الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإصلاحيون يكتسحون مركزية «فتح»

الإصلاحيون يكتسحون مركزية «فتح»
12 أغسطس 2009 01:22
أظهرت نتائج انتخابات اللجنة المركزية لحركة «فتح» التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس،أن الحركة جددت شباب قياداتها وتخلصت من عدد كبير من «الحرس القديم» الذي هيمن عليها أثناء زعامة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. لكن انتخاب أعضاء أصغر سنا لعضوية اللجنة لن يحدث تغييرا فوريا في قدرة عباس على التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، ولا الى اتفاق مصالحة مع حركة «حماس المنافسة». ورأى محللون سياسيون فلسطينيون، ان مؤتمر «فتح» عزز موقع عباس، وقال المحلل السياسي عبد المجيد سويلم ان مؤتمر فتح برمته «مثل معركة للرئيس الفلسطيني الذي ادارها بنجاح كبير واقتدار، وخرج منها منتصرا» معتبرا ان اللجنة المركزية الجديدة «ذات توجهات سياسية واقعية». واظهرت النتائج ان 15 عضوا من اصل 18 في اللجنة المركزية الجديدة هم من الجدد ومن جيل الشباب، وذلك للمرة الاولى منذ 20 عاما, حسب ما اعلن مسؤول في لجنة الانتخابات، وقال : ان «غالبية أعضاء اللجنة المركزية هم من الجدد». مضيفا ان «أبرز هؤلاء مروان البرغوثي وجبريل الرجوب ومحمد دحلان وصائب عريقات» وكان قد تم في وقت سابق انتخاب الرئيس عباس قائدا عاما للحركة. وتمكن 4 مرشحين فقط من الذين انتهت ولايتهم، من الفوز مجددا في الانتخابات التي شارك فيها ألفا مندوب في بيت لحم بالضفة الغربية . وأبرز الذين خرجوا من انتخابات المركزية عبد الله الافرنجي وحكم بلعاوي وانتصار الوزير ونصر يوسف وأحمد قريع،بينما لم يترشح هاني الحسن وصخر حبش وزكريا الاغا وفاروق القدومي ومحمد جهاد.وتضم التشكيلة الجديدة لقيادة «فتح» شخصيات شاركت في المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي، منها صائب عريقات ونبيل شعث ومحمد دحلان. ونجحت حركة «فتح» التي تعاني من خلافات بين قادتها وادارة سيئة ومنيت بهزيمة في قطاع غزة أمام حركة «حماس» في إظهار وحدة صفوفها بمجرد تنظيم مؤتمرها العام للمرة الاولى منذ عشرين عاما. ونجح عباس ايضا في هذا الاجتماع هو الأول أيضا منذ وفاة مؤسس «فتح» وزعيمها التاريخي ياسر عرفات, في إرساء سلطته في حركة معروفة بعدم انتظامها وتواجه صعوبة في التحول من حركة تحرير الى حزب حاكم. وتمكنت الحركة من حل مشكلة التناقض بين التفاوض والمقاومة, عندما أقر مؤتمرها العام برنامجا سياسيا ينص على اعتماد المفاوضات السياسية الى جانب المقاومة التي أقرتها الشرعية الدولية. ولم تعلق الحكومة الاسرائيلية على الفور على انتخابات فتح لكن عددا كبيرا من الاسرائيليين أعربوا عن استيائهم مما اعتبروه تجديدا لتأييد فتح للكفاح المسلح الاسبوع الماضي مشيرين الى انتخاب البرغوثي. وقال عضو اللجنة المركزية المنتخب جبريل الرجوب «االيوم «فتح» موحدة وقوية ونتوجه للشعب الفلسطيني والعالم برؤية سياسية حددها المؤتمر سنعمل على أساسها».واعتبر ان «نتائج الانتخابات هي انقلاب على القيادة القديمة التي احتكرت حركة «فتح» عشرين عاما». وقال عضو اللجنة المركزية المنتخب محمد دحلان للصحفيين «»أمامنا من الان مهام كثيرة أهمها تحديد العلاقة مع حماس». وقدم 96 عضوا ترشيحهم لانتخابات اللجنة المركزية التي تضم 21 عضوا كما قدم 617 عضوا ترشيحهم لعضوية المجلس الثوري الذي يضم 120 عضوا. وينتخب 18 عضوا في اللجنة المركزية و80 في المجلس الثوري، أما الاعضاء الاخرون فسيتم تعيينهم من قبل القيادة الجديدة. وقال القيادي في «فتح» أشرف جمعة، إن النتائج الأولية لانتخابات اللجنة المركزية تمثل انقلابا فتحاوياً جديراً بالاحترام والتقدير، وتنوعا في المشهد الفتحاوي، مؤكداً احترام قيادة «فتح» في غزة للنتائج وداعياً الجميع للالتزام بها.