الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«بالعربي» تقدم مزجاً متجانساً بين الرسم والشعر والموسيقى

«بالعربي» تقدم مزجاً متجانساً بين الرسم والشعر والموسيقى
15 مارس 2013 00:22
جهاد هديب (دبي) - استضافت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، في مقرها بدبي، مساء أمس الأول، فعالية «بالعربي» التي اشتملت على على إلقاء الشعر والغناء والموسيقى والتشكيل، ساهم فيها الممثل والمخرج المسرحي حبيب غلوم، مدير الأنشطة الثقافية في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وسمر جاد المغنية والممثلة المسرحية من سوريا، والفنان خالد صلاح عازفاً على العود من العراق، والفنانة الشابة شيماء المغيري راسمة بالرمل من الامارات. واتكأت الاختيارات الشعرية على المنجز الشعري للعديد من الشعراء العرب اللصيقين، بمعنى ما بالإنسان العربي ومجمل قضاياه: نزار قباني وأمل دنقل وأحمد مطر ومحمود درويش وسميح القاسم ومعز عمر بخيت، حيث إن هذا المشروع، وبحسب ما ورد في مطوية الفعالية، فإنه «قابل لتحديث الأشعار بين الحين والآخر، من دون الإشارة إلى مكان بعينه للحفاظ على عروبيته، ولإعطاء مساحة للمتلقي للتجاذب الثقافي مع مفردات النصوص الشعرية، فالأرض قضية الجميع، وحفظ ترابها أمر مقدّس، والولاء لإرثها الثقافي والفني قضية اليوم والغد». وكان المدخل إلى الأمسية هو الموسيقى، فقدم العازف خالد صلاح تقاسيم بتنويع على الأداء، إبطاءً وإسراعاً، تبعاً لمقامات شرقية اشتغل عليها ليضع المتلقي في أجواء ما هو مقبل من تفاصيل أخرى، وبعد إصغاء إلى الموسيقى، أعقبه بعض الصمت بدأ الشعر والرسم معاً، وكانت لافتة تلك الاستجابة من شيماء المغيري بسرعتها ومقدرتها البديهية على إيجاد معادل موضوعي للكلام والغناء والموسيقى من البدء، بحيث أن صنيعها، وفقاً لهذه الطريقة، كان يأخذ العين من خشبة مسرح العويس إلى الأعلى، حيث شاشة العرض. أيضا كانت الأشعار، وهي من اختيار الممثل حبيب غلوم، تؤكد ذلك الإحساس الذي ينتاب أي واحد فينا عند النظر إلى أي نشرة أخبار يومية، هذه المختارات، التي عبّرت عن روح جمعية عربية صميمية، جاءت منتخبة، بحيث تشير إلى البيت الأول والمكان الأول، مع مزيج من الحنين إلى أزمنة مضت، كانت واعدة يوما ما، وغضب تجاه ما يحدث حالياً في تلك البلاد، التي باتت «لا بلاد لها»، بعبارة الشاعر الراحل محمود درويش. هكذا، وبتعبيرات لا تخلو من الإحساس بالمرارة، كان صوت المغنية سمر جاد يستجيب لوقع الكلام فيصير غناءً قوياً ويافعاً: «للمآذن، كالأشجار، أرواح للياسمين حقول في منازلنا وقطة البيت تغفو حيث ترتاح» بمعنى آخر، ليست الأشعار ها هنا ليستجيب لها فرد أو أفراد بل هي تخصنا جميعاً في لحظة افتراق تاريخي بين زمن مضى وزمن سيقبل، فتأثر مزاج الاختيارات الشعرية بين المباشرة في المعنى وما يحتاج منه إلى التأويل من دون غياب لذلك الشعر الذي يجعل الكل يتقاطع في تجربة إنسانية واحدة تأتي للواحد منّا عبر التذكر أو الشعر الذي يذكّر. كانت الانفعالات بادية في الغناء والشعر والموسيقى والرسم، إنما تبعاً لما يشاء فريق العمل أن يحدثه في المتلقين، من الهدوء إلى تقصّد الاستعجال في الأداء، ومن رقّة الصوت وأنوثته وعمقه إلى صوت آخر ذكوري، يهدر أحياناً، ويشيع حزناً أو غضباً أو يتألم على نحو يسعى إلى التأثير في متلقيه، صحبة موسيقى تقلبت على المقامات الشرقية، ورسم على الرمل يجعل الرمل كلاماً. وأخيرا، فإن فعالية «بالعربي»، التي سبق أن قدمها فريق العمل في غير مكان في الدولة كان آخرها ندوة الثقافة والعلوم، هي جهد طوعي لمثقفين إماراتيين وعرب، يرفعونها بوصفها تحية للناس العاديين في شقائهم اليومي غير العادي بالتأكيد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©