغلب عليها الطابع الأصيل بقيمة الثقافة والقيم الحضرمية الغناء. وتقول: «يعد التمر أساس الإفطار إلى جانب القهوة، وكذلك الشوربة وهي حساء القمح مع لحم الضأن، والخمير واللقيمات بدقيق البر، ويعد الأرز الوجبة الرئيسة لدى الحضارم وله تشكيلات منها الكشري ويعني الأرز مع نوع من حبوب الدجرة واللخم وهو نوع من السمك، والمنذق أي الأرز الأبيض مع لحم حنيذ»، مضيفة: «هناك العصيدة التي تختلف عن المناطق الأخرى، فهي تطبخ بالتمر وشجرة الحيدوان مع الطحين الأحمر وتعجن وتدفن بالجمر، إضافة إلى الهريس هو عبارة عن قمح يتم طحنه مع اللحم ويوضع على الجمر حتى ينضج». وعن أشهر حلويات رمضان في حضرموت، تقول بأجود إن أهمها الكعك المعجون بالتمر والطحين والسكر الأحمر والقرفة، والـ«لابيس» من الطبخات الصعبة وتحضر من الدقيق والتمر، وتختص بشهر رمضان والمناسبات الاجتماعية والعائلية بحضرموت. ويبدو أن اليمنيات تأثرن بالمذاقات الوافدة، تقول بأجود: «إن كثيرات بدأن يصنع البيتزا والحلويات الغربية بسبب القنوات الفضائية والتكنولوجيا، التي فتحت الأبواب على مصراعيها للنساء لتعرف عن شتى أنواع الطبخات العربية والغربية، بغرض التجديد والترغيب بتناول الطعام للصائمين من الأطفال والشباب». وعما يميز المائدة الرمضانية خلال شهر رمضان في مدينة عدن الساحلية، تقول منى الخيري (موظفة) إن الشوربة تعد طبقاً رئيساً في المائدة العدنية، وتحضر من حبوب القمح المجروش مع اللحوم البيضاء أو الحمراء، توضع على نار هادئة لمدة ثلاث ساعات حتى تنضج ويرافقها العتر والسمبوسة والباجية، إلى جانب الزربيان الذي يتكون من الأزر واللحم، أو الصيادية التي تتكون من الأزر والسمك، أو صينية السمك بالخضراوات الحارة «الصانونة»، إضافة إلى الفتة وهو خبز مع مرق اللحم أو الدجاج أو فتة التمر، مضيفة: «عادة ما تتميز المدن الساحلية كمدينة عدن بكثرة استخدام المقليات والبهارات الحارة عند إعداد أطباق رمضان كمقرمش الذي يحضر من الدقيق والماء والخميرة ودقيق الحمص، والكتلكس المحضر من البطاطس المهروسة والبقسماط والمحشي باللحم المفروم». وتوضح أن الحلويات الرمضانية المفضلة لدى أهل عدن، هي اللبنية والمهلبية البسبوسة والكنافة إضافة إلى لقمة القاضي وحلا الجيلي. ضيق الوضع وبركة الشهر الفضيل يستقبل اليمنيون شهر رمضان، هذا العام، وسط إحباط عام، فهو لا يمكن أن يكون كما عهدوه في ظل التناحر وانعدام مقومات الحياة وفي مقدمتها غياب الأمن وانهيار العملة وفقدان المشتقات النفطية والتيار الكهربائي وغلاء الأسعار وتراجع الأعمال والأجور وارتفاع نسب البطالة، والتراجع الكبير لدخل المواطن اليمني، فشهر رمضان هذا العام صعب للغاية بالنسبة لمعظم الشعب اليمني. ويقول الباحث الاجتماعي، رأفت عبدالله إن العلاقات الاجتماعية خلال رمضان تشهد حالة من الانتعاش حيث يحرص الجميع على تناول الإفطار بشكل جماعي في المساجد وفي أماكن عامة ما يزيد من تعارف الناس، ويعزز تواصلهم وتقاربهم، فالموائد الرمضانية الجماعية، بحسبه، تعزز العلاقات الاجتماعية بين اليمنيين، وربما تخفف صعوبات الحياة عليهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©