الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شباب مواطنون يرسمون ملامح الرحالة الجدد

شباب مواطنون يرسمون ملامح الرحالة الجدد
5 مايو 2017 02:55
هناء الحمادي (أبوظبي) عشق خبير السفر والسياحة إبراهيم الذهلي السفر منذ فترة طويلة قاطعاً آلاف الكيلومترات بحثاً عن المعرفة والمعلومة، راصداً جمال الدول، التي زارها بالصورة من خلال توثيقها في مجلته «أسفار»، التي حصدت منذ صدورها عام 2000 الكثير من الجوائز التي تعد إضافة غنية لهذا الزخم الإعلامي، الذي تحظى به مجالات الحياة المختلفة في الدولة، ولتغطي الفعاليات والأحداث السياحية وما يرتبط بها من ثقافة وبيئة وتراث وفن وتعليم وعلاج وتسوق. ويبدو أن تعلق الذهلي بالسفر لم يكن من باب الترفيه، لأنه مدرك تماماً أن المسؤولية تكليف أكثر منها تشريف. وهو أينما حل تجده ممسكاً بقلمه والكاميرا، يدون حينا ما يراه على مسودته الخاصة، وحيناً آخر يلتقط الصور، ثم يمضي بمتابعة كل شاردة وواردة حتى صدور العدد. ومن يقترب من الذهلي يجده موسوعة تضم الكثير من المعلومات والخبرات في عالم السفر، فهو يعرف الكثير عن الدول، التي زارها والتي وصل عددها إلى 143 دولة، ما أهله لينضم إلى القائمة المتميزة للإماراتيين في مجال السفر حول العالم الرحالة الذين سافروا إلى 100 دولة. وهدف الذهلي لاكتشاف طبيعة كل دولة سافر إليها من حيث التضاريس والطبيعة وعادات أهلها وتقاليدهم، فاكتسب الخبرات والمعلومات. واستطاع الذهلي مؤخراً أن ينظم رحلة سياحية إلى البرتغال وإسبانيا مدتها 11 يوماً قاطعاً 8000 كيلومتر مع مجموعة من الشباب المواطنين، التي تعشق السفر ليتعرفوا على أسرار هذه الدول، مكتشفين معنى كلمة «الرحالة» خلال تجولهم في مناطق شهدت حضارة الأندلس وكيف تركت تلك الحضارة علامةً بارزةً في الثقافتين الإسبانية والبرتغالية، من حيثُ المطبخ، والعمارة، وتخطيط الحدائق، والملبس، خُصوصًا في الأجزاء الجنوبيَّة منهما، كما استعارت اللُغتين الإسبانية والبرتغالية الكثير من التعابير والمُصطلحات العربيَّة والأمازيغيَّة وأصبحت جُزءًا من قاموسها. ويقول الذهلي إن السفر تجربة مهمة لا بد أن يمر بها الإنسان لإثراء معلوماته والاطلاع على ثقافات جديدة والتمتع بمشاهدة المناظر الطبيعية والمواقع السياحية المهمة في العالم، مشدداً على أن تأثير السفر لا يقتصر على النواحي الترفيهية والسياحية، بل يتعدى ذلك إلى فوائد أخرى. ثقافات الشعوب بدأت رحلة السفر في حياة مهند اليحيائي منذ 6 سنوات، حيث صال وجال في ربوع الكثير من الدولة العربية والأجنبية، لكن زيارته الأولى كانت إلى مصر، ومن متابعته الحثيثة لخبير السفر والسياحة إبراهيم الذهلي، تحدى نفسه وسعى إلى تحطيم رقم قياسي بالوصول إلى 100 دولة. وبدأ اليحيائي، ماجستير باحث قانوني، شغفه بالسفر تدريجياً، فقد سعى لاكتشاف الكثير من الدول التي لم يعتد السياح على زيارتها، ووجد فيها العجب العجاب من حيث لون الجبال إلى الطبيعة