الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شيرين الزعابي: نذرت حياتي لأعمال البر

شيرين الزعابي: نذرت حياتي لأعمال البر
16 يونيو 2016 03:23
أشرف جمعة (أبوظبي) هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، كانت نقطة فاصلة في حياة الدكتورة شيرين جاسم محمد الزعابي، حيث التحقت في عام 2003 عن رغبة وقناعة منها، إذ إن نفسها متعلقة بالأعمال التطوعية، وهو ما جعلها تسير في خط إنساني محض، ومن خلال معايشتها للدور الذي تقوم به «الهلال الأحمر» ووجودها في ميادين العمل الإنساني، أدركت قيمة أعمال الخير، وهو ما دفعها لإقامة مبادرات شخصية، فأسهمت بروح عميقة في كفالة الأيتام، ومساعدة المرضى المحتاجين، ومن ثم المشاركة في بناء المساجد، خصوصاً في بعض الأماكن خارج الدولة التي تحتاج إلى مثل هذه الأبنية المخصصة للعبادة، فضلاً أنها تبرعت كثيراً إلى بعض الأسر التي تحتاج إلى مصاريف لتعليم أبنائها، ولم تتوقف مبادراتها عن هذه الحدود، فقد ساعدت بعض المتضررين من الفيضانات خارج الدولة، وقدمت هدايا للأطفال المرضى ومساعدات للمسنين عبر الجهات المختصة في الدولة بتقديم الدعم، فضلاً عن مبادرات أخرى في شهر رمضان المبارك، وهو ما يظهر بجلاء قيم أبناء الإمارات واتجاههم نحو العطاء، تماشياً مع نهج الدولة في تقديم كل ألوان البر للمحتاجين في كل مكان. لجنة المساعدات تقول الطبيبة الإماراتية شيرين الزعابي اختصاصية أمراض باطنية: فور تخرجي في كلية الطب عام 2001، قررت أن تكون لدي أعمال تطوعية أخدم بها الكثير من أفراد المجتمع سواء داخل الإمارات أو خارجها، وهو ما جعلني أتطوع في هيئة الهلال الأحمر الإماراتية عام 2003، ومن خلال انخراطي في أعمال لجنة البت في المساعدات الطبية وسفري إلى إحدى الدول، تعرفت بصورة وسعة إلى الدور المهم والحيوي الذي تقوم به دولة الإمارات في تقديم مساعدات إنسانية غير مسبوقة في التاريخ لكل الناس، ومن دون النظر إلى جنس أو لون أو عرق، وهو ما يؤكد هذا الطابع الإنساني الذي انتهجته الدولة والذي رسخ له المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي سارت عليه القيادة الرشيدة في الدولة، فأصبحت الإمارات بفضل العطاء الإنساني الغزير رقماً مهماً في سجل الإنسانية، ومن هذا المنطلق أصبحت أفكر في أهمية أن تكون لي مبادراتي الشخصية وأعمالي التطوعية ومساعداتي الخيرية، فأنا ابنة الإمارات التي تربت على مثل وتقاليد وأخلاقيات تجعلني أعيش أجواء البر على طريقتي الخاصة. منابع الخير وتشير إلى أنها من خلال وجودها في هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، تعرفت إلى منابع الخير، وهو ما جعلها تبدأ بكفالة الأيتام ومن خلال هذه الهيئة التي تطوعت فيها، حيث إن لديها جزءاً مخصصاً من مالها وتستقطعه من راتبها شهرياً لكفالة عدد من الأيتام، وترى أن هذه الفئة صعب الوصول إليها باجتهاد شخصي لكونها متعففة ولا تطلب المساعدة بشكل مباشر وظاهر، لذا فإن الجهات الرسمية في العطاء الإنساني تكون أسرع في الوصول إليها نظراً لأنها في غالب الأحيان