الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجلات اقتصادية تبحث عن نمط جديد للإنتاج

مجلات اقتصادية تبحث عن نمط جديد للإنتاج
24 مارس 2014 21:30
أبوظبي (الاتحاد)- تُعتبر المجلات الاقتصادية الأكثر التصاقا بعالم الأعمال والمال والشركات، إلا أن موقعها المتميّز هذا لا يعفي إيراداتها المالية من التراجع، الحاد أحيانا، وإن كان بنسب مختلفة عن باقي الصحف والمجلات الورقية، التي تواجه تحولات وصعوبات جمّة في العصر الرقمي. مع ذلك، يرى معنيون أن المجلات الاقتصادية تتمتع بموقع أفضل لمواجهة التحولات التي تمّر بها الصحافة. أفضلية التعايش يراهن مختصون على أن هذه المجلات تتمتع بإمكانات أفضل للتعايش مع التحديات الرقمية إن استطاعت توفير بعض الشروط، وأعادت هيكلة نمط عملها، مثلما فعلت مؤخراً ولا تزال العديد من المجلات الاقتصادية الفرنسية الرئيسة، مثل «تشالينج، مانجمانت، كابيتال، واكسبانسيون». ويعتقد هؤلاء أن الإمكانات المذكورة تشمل جوانب تتعدى الصحافة، حيث يقول محللّون: إن هذه المجلات هي في موقع مناسب يؤهلها لمواكبة التحولات الجارية في النماذج والأنماط الاقتصادية للمؤسسات والشركات عامة، وهي تشعر أكثر من غيرها بتحد يدفعها لإظهار قدرتها على أن تكون مربحة وذات جدوى. ووفق آخر إحصاءات، نشرها معهد الأبحاث والدراسات الإعلانية في فرنسا، شهدت صحافة المجلات في 2013 في فرنسا تراجعا بلغ 9.6% بالنسبة للعام 2012 (حيث كانت انخفضت 5,5%). ورغم أن فئة المجلات جاءت الأولى بين فئات الصحافة المكتوبة من حيث العوائد الإعلانية، مع مليار و30 مليون يورو، إلا أن مؤشرات عديدة تقول إنها ستعرف من الآن وصاعدا انخفاضا في إيرادات الإعلانات يشبه الانخفاض، الذي منيت به الصحافة اليومية الوطنية اليومية للعام 2013. وفي تصريحات نقلتها الصحافة الفرنسية، قال فينسنت بيوفيس، مدير التحرير في أسبوعية «شالينج» الاقتصادية التابعة لمجموعة “لو نوفل أوبسرفاتور” الصحفية: «في مواجهة تآكل مواردنا الإعلانية، نحن مضطرون للبحث عن موارد أخرى»، معلناً إطلاق تطبيق مدفوع على الأجهزة الذكية ولوحات الكمبيوتر الكفية، هدفه الأول هو تعويض الانخفاض المحقق، والبالغ نحو 10 و15% للموارد الإعلانية عن العام السابق، وهو هدف يجب أن يتحقق سريعاً”. ومن إجمالي رقم مبيعات بلغ 25 مليون يورو، لم تحقق المجلة سوى 500 ألف يورو في عام 2012. ومع توقعات بألا تخسر سوى بضعة مئات الآلاف من اليورو في الحساب الختامي لعام 2013 وآفاق غير مشجعة، فضلت المديرة العامة للمجموعة ناتالي كولين، أخذ زمام المبادرة والتحرك فإطلاق خدمات جديدة، خاصة وأن الإيرادات الإعلامية لم تكن وحدها التي تتراجع. تحديات التوزيع يبلغ توزيع «شالينج» 225 ألف نسخة أسبوعياً، وتراجع توزيعها المدفوع في فرنسا بنسبة 3,6% خلال سنة، وفقا لمؤسسة التحقق من الانتشار (أو جي دي). وثمة حالات أكثر سلبية بين نظيراتها من المجلات الاقتصادية المتخصصة، فمجلة «كابيتالس، التابعة لمجموعة «بريسما ميديا»، تراجع توزيعها 11% إلى 270 