الخلابة التي يعجز اللسان عن وصف جمالها. ثقافات أخرى ويقول اليحيائي «الاهتمام بالثقافات الأخرى والإطلاع على ثقافات الشعوب يجعل النفس مدمنة على السفر، ما يزيد حب الاستكشاف لدى الإنسان ويدفعه لاستكشاف المزيد». ويضيف «وصلت عدد سفراتي حتى الآن إلى 85 دولة، وأطمح للوصول إلى 100 دولة حتى نهاية عام 2017». وحول أجمل المناطق التي زارها، يقول «تظل جزر الكاريبي من أجمل المناطق التي زرتها حيث يتميز مناخها بالاعتدال فضلاً عن المناظر الجميلة الخلّابة التي جعلت منها منطقةً سياحية عالمية؛ فهي من أكثر المناطق التي يقصدها السيّاح سنويّاً بحثاً عن الراحة والاستجمام وقضاء الوقت في أحضان الطبيعة، أما جزيرة «تانا»، التي توجد في مقاطعة تافيا فانواتو فيمكن الاستمتاع فيها برحلة الصيد إلى الكهف الأزرق، مع عرض الخيول البرية التي تجوب الجزيرة، والجولات الثقافية مثل معرض السحر الأسود والرحلات إلى قرية جون فروم. أما «جزر فيجي» فتمتاز بأنها ذات طّبيعة جبليّة على التّضاريس الجغرافيّة لجزيرة فيجي، وتَشكّلت أغلب جبالها من خلال النّشاط البركانيّ، وتُحيط بها مجموعةٌ من الحواجز المرجانيّة التي تُشكّل خطراً كبيراً، وبعض الجُزر الثانويّة التّابعة لفيجي تشكّلت من الطّين والرّمال عن طريق حركة مياه الأنهار. ومن المغامرات التي تتسم بالتحدي في رحلاته، يقول اليحيائي «كانت إلى فنزويلا، وقبل السفر أبحرت في الإنترنت للتعرف إلى تاريخ المكان ورغم بعد المسافة وعدم استقرار الأمن فيها إلا إنني أصررت على زيارتها، والتعرف إليها عن قرب»، راجيا أن يتمكن من زيارة جزر ساموا، التي تمتاز بجمال الطبيعة وسحرها، الذي جعل كثيرين يشبهونها بالجنة نظراً لانتشار الغابات والنباتات بها والتي تضم عديداً من الحيوانات والطيور. ويحتفظ اليحيائي في كل سفراته للدول بتذكارات على شكل مغناطيس يحمل علم الدولة، بالإضافة إلى تذاكر الطيران، ولم يغفل جانب توثيق المناظر الطبيعية والتضاريس من خلال تصويرها بالفيديو أو عبر الكاميرا، مشيراً إلى أنه خلال سفراته استطاع إتقان لغات من أهمها الإنجليزية والأوردو، واللاتينية، والروسية. أبرز التحديات أما شليويح المزروعي فقد حجز له مقعداً ضمن القائمة المتميزة في مجال الأسفار حول العالم ليكون ضمن الذين سافروا إلى 50 دولة. ويقول: «السفر أحد أهم التحديات التي يواجهها الإنسان في حياته، وعندما ينجح فيه يكتسب قدرة على مواجهة أية تحديات أخرى يمكن أن تعترض طريقه في الحياة. وفي السفر الكثير من الفوائد النفسية والصحية والثقافية». وعن أبرز الدول التي تركت أثراً فيه لدى زيارتها، يقول «أستراليا من الدول المحفورة بالذاكرة، نظراً لطبيعتها الخلابة ولاحتوائها على «الحيد المرجاني» العظيم الذي يعد من أكبر الشعب المرجانية في العالم، بالإضافة إلى تمتعها بشواطئ وخلجان ووديان في غاية الجمال، كما يتميز مناخها باعتداله طيلة أيام السنة، كما تتميز مدنها بالكثير من المناطق السياحية والمباني