الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

شاه زاد يتعاون مع المحققين ويعترف بالتدريب في وزيرستان

شاه زاد يتعاون مع المحققين ويعترف بالتدريب في وزيرستان
6 مايو 2010 00:19
واصلت السلطات الأميركية التحقيق أمس مع فيصل شاه زاد المتهم في محاولة التفجير الفاشلة بميدان تايمز في نيويورك. وصرح راي كيلي قائد شرطة نيويورك أن شاه زاد يتعاون مع المحققين، وأنه تنازل عن حقه في توكيل محام وعن كافة الحقوق القانونية التي يكفلها الدستور الأميركي. وقال كيلي لمحطة تلفزيونية في نيويورك “إنه يقدم لنا معلومات مهمة.. نريد أن نعلم كل شيء قدر المستطاع عنه.. نريد أن نعلم معلومات عن تدريبه.. من الذي قدم له التدريب.. وأين تم؟”. ولم يقل المدعون متى سيمثل شاه زاد أمام محكمة مانهاتن الاتحادية. وأضافت سلطات التحقيق أن شاه زاد اعترف بمحاولة تفجير ميدان تايمز وبتلقيه تدريبا في وزيرستان أحد معاقل طالبان والقاعدة في باكستان. ومن جهتها أعلنت الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة “تعمل بتعاون وثيق” مع باكستان في إطار التحقيق في اعتداء نيويورك. وأضاف فيليب كراولي المتحدث باسم الخارجية الأميركية “نحن مرتاحون لتعهد باكستان بالتعاون كلياً”. وهو ما أكده مسؤول حكومي باكستاني قائلا إن بلاده “تعهدت في وقت سابق بالتعاون مع الولايات المتحدة”. وأضاف أن إسلام آباد وواشنطن تتعاونان بشكل وثيق في مكافحة الإرهاب. وإذا استلزم الأمر ستتعاون باكستان بشكل أكبر مع الولايات المتحدة. وحول تمكن شاه زاد من الصعود على متن طائرة تابعة لطيران الإمارات في مطار كنيدي رغم وضع اسمه على قائمة الممنوعين من السفر قال المتحدث بإسم البيت الأبيض روبرت جيبز في مؤتمر صحفي هذا جزء من التحقيق. وأضاف أنه لابد من توضيح أن نظام الممنوعين من السفر يعمل على أساس التدقيق المتكرر. ورفض المتحدث لأسباب أمنية توضيح الإجراءات المعمول بها وفقا لهذا النظام في الولايات المتحدة. ولكنه قال إنه حتى لو أن الطائرة تمكنت من الإقلاع فإن لدى الجهات الأمنية في الولايات المتحدة السلطة لأمر الطيار بالعودة والهبوط لوجود مشتبه به على متن أي طائرة. وأشار إلى ضرورة تمكين شرطة الحدود الأميركية من فحص قائمة الركاب، لأنه في حال وقوع خطأ من جانب الشرطة يمكننا التحقق منه. وكان عمدة نيويورك مايكل بلومبرج انتقد أمس الأول تمكن المشتبه به من اجتياز نقاط التفتيش الأمنية في مطار كنيدي. وكانت حركة طالبان الباكستانية أعلنت مسؤوليتها عن محاولة التفجير قائلة إن هذه العملية تم التخطيط لها ثأرا لمقتل أكبر قائدين لتنظيم القاعدة في العراق. وفي حين أبدى بعض المسؤولين الأميركيين تشككهم في صحة هذه المزاعم أعلنت سلطات التحقيق أنها تتبعت لائحة الاتصالات الواردة إلى هاتف شاه زاد. وتبين أنه تلقى اتصالاً من رقم باكستاني خلال شرائه للسيارة التي استخدمها في الإعداد للتفجير الإرهابي الفاشل. وقال مالك السيارة الذي باعها إلى أنه تعرف على شخص كان بصحبته، مما يشير إلى وجود عناصر ساعدته على تنفيذ هجومه، رغم ادعاء شاه زاد أنه يعمل بمفرده. وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي إنه يعتقد أن هذا الهجوم الفاشل كان للانتقام من الولايات المتحدة لاستهدافها أتباع طالبان. وقال “هذه ضربة للرد.. هذا رد فعل.. هذا انتقام... يجدر بنا ألا نكون سذجا. لن يجلسوا ويرحبوا بكم وأنتم تقضون عليهم. سوف يردون. وعلينا أن نكون مستعدين لهذه المعركة”. ويضع هذا الهجوم إسلام آباد مرة أخرى في دائرة الضوء وربما يضعها تحت مزيد من الضغوط لضغوط لفتح جبهات جديدة ضد المتشددين. من جهة أخرى قال مسؤولون إنه خلال اجتماعات البيت الأبيض التي عقدت عقب محاولة تفجير طائرة يوم عيد الميلاد في ديترويت 2009 أبدى مسؤولو المخابرات ومكافحة الإرهاب مخاوفهم بشأن موجة من هجمات أصغر نطاقا. وتعهد أوباما