الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قراءات نقدية لروايات الجزائري سفيان زدادقة

قراءات نقدية لروايات الجزائري سفيان زدادقة
16 يونيو 2008 02:14
في إطار ندواتها الشهرية عن الرواية الجزائرية الصاعدة أو الشبابية، نظمت جمعية ''الجاحظية'' الثقافية بالجزائر ندوة جديدة خصصتها هذه المرة للأديب الشاب سفيان زدادقة الذي صدرت له حتى الآن أربع روايات· وتطرق الناقد الدكتور بن يوسف جديد إلى رواية ''سادة المصير'' وقال إن زدادقة استخدم فيها أدوات الكتابة بحِرَفيةٍ عالية ووازنَ بين جمال اللغة والأحداث العاصفة التي عاشتها الجزائر في التسعينيات، فهي رواية ''تاريخية'' لكن الناقد عاب على زدادقة اعتبارها أول رواية تاريخية في الجزائر، وقال إنها ''قلة تواضع'' من الكاتب لأن هناك رواياتٍ تاريخية سبقته· وانكبَّ بن يوسف على تحليل أحداث الرواية حيث يتحول البطل ''عمَّار'' الذي فشل في دراسته وفي الحياة المهنية البسيطة بقريته، إلى شاب متدين ينخرط في حزب إسلامي ويفوز معه بالانتخابات لكن السلطات توقفها فيلجأ إلى الإرهاب ويصبح عمار ''أميراً'' ويحمل اسم ''عمار بن ياسر'' وأثناء عمليات الكر والفر بين الجيش والإرهابيين، يُحاصر في بيته، ويدخل مجاهدٌ متطوع مع الجيش إلى البيت لأسره، لكن عماراً يتمكن من قتله ويتمكن من الفرار، وهنا تنتهي الرواية· وأبدى الناقد بن يوسف امتعاضه لهذه النهاية المشؤومة وتساءل عن مغزاها، وهل تعني أن المستقبل للتيار الإسلامي في الجزائر؟ وقال إنها ''حيلة مُبطَّنة فنياً'' و''جرم فني''، واتهم الروائي بالتعاطف مع الإسلاميين، كما عاب عليه بناء روايته على الصدف، وتساءل بن يوسف: كيف استطاع رجلٌ فاشلٌ دراسياً ومهنياً أن يصبح قائداً؟ هل حدث هذا أم أنَّ الكاتب تدخل في مسار الرواية؟ ومن الصدف أيضاً في الرواية أن يصبح ''سمير'' وهو شخصٌ طائش مفتياً للناس، واستنتج بن يوسف أن ما بُني على صدفة فهو غير تاريخي، واستدل بنجيب محفوظ الذي ما إن اكتشف الصدفة في رواياته الأولى حتى عزف عن هذا النوع التاريخي وتحوَّل إلى الروايات الاجتماعية حيث يصبح مجال المخيلة واسعاً، لأن الصدفة تخلُّ بالعمل الفني· ومع ذلك، لاحظ بن يوسف أن الرواية مفعمة بحركة عجيبة من الكر والفر والأخذ والعطاء والانتصار والانهزام، وقال إنه ينبغي أن تسود مثل هذه الحركة في كل عمل فني إبداعي، كما أبدى إعجابه بطريقة السرد لدى زدادقة وقال إنه اعتمد تقنية محكمة وعرف كيف يتحكم في الأحداث انطلاقاً من التاريخ· أما الروائي الخيَّر شوَّار فتناول بالنقد رواية ''كواليس القداسة'' التي كتبها زدادقة سنة 1992 ولم تُنشر إلا سنة 2000 ولم تنل حظها من النقد والاهتمام، وهي رواية متداخلة وغير قابلة للتلخيص، حيث يتداخل فيها السرد بالشعر العمودي، أبطالها يتيهون في الفوضى والضياع، وتنتهي صفحات الرواية بفراغ خانق، فهو يستعير الطريقة من الروائي الأرجنتيني بورتا سار· وفُتح المجالُ للنقاش فقال أحدُ المتداخلين إن أول رواية تاريخية في الجزائر هي ''الحريق'' التي كتبها نور الدين بوجدرة سنة ،1956 كما نفى متداخلٌ آخر أن تكون هناك صدفٌ في الرواية، فالكثير من الفاشلين دراسياً ومهنياً تحولوا إلى التيار الإسلامي في التسعينيات وبعضهم أصبح ''أميراً'' دموياً يحمل ظلماً أسماء صحابة ويصدر فتاوى تبيح إهدار الدماء· كما انصبَّ النقاشُ أيضاً على الجانب اللغوي للرواية، ودعا بعض الحاضرين الأدباءَ الشباب إلى الاعتناء أكثر بقواعد اللغة ونحوِها وتقديم إبداعاتهم إلى المصححين اللغويين لمراجعتها وتصحيحها من الأخطاء قبل طباعتها حفاظاً على سلامة لغة القراء·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©