الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

افتتاح قاعة الإمارات في الأمم المتحدة

افتتاح قاعة الإمارات في الأمم المتحدة
15 يونيو 2016 01:36
جنيف (وام) أشرفت معالي الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي وزيرة دولة على افتتاح القاعة 17 في المبنى الرئيسي للأمم المتحدة في جنيف، والتي أطلق عليها اسم قاعة «الإمارات» بعد أن تمت صيانتها بتمويل كامل من الدولة، وذلك بمشاركة السفير عبيد سالم الزعابي المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، ومعالي أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربي، ومعالي يان ايلياسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة، ومايكل مولر المدير العام للأمم المتحدة بجنيف، والمهندس محمد المعيني رئيس قسم المشاريع الهندسية والفنية بوزارة شؤون الرئاسة. كما حضر الحدث ممثلون عن حكومة جنيف وعدد كبير من البعثات الدبلوماسية المعتمدة، إضافة إلى مسؤولين رفيعي المستوى في المنظمات الدولية العاملة في جنيف. وألقت معالي الدكتورة ميثاء الشامسي كلمة عبرت في مستهلها عن مدى فخرها واعتزازها بافتتاح قاعة الإمارات بمقر هذه المنظمة العتيدة، التي ما فتئت تجمع أمم العالم تحت مظلة التعاون وتحقيق التنمية وإحلال السلام، مضيفة أن افتتاح القاعة في شهر رمضان المعظم يمثل الصفاء كما صفاء سماء الإمارات التي تطل علينا من سقف هذه القاعة كنموذج هو الأول من نوعه في العالم. وأكدت معاليها أن التزام دولة الإمارات العربية المتحدة في توفير أرضية عمل فعالة للمجموعة الدولية، يأتي من قناعة راسخة بالدور الذي تضطلع به منظومة الأمم المتحدة في خدمة المجموعة الدولية، وتحقيق أهدافها النبيلة. وقالت معاليها، إنه حينما أصبح الاهتمام بالبيئة تحدياً عالمياً يفرض علينا توحيد الجهود للبحث عن حلول بديلة تمكن الإنسان من استثمار البيئة واستغلال مواردها بشكل سليم، وإعادة التوازن للمنظومات البيئية المتدهورة بقصد القضاء على المشكلات البيئية . استضافت الإمارات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وهي المرة الأولى التي تقوم وكالة دولية باختيار مدينة في منطقة الشرق الأوسط كمقر لها، حيث تحتضن «مدينة مصدر» أول مدينة في العالم خالية من الكربون، ومن النفايات، والمعتمدة بالكامل على الطاقة المتجددة، مقر الوكالة الرئيسي، مؤكدة أن الإمارات كانت سباقة في هذا المجال. موقع استراتيجي وأضافت معاليها «وفي المجال الإنساني ووعياً منها بوجودها في موقع استراتيجي يمثل حلقة الوصل بين المشرق والمغرب وبين الدول المتضررة من الكوارث الطبيعية والدول المانحة وتلك التي يمكنها مد يد العون للمحتاجين، قامت الدولة بإنشاء المدينة العالمية للخدمات الإنسانية كمنطقة حرة غير ربحية تقوم بتسهيل عملية تقديم المساعدات الإنسانية، وتضم مجمع مستودعات على مساحة 52.180 متر مربع، ومجمع مكاتب على مساحة 10.665 متر مربع . وفي هذا السياق تحتضن المدينة ما لا يقل عن ثماني منظمات دولية تابعة للأمم المتحدة، منها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إلى جانب عدد كبير من المنظمات الإنسانية الدولية والشركات الخاصة». وذكرت معاليها في هذا السياق أن عمل الدولة في هذا المجال لم يقتصر على توفير أدوات العمل الضرورية بل تعداه إلى المساهمة بشكل فعال في رفع المعاناة عن المحتاجين في كافة أنحاء العالم، حيث حصلت الإمارات على المرتبة الأولى عالمياً في تقديم المساعدات