الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات ومصر.. علاقة تاريخية ومصير مشترك

الإمارات ومصر.. علاقة تاريخية ومصير مشترك
4 مايو 2017 01:58
حسين رشيد (أبوظبي) تعتبر العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والشقيقة جمهورية مصر العربية، نموذجاً يحتذى به، وتمتاز بعمق روابط الأخوة والتعاون في كل المجالات. وتسعى دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، إلى توفير المتطلبات التنموية التي تركز على البنية التحتية في مصر لدورها في دعم الاقتصاد الوطني، والنهوض بكل القطاعات الاقتصادية والتنموية. ويرجع تاريخ العلاقات المصرية الإماراتية إلى ما قبل العام 1971 الذي شهد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وكانت مصر من أوائل الدول التي دعمت إنشاءها، وأيَّدت بشكل مطلق الاتحاد الذي قامت به دولة الإمارات، ومن بين أولى الدول التي اعترفت بالاتحاد فور إعلانه ودعمته دولياً وإقليمياً كركيزة للأمن والاستقرار، وإضافة جديدة لقوة العرب. والعلاقات بين البلدين لم تكن وليدة اللحظة، وإنما هي علاقة نموذجية امتدت لأكثر من 40 عاماً، وهذا ما يؤكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث صرح سموه خلال إحدى زياراته لمصر أن «علاقة الإمارات مع مصر تمتد لأكثر من أربعين عاماً، وأن مصر تحظى بمكانة خاصة لدى الإمارات، وهذه المكانة أرسى قواعدها المغفور له القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه». ويؤكد سموه في أحاديثه لوسائل الإعلام موقف دولة الإمارات الداعم لمصر والمؤيد لحق شعبها في التنمية والاستقرار والنمو، مشيراً إلى أن مصر تعد ركيزة للاستقرار وصماماً للأمان في منطقة الشرق الأوسط، بما تمثله من ثقل استراتيجي وأمني في المنطقة. علاقات تاريخية وثيقة ونستشفّ من حديث سموه أيضاً أن دولة الإمارات العربية المتحدة ارتبطت بعلاقات تاريخية وثيقة وقوية، وهي علاقات أخوية قائمة على المحبة، تعززها روابط المصير المشترك والمصالح المشتركة بين البلدين، وهي تمثل نموذجاً فريداً للروابط التاريخية، إذ تتسم العلاقات بالانسجام والتوافق، وتحمل أبعاداً سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، تتجلى في كل مناحي الحياة لما يكنّه شعبا البلدين من محبة ضاربة في التاريخ منذ أسس لها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من خلال قناعته الراسخة بمكانة مصر ودورها في المنطقة، وسار على دربه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رعاه الله. وتحظى مصر بمكانة خاصة في المنطقة عامةً، فهي تقع على مفترق الطرق الذي يربط بين الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي دولة كبيرة ذات تاريخ عريق، وتعد أكبر بلدٍ في منطقة الشرق الأوسط من حيث تعداد السكان، ولها دور سياسي واستراتيجي كبير. الأمن والقوة كما أن أمْنَ وقوة واستقرار مصر هي عواملُ حيوية لأمنِ وقوةِ واستقرار المنطقة، فضلاً عن العلاقات الأخوية التاريخية الممتدة التي تجمع مصر بدولة الإمارات. ولم تتغير علاقات الإمارات بمصر طوال العقود الماضية، ولكنها فترت في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، وهي فترة كانت سحابة صيف عابرة، فلم تلبث أن اختفت لتعود العلاقات أقوى مما كانت عليه سابقاً. والإمارات كانت من أولى الدول التي دعمت مصر عقب ثورة الثلاثين من يونيو، وتعدد الزيارات بين البلدين، يؤكد تميز العلاقة ودعمها بكل السبل. وتكتسب الزيارات الرسمية المتبادلة بين البلدين أهمية كبيرة، حيث تعمل الدولتان معاً من أجل ترسيخ ونشر الأمن والاستقرار في المنطقة العربية، وكذلك دعم كل الخطوات والتحركات من أجل خدمة الأمة العربية ومصالحها، حيث يقدم البلدان معاً نموذجاً يحتذى به، وواجهة مشرفة للدول