المعمارية الرائعة»، مضيفاً «جمهورية جزر القمر، التي تضم جزيرة القمر الكبرى، إحدى أهم الوجهات التي زرتها، وهي تستقطب محبي الطبيعة والمغامرات ورحلات السفاري، حيث تحتوي على واحد من أضخم البراكين النشطة على الأرض». لكنه يؤكد أن الرحلة الأكثر تميزا هي السفر إلى الأندلس ضمن فريق ضم سفير السفر والسياحة إبراهيم الذهلي مع مجموعة من الشباب الذي يعشق السفر. ويزيد «جمهورية قرغيزستان، التي تقع في آسيا الوسطى، تتمتع بالتضاريس الجبلية في معظم مناطقها، وفي وسطها سهل يمتدّ لسهول وسط آسيا، كذلك زرت جزر الكاريبي وجزر البهاما التي تعتبر جنة على الأرض»، موضحاً أنه «من أجل أن يتعرف الناس إلى الدول، التي زارها أنشأ حساباً على «قناة اليوتيوب» لتوثيق تلك الرحلات والمغامرات المنوعة في مشارق الأرض». حبيس المتحف اكتسب الدبلوماسي نهيان الظاهري من خلال سفراته وتنقلاته في 35 دولة مهارات جديدة، من ثقافات متنوعة، وفي شتى المجالات، لكن يظل اكتشاف حضارات الدول الهدف الذي يسعى له من سفراته. ويقول «سمعت الكثير عن حضارة الأندلس، لكن زيارة المكان كشفت لي الكثير عن التاريخ الأندلسي العريق، كما أنني زرت كولمومبيا واليابان والصين، ويظل الريف الأسترالي الأجمل لما يتميز بوجود الكثير من المرجان». ومن المواقف التي لا تزال عالقة في ذهنه من خلال سفراته، زيارته أحد المتاحف في إحدى الدول، ومن كثرة انبهاره بكل قطعة فيه، ظل يجول داخله، من دون أن يدرك أن وقت إغلاقه قد حان، ليظل حبيساً فيه لساعات، قبل أن تصل النجدة ويخرج بسلام. التفكير بإيجابية ولع والد إبراهيم الذهلي في عالم السفر والسياحة، أسهم في أن يكون مثله في مغامراته لاكتشاف الكثير من الدول، التي يبحث فيها عن كل تفاصيلها والتي تتعلق بتاريخها وعدد سكانها وجمال الطبيعة بها، يقول فهد الذهلي «من أهم الفوائد التي اكتسبتها في السفر بالإضافة إلى أنها نوع من الترويح عن النفس، إلا أن السفر من أكثر الأمور التي تترك أثراً إيجابياً في نفس الإنسان، حيث يخلصه من الهموم والملل وضغوط الحياة، ويروّح عنه، ففيه يجول الإنسان من مكان إلى آخر ليتمتع بالمشاهد الخلابة، والبحار، والبحيرات، والحدائق وغيرها، وهذا أمر كفيل بتحسين مزاجه وحالته النفسيّة، حيث تدخل البهجة إلى قلبه، ويصبح مفعماً بالحيوية، وينشرح صدره برؤية المناظر الجميلة، ويتحفز عقله على التفكير بإيجابيّة». معلومة وخبرة رغم ظروف عمل علي الشحي، التي تمنعه من السفر مرارا وتكرارا؛ فقد سافر إلى الكثير من الدول، باحثا عن المعلومة والخبرة. ووثق الشحي زياراته بتصوير جمال الطبيعة الخلابة للمناطق، التي ترسم لوحة جمالية في بحارها وأنهارها وسهولها وحدائقها الغناء، ويقول «لا أزال في بداية دخولي لعالم السفر. لكن تجربتي بالسفر مع خبير السفر والسياحة إبراهيم الذهلي مع هوله السفر فتحت عيني على زيارة الكثير من الدول خلال الفترات القادمة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©