الإنسانية، إذ بلغت قيمة مساعدات دولة الإمارات خلال الأعوام من 2010 إلى 2014 نحو 16 مليار دولار أميركي لأكثر من 140 دولة حول العالم، وبذلك تصدرت دولة الإمارات قائمة الدول المانحة للمساعدات على مستوى العالم. وختمت معاليها كلمتها بالقول :« إننا نقدم اليوم بكل اعتزاز هذه القاعة هدية للأمم المتحدة، وهي بالإضافة إلى رونقها والمسحة الجمالية التي تكتسيها، فهي تحتوى على أفضل وأحدث ما تم إنجازه عالمياً فنياً وتقنياً»، معربة عن شكرها بهذه المناسبة لكل من ساهم في إنجاز هذا العمل بإتقان. جدية إماراتية من جانبه، أكد عبيد سالم الزعابي المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى للأمم المتحدة في جنيف أن عملية الصيانة أبرزت بكل فخر مدى الجدية التي يتمتع بها أبناء الإمارات، ودقتهم وسرعة إنجازهم واحترامهم الكامل لكل الأطراف التي شاركتهم مهمة الصيانة، وهي صفات عملت القيادة الرشيدة في الدولة، وفي مقدمتها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على تكريسها من خلال نشر مفهوم التميز والإبداع والابتكار. وأعرب في كلمته عن الترحيب بالحضور في قاعة الإمارات ومايكل مولر المدير العام للأمم المتحدة بجنيف على جهوده التي بذلها في إنجاح هذا المشروع ، مشيراً إلى أنه هو الذي وقع معه مذكرة التفاهم التي تعهدت بمقتضاها دولة الإمارات العربية المتحدة، بصيانة القاعة 17 والمكاتب الخلفية التابعة لها ثم تابع كل منهما من جانبه تقدم الأعمال منذ بدايتها ومعاً قاما بالافتتاح الفني للقاعة، ما سمح لها باحتضان اجتماعات لجنتين رئيسيتين بجمعية الصحة العالمية، ومؤتمر العمل الدولي في ظروف مريحة. وعبر عن تشرف البعثة الدائمة بتكليف من وزارة الخارجية والتعاون الدولي، ووزارة شؤون الرئاسة بتنسيق ومتابعة أعمال صيانة القاعة 17، حيث أتاحت لنا إمكانية إبراز سياسات دولة الإمارات ومناهج عملها في تنفيذ مشاريعها وبرامجها، ما جعلها اليوم من أفضل دول المنطقة وأكثرها انفتاحاً وتنافسية. وأكد السعي أن يكون هذا المشروع نموذجياً يمكن الاستفادة منه في مشروع صيانة مبنى الأمم المتحدة بجنيف التي بدأت في تنفيذه، ولذلك لم نهدف فقط إلى إنهاء العمل الفني للصيانة في الوقت المحدد بل أرسينا قواعد في التعامل قوامها الاحترام المتبادل لخصوصية وآليات عمل كل الأطراف المعنية والتواصل السريع والسهل بينها لتذليل الصعوبات التي تحدث أثناء سير العمل، مشيراً إلى أن عدد المراسلات الإلكترونية التي أرسلتها البعثة الدائمة أو تلقتها خلال فترة العمل بلغ أكثر من 2043 مراسلة، إضافة إلى عشرات الاجتماعات التنسيقية والتسجيل الدقيق لأهم القرارات والإجراءات المتخذة، ما ييسر عملية المتابعة والتنفيذ. وقال محمد المعيني مدير قسم المشاريع بوزارة شؤون الرئاسة، إن هذه القاعة أصبحت نموذجاً يتسق مع طبيعة الإمارات العربية المتحدة مع أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا الاتصال والخدمات ذات الصلة بعقد الاجتماعات والمؤتمرات. وأضاف أن دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بعبيد سالم الزعابي المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة في جنيف وقعت مذكرة التفاهم مع مايكل مولر بخصوص صيانة القاعة رقم «17» بتاريخ 26 أغسطس 2014 ، وانطلقت أعمال الصيانة مدعومة بوزارة شؤون الرئاسة، ووزارة الخارجية والتعاون الدولي وبإشراف السفير الذي لم تقتصر جهوده في التوقيع، وإنما تولى متابعة التنفيذ والتوجيه حتى انتهاء العمل . التقنيات ودقة الانجاز وقال إنه ما كان لهذا الإنجاز الجميل أن يترجم لولا إيمان قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة بالدور الكبير الذي تؤديه منظومة الأمم المتحدة في المساهمة في دعم التعاون الدولي، ومواجهة التحديات التي تعترض المجموعة الدولية، كما تعكس إرادتها القوية في المساهمة الفعالة في توفير وتجهيز أدوات عمل ملائمة وفعالة تدعم العمل الدولي المتعدد الأطراف وتوفر له الوسائل الملائمة. ولفت الى الحرص على أن تكون الفكرة المعمارية للمشروع مستوحاة من شعار دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي الدائرة الموجودة بقلب الصقر الذهبي والمحاط بسبع نجوم تمثل الإمارات السبع ،التي يتكون منها الاتحاد فيما كتب اسم الدولة بالخط الكوفي الموجود أسفل الصقر، ووضع داخل الدائرة مع الحفاظ على التحولات والإيحاءات الأصيلة للخط العربي، وتم بعد ذلك تثبيت الهيكل مع خلفية السماء التي ترمز إلى صفاء دولة الإمارات العربية المتحدة ورؤيتها الطموحة والاستشرافية ، مشيراً إلى أن محيط القاعة يتكون من لوحات خشبية بألوان الرمال تمثل تجسيماً دقيقاً للرياح في كثبان رملية، أما السجاد بألوانه الأرجوانية فهو مستوحى من تدرج الألوان الفريدة التي تتميز بها رمال صحراء أبوظبي. وذكر محمد المعيني أن التحديات التي واجهت هذا العمل تشمل الجانب الفني والمعماري، حيث كان علينا أن ندرس الفكرة المعمارية المذكورة وإمكانية إنجازها حسب المعايير المعتمدة في الأمم المتحدة وفي سويسرا بلد المقر خاصة، مشيراً إلى أن تجربة نقل سماء الإمارات وهي تتحول من طلوع الفجر إلى المغيب إلى قلب القاعة 17 إلكترونياً تعد الأولى من نوعها في العالم، وتتطلب دراسة كبيرة، إضافة إلى زيارة المصنع المكلف بهذا العمل، للتحقق من دقة الإنجاز ومواكبة أفضل وأحدث ما تم إنجازه عالمياً في مجال تقنيات البث والاستماع والترجمة الفورية ونقل ومتابعة المؤتمرات. الأمم المتحدة : إنجاز متميز وهبة سخية وقيمة توجه يان ايلياسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة بالشكر للإمارات العربية المتحدة على هذا الإنجاز المتميز خاصة وأن لها تجربة طويلة في الجمع بين الهندسة المعمارية المبتكرة والإرث الثقافي والاستدامة ، وقال إن الأمم المتحدة لتعبر عن امتنانها للدعم الذي قدمته الإمارات وتتطلع لمواصلة وتعزيز تعاونها الوثيق. وعبّر مايكل مولر المدير العام للأمم المتحدة بجنيف عن شكره وامتنانه للإمارات على هذه الهبة السخية والقيّمة، معتبراً أن قاعة الإمارات رغم تميزها بهذا التصميم الجديد، فإنها تحتوي على إمكانات تقنية عصرية من شأنها أن تسهّل عمل القائمين على تنظيم المؤتمرات والمترجمين ، إضافة إلى أنها ستساعد المندوبين على التركيز على إيجاد حلول لمشاكل العالم، «تحت سماء الإمارات الزرقاء» مؤكداً على أن « هذا المشروع لا يجسّد فقط التزام الإمارات تجاه الأمم المتحدة بل أثبت أنه بالإمكان تنفيذ مشاريع كبرى في وقت قياسي» . وكان السفير عبيد سالم الزعابي قد استقبل ديديه بروكهاتر وزير خارجية سويسرا في وقت سابق من الحدث، حيث حرص على زيارة قاعة الإمارات للتعبير عن شكر الحكومة السويسرية لهذه الهدية السخية المقدمة من دولة الإمارات والتي تعزز مكانة جنيف الدولية. كما تم خلال الحدث توزيع كتيّب يُعرّف بإنجازات الدولة في منظومة الأمم المتحدة ومساهماتها السخية في مختلف صناديق الأمم المتحدة وبرامجها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©