وشدد جمعة على أن هذا الاختيار « يقدر لكل أبناء فتح، وأنه سيخلق واقعا فلسطينيا وطنيا جديدا». وأضاف: «علينا جميعا أن نحترم خيارات الناخبين وأن نلتزم بالنتائج لأن هذا هو النجاح الحقيقي للمؤتمر في انتخاب قيادته، ولا يجوز لأي مشارك أن ينتقد الآن، كان يحق لنا النقد قبل العملية إن كان هناك أخطاء، أما الآن فلا يجوز أن نخرج بتصريحات مخالفة». وقال عبد الله عبد الله الدبلوماسي الفلسطيني السابق ان «حماس» لن تتعلل بأنها تتعامل مع حركة «فتح» الضعيفة والمنقسمة على نفسها, وان عباس سيخرج أيضا, من هذه الانتخابات أقوى في مواجهة اسرائيل. وبعد سنوات من الجدل والمساومات منذ وفاة عرفات عام 2004 والتي تطرقت ايضا الى مسألة إجراء أول انتخابات في فتح منذ عام 1989 فقد عدد كبير من «الحرس الصغير» وغالبيتهم رجال في منتصف العمر نشأوا تحت الاحتلال الاسرائيلي لا في المنفى, الامل في ازاحة زعماء مسنين يتشبثون بالسلطة. وأظهرت نتائج الانتخابات ، ان واحدا فقط من اعضائها يعيش في الخارج. ولن يضطر عباس الى الذهاب الى العاصمة الاردنية عمان، لعقد الاجتماعات بما يتناسب مع ظروف الاعضاء الذين يعيشون في المنفى. وأكثر من نصف أعضاء اللجنة المنتخبة هم وافدون جدد على اللجنة التي تضع القرارات. ويرى بعض المحللين ان الزعماء الاصغر سنا في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة, هم أكثر استعدادا للقبول بحلول وسط للتوصل الى اتفاق مع اسرائيل, على حساب مطالب تاريخية ترجع الى قيام دولة اســـرائيــل عــــام 1948 حين تحول نصف عرب فلسطين الى لاجئين. وكان من بين الفائزين بمقاعد في اللجنة المركزية لاول مرة مسؤولان أمنيان بارزان سابقان هما محمد دحلان وجبريل الرجوب. ودحلان من بين الشخصيات التي يثور حولها الجدل لانه مبغوض من جانب أنصار حركة «حماس» بسبب الاجراءات الصارمة التي قادها ضد الحركة عندما كان على رأس جهاز الأمن الوقائي الذي كانت تهيمن عليه «فتح» في قطاع غزة في التسعينات. وقال المحلل السياسي عبد المجيد سويلم ان «التشكيلة الجديدة لحركة «فتح» تضم اتجاها مؤيدا للمفاوضات السياسية والحوار مع حماس». وقال سمير عوض استاذ العلوم السياسية والعلاقات الخارجية في جامعة بيرزيت ،ان «التشكيلة الجديدة لقيادة «فتح» تضم رموزا كثيرة من القريبين من عباس, وكانوا مساعدين له». ورأى ان مؤتمر «فتح» وانتخاب هيئة قيادية جديدة «أخرج حركة «فتح» من غرفة الانعاش, وعادت للحديث مجددا». وقال عوض «فيما يتعلق بالمفاوضات مع الجانب الاسرائيلي أعتقد ان التشكيلة الجديدة لقيادة فتح ستعمل وفق برنامج سياسي توحيد تم الاعلان عنه في المؤتمر، ويتمثل في اعتماد المفاوضات الى جانب المقاومة». ورأى عوض ان «التشكيلة الجديدة لقيادة «فتح» ستكون مع الحوار مع حركة «حماس» تحت شعار توحيد الموقف الفلسطيني إزاء الحوار مع اسرائيل». لكن المحلل السياسي هاني المصري, الذي يدير مركزا للدراسات الاستراتيجية والاعلامية, رأى ان التشكيلة القيادية لفتح ستساعد عباس في سياساته « إذا أراد هو ذلك (...) بمعنى انها منحت عباس الكثير من الخيارات السياسية الدولية والاقليمية والمحلية». وحول الحوار مع «حماس» قال المصري ان غالبية اعضاء اللجنة المركزية الجدد «يؤيدون حوارا جديا مع «حماس» يقود الى نتيجة رغم وجود من يعارض ذلك». أعضاء اللجنة المركزية الجديدة لحركة «فتح» رام الله (أ ف ب) - في ما يلي أسماء أعضاء اللجنة المركزية لحركة «فتح» الذين انتخبوا في المؤتمر العام للحركة: 1- محمود عباس الرئيس الفلسطيني (74 عاماً): من مؤسسي حركة «فتح» التي شكلت عام .1957 من مواليد صفد ويحمل دكتوراه في العلوم السياسية. 2- محمد غنيم (72 عاما): من مواليد القدس ومن المؤسسين الأوائل لفتح. 3- سليم الزعنون (77 عاما): مواليد غزة. من مؤسسي «فتح» وهو رئيس المجلس الوطني الفلسطيني (برلمان منظمة التحرير الفلسطينية). 4- محمود العالول: مولود في .1948 شغل منصب محافظ المدينة وكان قبلها مساعد خليل الوزير (أبو جهاد) في جهاز الأرض المحتلة. كان في انتخابات المجلس التشريعي من القلائل في «فتح» الذين فازوا. شغل منصب وزير العمل في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية في 2007 . 