التي يربطها المصير المشترك. وتحرص دولة الإمارات، ومن خلال سياستها مع جمهورية مصر العربية على بناء علاقات أخوية متميزة ترقى إلى حجم الآمال والتطلعات لشعبي البلدين، كما يحرصان على توافق الرؤى السياسية خصوصاً في ما يتعلق ببناء صرح عربي قوي قادر على مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة العربية، والعمل على تحقيق طموحاتهما في عيش آمن ومستقر ومزدهر يمتد إلى كل دول المنطقة بعيداً عن أي تهديدات خارجية. وتتميز العلاقات الثنائية بين البلدين بالعمق والرسوخ من خلال التعاون في شتى المجالات، وتعزيز العمل في المشروعات التنموية التي تقود قاطرة الاقتصاد المصري إلى النهوض وخلق فرص العمل للمواطن المصري. ويؤكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عمق العلاقات مع مصر حين قال خلال إحدى زياراته للقاهرة: إن وقفة دولة الإمارات مع مصر وقفة أخ لأخيه، وهي نابعة من محبتنا لمصر وليس كرهاً في أحد.. مصر غالية علينا.. مصر مهمة لنا جميعاً، وهي نقطة اتزان في العالم العربي.. ومهمتنا ومهمة إخواننا وأشقائنا بل ومهمة العاقل في العالم العربي هي الحفاظ على هذا البلد». الزيارات المتبادلة فالزيارات المتتالية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد إلى مصر تؤكد حرص سموه على استمرار التنسيق والتعاون والتعاضد العربي في هذه المرحلة، فلا بديل عن ذلك، ولا خيار للدول العربية غيره، ومصر ستبقى كما كانت دائماً هي الركن الأساسي في أي عمل عربي حقيقي. وتحكم علاقات البلدين الشقيقين استراتيجية راسخة وثابتة، وإن أصدق تعبير عن قوة العلاقات ومتانتها بين الإمارات ومصر يتجلى من خلال التواصل العفوي بين الشعبين وتقارب وجهات النظر حول مختلف الموضوعات. ولقد شكلت مواقف الإمارات من ثورة 30 يونيو حجر الأساس لعلاقات استراتيجية راسخة بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر بلغت حداً مختلفاً ومغايراً للعلاقات الثنائية التقليدية، لا سيما في ظل علاقة الود بين الشعبين التي تناغمت بعلاقة وطيدة على المستوى الرسمي والحكومي، ونجحت في مواجهة شتى التحديات التي أفرزتها التطورات السياسية في مصر لتعود أقوى مما كانت عليه لا سيما في ظل الدعم الإماراتي الكبير، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي واللوجيستي. وإجمالاً، فقد تميزت العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية بالخصوصية والاحترام المتبادل منذ نشأتها، خصوصاً في ظل العلاقات الأخوية الوطيدة بين حكام البلدين ما انعكس إيجابياً على مجمل العلاقات الثنائية في مساراتها الرسمية على المستوى السياسي والاقتصادي، وفي مسارها الأهلي على المستويات الثقافية والاجتماعية والتجارية. غير أن من أهم ما يميز العلاقات السياسية بينهما ، قدرتها على إرساء جذور الصداقة والأخوة القائمة، وتطويرها في إطارٍ تحكمه عدة أهداف مشتركة أهمها، التضامن والعمل العربي المشترك، والعمل في المحافل الدولية على نبذ العنف وحل الخلافات بالطرق السلمية. ولم يقتصر التقارب بين البلدين على الجوانب الاقتصادية والسياسية، بل تعدى ذلك إلى التوافق الفكري، إذ استعانت الإمارات بمصر في تأصيل الفكر الإسلامي الوسطي، من خلال الاتفاق على افتتاح أول فرع خارجي لجامعة الأزهر في الإمارات. وامتد التنسيق ليصل إلى حد التكامل والتطابق في المواقف، فالإمارات تؤكد دعمها المطلق لأمن مصر، ووقوفها إلى جانبها في مكافحة التنظيمات الإرهابية. وإلى جانب ذلك، يتبنى الطرفان مواقف متشابهة من أزمات سوريا والعراق وليبيا واليمن. وتؤكد مصر والإمارات دوماً على مواجهة التدخل الخارجي من دول إقليمية تحاول استغلال الأوضاع غير المستقرة في بعض البلدان العربية لفرض أجنداتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©