بتعزيز وسائل الدفاع في نقاط الدخول للأراضي الأميركية وتحسين كفاءة المخابرات وأجهزة إنفاذ القانون. لكن خبراء يقولون إن هناك قيودا على ما يمكن اتخاذه من إجراءات سريعة لحماية مجموعة كبيرة من الأهداف الضعيفة المحتملة. ففي الولايات المتحدة هناك نحو 450 مطارا تجاريا وأكثر من 50 ألف مركز للتسوق. وقال أحد المسؤولين إن محاولة التفجير الفاشلة في ميدان تايمز ومؤامرات أخرى اكتشفت مؤخرا ربما تكون مؤشرا على أن جماعات متشددة تضررت بشدة من الضربات التي تشنها أميركا بطائرات بلا طيار ضد زعمائها بدأت “تفكر في هذا الأمر”. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه “لديهم هدف استراتيجي وهو إحداث شيء مروع بهذا البلد... ونعتقد أنه من المرجح بدرجة أكبر أننا سنشهد سلسلة من الهجمات الأصغر نطاقا.. مترو الأنفاق.. مركز تجاري.. أهداف ضعيفة لا يمكن حمايتها”. ومنذ صيف 2008 تسببت ضربات طائرات أميركية بلا طيار تابعة لسي.آي. إيه في المناطق القبلية بباكستان في مقتل أكثر من 500 متشدد طبقا للتقديرات الأميركية. ومن وجهة نظر مسؤولين فإن مثل هذه الهجمات يصعب كشفها لأنها في العادة تكون بمشاركة أميركيين من غير المرجح أن تكون أسماؤهم مدرجة في أي قائمة بالمشتبه بهم. ويصعب اقتفاء أثرهم أكثر من المشتبه بهم في الخارج بسبب القانون الأميركي. وقال روي جودسون من جامعة جورجتاون “الحقيقة هي أن الصراع غير المتسق الذي تقوم به جماعات مسلحة والدول المتحالفة معها سيكون الخطر الأكثر شيوعا واستمرارا لعشرات السنين”. وحذر كل من دينيس بلير مدير المخابرات الوطنية وليون بانيتا رئيس وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) من احتمال استهداف النقاط الضعيفة. وقال بلير مؤخرا “حققنا نجاحا مرات عديدة في القضاء على الإرهابيين لذلك فإن لدي ثقة كبيرة في أننا سنتمكن من إيقاف هذا النوع من الهجمات التي قاموا بها في 11 سبتمبر... لكن هذا أجبرهم على اللجوء إلى عمليات أصغر وسيكون هذا أصعب.. علينا أن نحسن من قدراتنا وأعتقد أن بإمكاننا ذلك”. جيران شاه زاد يصفونه بـ «فتى عصري» مهيب باندا (ا ف ب) - يصف سكان مسقط رأس فيصل شاه زاد منفذ اعتداء نيويورك الفاشل بأنه رب عائلة «عصري» لم يبد أي عداء للولايات المتحدة أو تعاطف مع المتشددين. وتساءل عزيز خان الذي يعيش في مهيب باندا البلدة التي تضم عشرة آلاف نسمة والواقعة على بعد 25 كيلومترا عن بيشاور حيث انتشر الخبر بسرعة «لقد صدمنا. لماذا فعل ذلك؟». وقالت السلطات الأميركية إن فيصل شاه زاد (30 عاما) الباكستاني الأصل ويحمل الجنسية الأميركية اعترف بتورطه في الاعتداء الفاشل بسيارة مفخخة يوم السبت بميدان تايمز في نيويورك. واعتقل مساء الاثنين. لكن باستثناء صورة تم بثها على شبكات التلفزيون الأميركية يبدو فيها مبتسما وله لحية صغيرة، لم تعرف أي تفاصيل عن سيرة الرجل الذي تؤكد السلطات الأميركية أنه تلقى تدريبا على صنع قنابل في وزيرستان المنطقة التي يعرف أنها مركز لتجنيد الإرهابيين في باكستان. وقال أحمد (50 عاما) رئيس بلدية مهيب باندا السابق «في هذه الصورة كان قد حلق ذقنه. هناك فرق كبير. فقد أطلق لحيته في الولايات المتحدة». وأضاف «شاه زاد كان فتى عصريا ... أمضى الجزء الأكبر من حياته مع والده الذي يملك منزلا في بيشاور». وأكد أن الشاب كان قبل أشهر في البلدة لحضور حفل زفاف. وأوضح جيرانه من القرويين «أن هذا الشاب هو ابن ضابط في سلاح الجو من الأوساط الميسورة وتلقى تعليمه في مدارس خاصة قبل أن يذهب إلى الجامعة في بيشاور. وتعذر الاتصال بأفراد أسرة شاه زاد. وقال المحامي كفاية علي «برأي الأمر يشبه مؤامرة»، مؤكدا «أنهم (أي العائلة) ليس لها أي علاقة مع مجموعات ناشطين أو منظمات جهادية ولا علاقة لهم حتى بحزب سياسي».
المصدر: نيويورك، إسلام آباد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©