الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفجيرة تحتضن القافلة الثقافية على ساحل البحر

الفجيرة تحتضن القافلة الثقافية على ساحل البحر
25 مارس 2014 00:57
منذ خمس سنوات والقوافل الثقافية التي تسيرها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، تجوب إمارات الدولة لتجسد تفاعل المواطنين مع الموروث الشعبي بمفرداته الثرية، فبعد انطلاق أول قافلة ثقافية في إمارة الفجيرة في منطقة أوحله منذ سنوات، يستعيد الزمان تدفقه وحيوته لتحط القافلة رقم 17 رحالها في منطقة الفجيرة لمدة يومين، على ساحل البحر الذي احتضنها تحت شعار «مجتمعنا أمانة» نهاية الأسبوع الماضي. أشرف جمعة (الفجيرة) - حول القافلة رقم 17 التي حملت أنشطة جديدة وفعاليات متعددة وخدمات واسعة لأهل منطقة قدفع، يقول مدير إدارة الأنشطة الثقافية والمجتمعية في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، الدكتور الفنان حبيب غلوم: على أرض قدفع رفعت الثقافة الإماراتية لواءها وامتزج الفن بالتوافق المجتمعي برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وقال الشعر كلمته في هذا المهرجان، وفي جنبات البحر تكاملت عناصر التراث الشعبي لترخي أشعتها اللامعة على الشاطئ الواسع، فجابت المسيرة البحرية طول هذا الشاطئ وعاش الناس لحظات حميمية في استقبال العائدين من رحلات الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، وفي الخيام الخمس كان الزخم الحقيقي للتفاعل الوطني يعزف أوتاره بعناية فائقة فتدافع الجمهور ليملأ المكان ويلتف حول أنغام العيالة وهي تنشد لحن الماضي في أروقة الحاضر، وكدأب وزارة الثقافة في مثل هذه الفعاليات حرصت على أن تجمع كل فئات المجتمع ومن مختلف الأعمار عبر يومين في ظل المحاضرات التوعوية المجتمعية المباشرة، ومن ثم احتضان كتب جديدة عبر إدارة النشر التي أعطت الفرصة الحقيقية لبعض الكتاب، ليقيموا حفل توقيع لكتبهم لتكتمل هذه المنظومة البديعة في ترسيخ الحس الوطني، وإقامة جسر متواصل بين الماضي والحاضر وتعمل على تدعيم القيم والتقاليد الإماراتية الراسخة التي تعلو يوماً بعد يوم، لتضرب أعلى الأمثلة الحية على تمسك المجتمع الإماراتي بقيمه الرشيدة ومثله العالية. العائدون من البحر ولم تغفل القوافل الجوانب التي تتعلق بالماضي والتي كانت تمثل أهمية كبيرة للمجتمع الإماراتي، فعلى ساحل البحر حيث الأجواء الممتعة والهواء العليل والنسائم المنعشة كانت السفن القديمة تلوح وهي تتهادى بين أمواج البحر، وعلى الشاطئ اصطفت النساء واصطف الرجال ما فوق الأربعين ووقف الأطفال يلوحون للقادمين، تعبيراً عن الابتهاج بقدوم من اكتشفوا أسرار البحر وأفنوا أعمارهم في الغوص بحثاً عن اللؤلؤ. مصدر الحياة ومن بين الذين لا يزالون يعيشون بين الموج وفوق المراكب، الوالد عبدالله آل علي الذي يبلغ من العمر 85 عاماً لكنه يتمتع بروح الشباب والقدرة على العمل الدؤوب، ولم يزل يحني ظهره ويعمل بأدواته من أجل صناعة القراقير ويحث أولاده على الجد والاجتهاد في صناعة الشاشة والقوارب البحرية، ويذكر أنه ارتمى في أحضان البحر منذ سن السابعة فأصبحت العلاقة بينهما وثيقة وفيها نوع من الاحتفاء. العيالة ترتجل وعلى بعد خطوات من ساحل البحر كانت هناك الرزفة الحربية تنشد أهازيجها وتطلق أصواتها