فيديو .. مواطنة تقود سيارتها 25 عاماً من دون مخالفات

هناء الحمادي (أبوظبي)- «القيادة فن وذوق وأدب وأخلاق»، شعار نجحت في تجسيده منى سعيد الغساني، لتؤكد كفاءة المرأة في قيادة السيارة بعد أن وقع الاختيار عليها لتكون السائقة المثالية ويتم تكريمها من قبل «مديرية المرور والدوريات» في شرطة أبوظبي التابعة لوزارة الداخلية، عن ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك ضمن فعاليات «أسبوع المرور الخليجي» مؤخراً في دورته الثلاثين، التي جاءت تحت شعار «غايتنا سلامتك». الغساني تعمل في «إدارة معادلة الشهادات» في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وسطرت قصة كفاح وكتبت شهادة فخر واعتزاز بمهارة في حياتها العملية، ومن هذا المنطلق هي تعرف معنى الالتزام بقواعد القيادة. منى تقود السيارة منذ 25 عاماً، وخلال هذه الفترة لم تحصل على أي مخالفة مرورية تُذكر، واستحقت بجدارة أن تكون السائقة المثالية من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعرفها الكثيرون ممن تعمل معهم في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بقيادتها الحكيمة لسيارتها، حيث إنها تعزف أجمل الألحان على مقعد القيادة، حيث يجول معها ابنها سيف العبيدلي في المرحلة الثانوية برحلة ترفيهية أثناء تجولها في شوارع أبوظبي. التزام وتفتخر الغساني بأنها خلال فترة قيادتها لم يحدث أن حصلت على أي مخالفة مرورية على الرغم من الازدحام المروري الذي تعانيه الشوارع في أوقات الذروة صباحاً ومساءً، ويرجع السبب إلى أنها تحرص خلال قيادتها على الالتزام بالسرعات المحددة، ولا تشعر كل من يرافقها بالسيارة من أفراد الأسرة بأي خطورة. وتقول: التقيد بقواعد السير وأنظمته يبعد عنا خطر وقوع الحادث وما ينجم عنه، كما أنه من أهم مظاهر الحضارة، فالسرعة الزائدة معروف أنها السبب المباشر لوقوع الحوادث التي غالباً ما يروح ضحيتها أناس أبرياء خاصة الأطفال منهم، فقانون السير وجد من أجلنا وأعتقد أن التقيد بهذه القواعد يدل على مدى وعي الإنسان سائقاً كان أم عابراً لخطوط المشاة، مؤكدة في الوقت ذاته أن نظام قواعد وأنظمة السير وضع من أجل أن يكون رادعاً للمتجاوزين والمخالفين لهذه الأنظمة. الغساني خلال قيادتها طوال السنوات الماضية للمركبة لم تتجاوز السرعة المحددة أو تسير عكس الاتجاه، بل كانت تتقيد بالقواعد والأنظمة المرورية لأنها تعتبرها حماية لمن يقود السيارة وحفاظاً على حياة عابري الطريق، مؤكدة شعارها الدائم أثناء القيادة «القيادة فن وذوق وأخلاق» ولا إعاقة مع الإرادة. سائقة مثالية وحول حصولها على لقب السائقة المثالية عن ذوي الاحتياجات الخاصة، توضح أنها لم تتوقع هذا الخبر، ولم يخطر ببالها أن تكون ضمن المكرمين، لكن رغم الإعاقة التي تعانيها منذ الطفولة وهي «إعاقة حدثت أثناء الولادة بمفصل الرجل اليمنى»، فإن حصولها على اللقب أفرحها كثيراً، وظهر رد فعل ذلك على الصديقات في العمل، كما أن ابنها الوحيد سيف لم يصدق ذلك، وكان أول شخص يبارك لها. وتُعبر الغساني عن ذلك الشعور بقولها: حصولي على هذا التكريم وشهادة التقدير من القيادة العامة لشرطة أبوظبي في فعاليات أسبوع المرور الخليجي، جاء لمساهمتي الفعالة في تحقيق السلامة المرورية، وتعاوني الملموس مع كل ما يوفر الأمن والاستقرار على الطرقات، وتكريماً لي، ونظراً لحرصي الشديد على التقيد بالقرارات والقوانين المرورية ارتأت القيادة العامة لشرطة أبوظبي أن أحصل على هذا اللقب بجدارة رغم إعاقتي، مؤكدة أن التكريم عزز لديها ثقتها كسائقة ملتزمة بالقيادة الآمنة وبآداب وقوانين المرور. وحول شعارها الذي تتبعه «القيادة فن»، لفتت إلى أنه يتمثل في براعة السائق التي تمكنه من تخطي وتفادي الأخطار وأخطاء الآخرين، أما الذوق والأدب فيشملان معاني كثيرة، منها: السماح للمشاة بالعبور أو للعربات التي تود التخطي وعدم استعمال الأضواء العالية بالسيارة من دون الحاجة إليها، وعدم استعمال آلة التنبيه قرب المدارس والمستشفيات والمساجد واختيار المكان المخصص لإيقاف السيارة والانتظار بطريقة سليمة.