مصبوغة بالسرية، وتحفظ للطرف الآخر عدم الإحراج أمام الآخرين، وقد لمست في المنحى الإنساني شعوراً بالسعادة لكونها تقدم مساعدة إلى فئة حرمت من معيل ينفق عليها، وتعد هذه المشاركات التي تقدمها في هذا الإطار، ديناً عليها تؤديها لله وللوطن كنوع من الشكر على النعم التي أعطاها الله إليها، والتي منحها إياها الوطن العزيز الغالي الذي وفر كل أسباب العيش الكريم لأبنائه. مساعدات مدرسية وتشعر بأن هناك بعض أفراد المجتمع يحتاجون إلى من يمد لهم يد العون، سواء من المقيمين أو خارج الدولة ولو بمساعدات بسيطة، لكنها في نهاية الأمر تسهم في حل بعض المشكلات لديهم، ومن ضمن المساعدات التي قدمتها وتشعر بأنها ذات جدوى، المساهمة في دفع مبالغ مالية إلى بعض الأسر المقيمة في الدولة أو في سوريا واليمن وفلسطين، وغيرهم لاستكمال تعليم أبنائها، مشيرة إلى أن مثل هذه المساعدات تسهم في مواصلة الكثير من الطلبة مشوار الدراسة، ومن ثم إنجاز مشروعاتهم العلمية، وتبين أن هذا العمل الإنساني برزت فيه الإمارات، فهي من أكثر الدول التي تساعد الأسر وتعمل على بث روح الأمل في الطلاب، فليس هناك أهم من بناء العقول عبر التعليم، وتوضح أنها شاركت من خلال الهلال الأحمر أيضاً في هذا العمل، حيث بحثت عن هذه المبادرة وشاركت فيها بدافع شخصي، وتؤكد أنها تقدم أيضاً مع كل بداية عام دراسي جديد حقائب مدرسية وأزياء وأشياء أخرى تتوافق مع طبيعة بعض المراحل التعليمية. رحلة باكستان تعود الدكتورة شيرين بالذاكرة إلى الوراء قليلاً، حيث سافرت عام 2010 ضمن حملة طبية من هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بالتعاون مع اليونسيف من أجل تقديم سبل العلاج إلى المتضررين من الفيضانات في باكستان في أحد الأعوام، وهناك شعرت بحجم معاناة هؤلاء الذين تضرروا من الكارثة، ورغم أنها شاركت في أعمال خيرية ضمن الوفد، فإنها لم تترك الفرصة من أجل تقديم مساعدات خاصة من مالها الشخصي إلى بعض المتضررين، حيث تعاونت مع فريق العمل في تقديم كثير من «البطاطين» ضمن مبادرة إنسانية شخصية، حيث كانت الأجواء في هذه الرحلة تشعرها بأن الخير موجود، وأن العطاء الفردي جزء جوهري في ثقافة الإنسان بوجه عام، وتشير إلى أنها آمنت بمقولة «ليس من رأى كمن سمع»، وتشير إلى أن مشاهدة المرء لكوارث الآخرين ترقق قلبه، وتجعله يفهم معنى العطاء الإنساني بشكل أوسع، وضرورة تعزيز التكافل في المجتمعات بوجه عام، لافتة إلى أن هذه الرحلة لا تبرح مخيلتها، ولا يمكن أن تنساها أبداً. البر الرمضاني رمضان له وجه خاص لدى الدكتورة شيرين الزعابي، إذ أنها تحرص على تقديم وجبات يومية للصائمين، وتتعاقد مع أحد المطاعم من أجل أن يحضر لمدة ثلاثين يوماً وجبات إفطار في أحد المساجد، وقد درجت على هذه العادة من سنوات طويلة ولا زالت تحرص عليها بشكل كبير إذ إنها متنفس لأعمال البر في شهر فضيل يأتي مرة واحدة في العام، كما أنها تجهز كسوة العيد قبل انقضاء الشهر الكريم حتى توزعها في نهايته على المحتاجين والفقراء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©