محكمة في الخرطوم تبرئ 3 فتيات من تهمة ارتداء «الزي الفاضح»

أثار تكرار توقيف رجال الشرطة السودانية فتيات بتهمة ارتداء «الزي الفاضح» استنكار الشارع السوداني باعتبار أن تصرفات الشرطة غير مسؤولة ومشينة لسمعة الفتيات دون وجه حق. كما قوبل خبر براءة فتيات أمس الأول بعدما أوقفتهم «شرطة أمن المجتمع» في الخرطوم بتهمة ارتداء «أزياء فاضحة» بترحيب واسع في مكاتب العمل ومواقف المواصلات العامة ومنتديات الشباب. وما أن أعلن رئيس محكمة جنايات الخرطوم القاضي علي عثمان محمد براءة الفتيات الثلاث من التهمة الموجهة إليهن، حتى تعالت الأصوات بالسباب والشتائم للشرطة التى أبدت تماسكاً وروية في استيعاب ردود فعل الحضور. وبعد إجراءات المداولة، أمرت المحكمة أمس بإخلاء سبيل الفتيات الثلاث، معرفة «الأزياء الفاضحة» بأنها «التي تتنافي مع أعراف أهل البلاد وتعاليم الإسلام». واستند حكمها إلى إجماع الشهود على أن المتهمات كن يرتدين بنطلونات وقمصانا فضفاضة لا تظهر أجسادهن وبصحبة ذويهن خلال مناسبة عائلية في جزيرة توتي الواقعة عند ملتقى النيلين الأزرق والأبيض بين مدن العاصمة السودانية الثلاث، الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري. وقال محامي الفتيات الفاتح محمد عثمان «إن الحكم انتصر للحق والعفاف وجاء مؤكدا لعدالة الجهاز القضائي السوداني، أن زي الفتيات كان عادياً لا يشذ عما هو دارج في أوساط الفتيات في السودان». وأبلغت إحدى المفرج عنهن «الاتحاد». طالبة عدم نشر اسمها بأنها أصيبت بحالة نفسية سيئة عندما أخذها رجال الشرطة عنوة ونسبوا إليها تهمة هي بريئة منها. وقالت «شعرت بالخزي والعار والخوف من أن يبلغ هذا الخبر أقاربي وجيراني. لذا رفضت التحدث لوسائل الإعلام والتزمت الصمت ولذت بالدعاء لله ليفرج كربي». وأضافت «لم أملك الجرأة لأنتصر بنفسي لنفسي كما فعلت الصحفية لبني احمد الحسين التي نجحت في تحويل قضيتها إلى الرأي العام وكشفت أخطاء يرتكبها رجال الشرطة لا تزال بعيدة عن الناس». وتابعت «إن رجال الشرطة يتعدون على الفتيات في الشوارع دون حق وينسبون إليهن التهم جزافا كما حدث معنا. واستطردت قائلة « كنت أتمنى أن تطبق الشرطة شعارها الشهير (الشرطة في خدمة الشعب) وليس ملاحقتهم بالتهم وأناشد رئيس الجمهورية التدخل لمنع تكرار هذا النوع من القضايا». في غضون ذلك، صرحت لبنى الحسين، المطلق سراحها بكفالة، بأن السلطات السودانية منعتها من السفر إلى الخارج. وقالت لوكالة «رويترز» إنها حاولت الحصول على تأشيرة خروج للسفر إلى بيروت أمس بعدما طلبت منها محطة تلفزيونية لبنانية الظهور في أحد برامجها، فاتضح أن اسمها في القائمة السوداء وأنه لا يمكن خروجها من السودان. وأوضحت أن مسؤولاً في مطار الخرطوم الدولي قال إن اسمها اضيف الى القائمة السوداء يوم الجمعة الماضي حين ذكرت وسائل إعلام سودانية ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دعاها إلى زيارة باريس. وقال محاميها نبيل أديب عبداللـــــه للوكـــالة ذاتها ان حسين حرة في السفر ولكي تمنع منه، ينبغي صدور أمر قضائي خاص من احدى المحاكم ويكون من حقها استئنافه. وأضاف أن الجرائم الخطيرة فقط تمنع الاشخاص من مغادرة البلاد.