ألف نسخة شهرياً، كما تراجع توزيع مجلة «مانجمانت» بنسبة 14% إلى 81 ألف نسخة، وهي المجلة التي لم تفلح عملية إعادة تجميلها قبل ثلاث سنوات في وقف تراجع مبيعاتها؛ فقررت بدورها إطلاق حلة جديدة غايتها استعادة جمهور قراء الشباب، علّ نسختها المحدثة تستحق سعرها البالغ 3,9 يورو، وتتمكن بالتالي من جذب المعلنين. ولقد غيرت جميع المجلات الاقتصادية في أوضاعها. وقبل عشرين شهرا أعادت مجلة «اكسبونسيون»، رائدة الصحف الاقتصادية، والتابعة لمجموعة «أكسبرس رولارتا»، هيكلة بنائها بشكل حاد، فقد خفّضت جهاز تحريرها إلى النصف، بعدما كان مكوناً من 15 صحفياً، وتم إدماجه مع المجلة الأم «الأكسبرس» وهذا “سمح بإنقاذ المجلة، الذي كان ريك دو نولف، رئيس المجموعة، ينوي بيعها”؛ كما يقول كريستوف باربييه، مدير تحرير “الأكسبرس”. من جهتها، أصبحت مجلة «أونجو» (رهانات) الشهرية أكثر التصاقا وارتباطا بالجريدة الاقتصادية اليومية «ليه زيكو» (الأصداء)، فقد استدعى جهاز تحريرها المكوّن من عشرة صحفيين نظيره في اليومية لملء صفحات المجلة. وبذلك ومن دون تحميلها أعباء إضافية، استطاعت المجلة أن تجذب جمهوراً وعوائد إعلانية. حصيلة إعلانية المجلات الاقتصادية، ليست وحدها التي تتحمل تراجع إيراداتها المالية، سواء من الإعلانات التجارية أو غيرها؛ فقد سجل التقرير الختامي للنتائج الإعلانية في فرنسا عن عام 2013 تراجع إيرادات جميع وسائل الإعلام من الإعلانات بنسبة 3,6% عن 2012، رغم نمو الناتج المحلي الإجمالي في 2013. وكانت نتائج الإيرادات نفسها عن 2012 سجلت تراجعا بنسبة 3,3% في 2012، «ما يعني تأكيداً لخط التراجع رغم بعض الآمال التي كان يعلقها مهنيون على النمو. وبذلك يكون سوق الإيرادات هذا قد خسر في عامين ما قيمته 900 مليون يورو، وفق فيليب ليجيندر، مدير معهد الأبحاث والدراسات الإعلانية، الذي أصدر هذه الأرقام الرسمية. وأوضح ليجيندر أن الصحافة الورقية الفرنسية خسرت خلال العقد الماضي 1,7 مليار يورو، في حين أن صحافة الإنترنت ربحت نحو ملياري يورو، الأمر الذي دفعه للقول: «ليس بوسعنا تفسير الاتجاه التراجعي فقط بالمصاعب الاقتصادية للبلاد». وتراجعت إيرادات عموم الصحافة المكتوبة الورقية بنسبة 8,4% بعد كانت انخفضت بنسبة 8,2% في 2012 (الدعاية التجارية والإعلانات الصغيرة والمبوّبة) إلى 2,939 مليار يورو. والتراجع الأكثر حدة سجلته إعلانات الصحف الوطنية اليومية التي حيث بلغ نسبة 10,2% (مقارنة بـ08,9% في 2012) فحققت 209 مليون يورو فقط. في حين سجلت صحافة المناطق والأقاليم اليومية نتائج أفضل قليلا، حيث اقتصر انخفاض إعلاناتها على 6,4% لتبلغ إيراداتها 819 مليون يورو، بينما تراجعت صحافة المناطق الأسبوعية بنسبة 3,9 % فقط (مقارنة بـ1,5 % في 2012)، حيث حققت 124 مليون يور. كذلك تراجعت إيرادات إعلانات الصحافة المجانية 7% لتبلغ 439 مليون يورو، وإيرادات الصحافة المهنية المتخصصة بنسبة 11,5% وبلغت إيراداتها 320 مليونا فقط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©