5- مروان البرغوثي (50 عاما): من مواليد رام الله. يقضي في السجون الاسرائيلية خمس عقوبات بالسجن بالمؤبد بتهمة قيادة الانتفاضة التي انطلقت عام 2000 وكان أمين سر «فتح» في الضفة الغربية. 6 - جبريل الرجوب (55 عاما): أمضى 17 عاما في السجون الاسرائيلية وأبعد الى تونس الى ان عادت السلطة الفلسطينية. كان من أشد المقربين الى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وعينه مديرا للامن الوقائي عند إنشاء السلطة الفلسطينية في عام 1994 ثم مستشارا للامن القومي. يشغل الآن منصبي رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطينية ورئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية. 7- عثمان أبو غربية: من مواليد القدس في 1948 من القيادات العسكرية والسياسية البارزة في «فتح» وكان مساعد عرفات لشؤون التوجيه السياسي وله عدة مؤلفات عن الثورة الفلسطينية. 8- محمد المدني (59 عاما): من مواليد الجليل شمال اسرائيل. هرب الى لبنان أيام الثورة الفلسطينية ، وكان أحد مساعدي «أبو جهاد» لشؤون جهاز الارض المحتلة. عينه عرفات محافظا لبيت لحم وفي عهده تم ما يسمى بحصار الكنيسة. 9- ناصر القدوة (54 عاما) من مواليد غزة: يحمل دكتوراه في العلوم السياسية كان ممثل فلسطين في الامم المتحدة ووزيرا لخارجية السلطة الفلسطينية وهو ابن شقيقة الرئيس الراحل عرفات. 10 - حسين الشيخ: رئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية. كان أمين سر «فتح» في الضفة الغربية اعتقل 12 عاما في السجون الاسرائيلية وكان من أبرز قيادات الانتفاضة الاولى عام 1987 11- عزام الأحمد: من مواليد 1948 في جنين شمال الضفة الغربية. عمل سفيرا لمنظمة التحرير في العراق وتقلد عدة حقائب وزارية وشغل منصب نائب رئيس الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية 2007 والان رئيس كتلة «فتح» البرلمانية في المجلس التشريعي. 12- محمد دحلان: من مواليد خان يونس جنوب غزة في 1961 من قيادة الانتفاضة الاولى. تم إبعاده من قبل اسرائيل في 1988 الى تونس حيث عمل مع «أبو جهاد» وعرفات في ملف غزة. عينه عرفات مسؤول الامن الوقائي في غزة وشغل عدة مناصب وزارية منها وزير الامن الداخلي. مستشار الامن القومي في عهد عباس, انتخب في 2006 عضوا في المجلس التشريعي عن غزة. 13- صائب عريقات: أستاذ جامعي خريج جامعات الولايات المتحدة وبريطانيا. مفاوض منذ مؤتمر مدريد حتى الان. كان وزيرا للحكم المحلي وانتخب عن المجلس التشريعي عن «فتح». وهو رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير. 14- محمد اشتية: وزير الاشغال والاسكان. مواليد نابلس 1957 ورئيس مؤسسة التنمية والاعمار التي اقيمت مع انشاء السلطة الفلسطينية ويحمل دكتوراه في الادارة من بريطانيا. 15- نبيل شعث (70 عاما): اول وزير خارجية فلسطيني من مواليد غزة. عضو في اللجنة المركزية منذ 1989 يحمل دكتوراه في الادارة ودرس في الجامعات الاميركية. 16- توفيق الطيراوي (62 عاما): عمل في جهاز الامن الموحد لمنظمة التحرير ثم اصبح مديرا للمخابرات الفلسطينية في الضفة الغربية منذ تأسيس السلطة الفلسطينية, ثم رئيس المخابرات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وهو الان مستشار امني للرئيس عباس ورئيس الاكاديمية الفلسطينية للعلوم الامنية. 17- جمال محيسن (62 عاما): محافظ نابلس حاليا. كان وكيل وزارة الشباب والرياضة ويحمل دكتوراه في العلوم السياسية من بلغاريا. 18- سلطان أبو العينين (58 عاما): مولود في عكا. لواء في منظمة التحرير الفلسنسطينية وأمين سر فصائل المنظمة في لبنان. 19- عباس زكي (66 عاما): ممثل منظمة التحرير في لبنان عضو لجنة مركزية سابق منذ 1989 ومن مواليد الخليل.عمل سفيرا في اليمن وكان امين سر لجنة الانتفاضة الاولى التي كان يرأسها عرفات.
المصدر: بيت لحم، غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©