المعبرة القوية وتمارس حركاتها بالأقدام والأجسام والسيوف والبنادق بشكل لافت للغاية، فالتف الناس حولها في تناغم عجيب يستمعون للنغم الأصيل ويتركون أنفسهم لتمتزج بالشعر المرتجل، ورؤية قائد الفرقة الشاعر الذي تكفي حركة واحدة منه لتغيير مسار الاستعراضات، ويبين سعيد محمد الشحي موجه أعضاء فريق الرزفة الحربية أن عدد أفراد الفرقة يبلغ نحو 70 عضواً، وأن الفرقة في هذه المناسبة لا تستخدم أية إيقاعات مصاحبة حرصاً على تقديم الرزفة الحربية على نسقها القديم. أسر منتجة بمجرد أن يدلف الزائر إلى موقع فعالية القوافل التراثية بمنطقة قدفع يجد على يمينه تماماً العديد من الأسر المنتجة التي فرشت بضاعتها على امتداد خيمة كبيرة كانت تعج بصنوف مختلفة من الصناعات المحلية المبهرة التي أعطت المكان زخما خاصا، إذ إن هذه الأسر تكافح بالفعل من أجل الكسب الشريف ومن أجل الحفاظ على صناعات قديمة في المجتمع الإماراتي، واللافت أن هذه الأسر التي تتلقى دعماً من جمعية الفجيرة الخيرية بقسم الأسر المنتجة في نماء تجاري مستمر، مما يؤكد نجاح تلك المشروعات ورواج المنتوجات ومن ثم الإقبال عليها، وتشير رئيسة قسم الأسر المنتجة بالجمعية فاطمة محمد سالم إلى أن الذين يتلقون مساعدات جمعية الفجيرة الخيرية، هم من الأسر المتعففة وعلى الرغم من ذلك، فإن الجمعية تحرص على رفع كفاءة هذه الأسر ومن ثم تدريبها وتأهيلها حتى يكون لديها حافز للنجاح. سيدة خوص النخلة ومنذ أكثر من خمسين عاماً ومريم محمد الشريف تواصل عملها في صناعة المشغولات من خوص النخيل، واتخذت لها مكاناً مميزاً في خيمة الأسر المنتجة وكان من الواضح أن هناك احتفاء نوعاً ما بمنتوجاتها التراثية وفي أثناء التعرف منها على طبيعة ما تغزل، كانت تواصل عملها بدأب وتتحدث بمحبة خالصة عن أنها قضت معظم سنوات عمرها الخصيبة في صناعة مشغولات من خوص النخلة، وكانت تعرض بعض منتوجاتها وتعرف طبيعتها للجيل الجديد من أبناء الدولة، يذكر أن من مسمياتها السرود والمكبة والشلبدان والقفاف والحصيرة وغيرها من المنتوجات التراثية الأخرى التي لم تزل تحتفظ بمكانتها في نفوس أبناء الدولة حتى في زمن الحضارة والمدنية. طفلة تستكشف اليازرة شغف الطفلة فاطمة سلطان مليح بمفردات التراث الإماراتي جعلها تقترب بحميمية أكثر من اليازرة، التي تعد من الطرق التقليدية التي كان يجلب بوساطتها أبناء الجيل الماضي الماء من الآبار غير العميقة، وتقول فاطمة لفت نظري أن هذه اليازرة تعتمد دلواً لجلب الماء فأردت أن أتعرف عليها أكثر، وتشير إلى أنها في كل مهرجان ثقافي شعبي تحضره تتعرف على حياة الماضي التي لها طبيعة خاصة وجاذبية في الوقت نفسه. فقرات مسرحية بين ممرات خيمة الأسر المنتجة راحت الطفلة مزون الحفيتي التي تبلغ من العمر 10 سنوات تحاول الاقتراب أكثر من طبيعة المنتوجات القديمة، في محاولة منها لشراء ما يستهويها وتوضح مزون أنها جاءت بصحبة والدتها التي أصرت على أن تشارك في هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة، حتى تتعرف أكثر على مدى تلاحم المواطنين مع قيادتهم الرشيدة وتلفت مزون إلى أنها استمتعت بوجودها في قدفع، وشاركت من في عمرها من الأطفال في العديد من فقرات مسرح الأطفال الذي كان غاية في الثراء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©