الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شباب الإمارات يستعدون لرفد قطاع السياحة

شباب الإمارات يستعدون لرفد قطاع السياحة
12 أغسطس 2009 00:56
أصبحت السياحة عاملاً مهماً في الاطلاع وتحصيل المعرفة، ومصدراً اقتصادياً ذا شأن، بالإضافة إلى وظيفتها الأصلية في تعريف الشعوب بالتراث المادي والمعنوي لكل بلد من بلدان العالم. وقد أصبحت الإمارات العربية المتحدة، والعاصمة أبوظبي تحديداً، موقعاً مهماً ومتميزاً، ليس بين دول المنطقة فقط، وإنما على الساحة السياحية العالمية أيضاً، لأنها تحظى بالمواصفات التي تتطلبها السياحة بين الدول الراقية. ولكن من أول شروط السياحة ونجاحها أن يكون أبناء البلد هم الذين يقومون بالتعريف بتراث بلدهم ومواقعه الأثرية والطبيعية والحضارية. من هذا المنطلق، قررت هيئة أبوظبي للسياحة أن تقوم بالتعاون والتنسيق مع نادي ضباط القوات المسلحة، بتنظيم برنامج للتدريب على الأنشطة السياحية المختلفة، والتعرف والتعريف بمرافقها المتعددة، تحت اسم (أجيال السياحة)، وذلك لمدة 25 يوماً، وقد انضم إليه 75 فتاة وشاباً، منهم خمسة شباب من ذوي الاحتياجات الخاصة المعتمدين على لغة الإشارة. وبزيارتنا لمواقع التدريب في نادي ضباط القوات المسلحة، أجرينا بعض اللقاءات مع هؤلاء الشباب المتحمسين لمزيد من التحصيل العلمي بهدف العمل على خدمة بلدهم. التواصل مع الناس تقول الطالبة نجود إبراهيم الحوسني: «أنا في السنة الثانية (جامعة زايد) وفي الثالثة سأتخصص في الموارد البشرية، هذا البرنامج الفندقي والسياحي قريب من اختصاصي وسيعرفني أكثر على بلدي وأهم المواقع والآثار فيها. فإذا جاء أي سائح وسألنا عن بعض الأماكن في بلادنا علينا أن نكون جاهزين لإعطائه معلومات صحيحة ودقيقة، لا يمكن لذلك أن يتأمن بغير التدريب، والتعرف بشكل صحيح على هذه المعالم. وتضيف نجود بلهجتها المحببة: (أنا وايد حابي هالشغلة، وايد حلوة). وتؤكد أن هذا العمل يبين مدى حب أهل الإمارات لبلدهم واهتمامهم بالقطاع السياحي والفندقة، وإن شاء الله عندما أتخرج من فرع الموارد البشرية فإنَّ اختصاصي سوف يجعلني قريبة من الناس في أماكن أخرى. أعتقد أن العمل الحر، بجانب العمل في دوائر الدولة، يجعل البلاد تزدهر، ويدفع اقتصادها نحو التطور، وحتى لو كان الشخص يعمل مع الدولة، فإنَّ ذلك لا يمنع أن يكون لديه عمل حر خاص به». إمكانية الدمج من جهته سعيد علي القشبري، مترجم لغة الإشارة في مؤسسة زايد للرعاية الإنسانية في أبوظبي، وهو يرافق الشباب الخمسة ذوي الاحتياجات الخاصة في فريق التدريب السياحي، قال: نشكر هيئة أبوظبي للسياحة التي أتاحت الفرصة لدمج هؤلاء الشباب في مشروع (أجيال للسياحة)، وهذا يزيد وعيهم بالتراث وتاريخ إمارة أبوظبي والإمارات بشكل عام، وأن يفهموا ويدركوا ما يدور حولهم في مجال السياحة ويطلعوا على ما في بلادهم من معالم تاريخية وآثار إسلامية. ونتوقع أن يتأمن دمجهم حسب الاتفاق مع هيئة السياحة بأن نعطيهم بطاقة مرشد سياحي، حينها لو زار بلدنا وفد من الصم من أي بلد، فيسكون مرشد من الصم في استقبالهم، وهو يعرف أن يشرح لهم مثلاً: ما هي المعالم في جامع الشيخ زايد، أو في أبوظبي والفنادق فيها. بالإمكان دمج هؤلاء في المجتمع، الأصم بإمكانه أن يكتب وأن يعبر، عندنا مثلهم موظفون في وزارة الداخلية، وكذلك في وزارة الصحة في الطب الوقائي، وهم يقومون بعملهم كاملاً، كما كنا قد أشركناهم في الأولمبيات الخاصة». ويضيف القشبري: أبناء هذه الفئة البشرية موجودون في القضاء، وفي شركة الطيران، وقريباً سوف يسافر عدد منهم إلى أميركا للانتساب إلى الجامعة». بناء الذات بدوره الشاب عبدالله هاشم المصعبي، وهو أحد المشاركين في الدورة التدريبية، يقول: «أنا كشاب مواطن أجد أن هذا التدريب مفيد للمستقبل بالنسبة لبناء الذات والتطور، من المهم أن نحصل على معلومات عن السياحة، هذا يجعلني أعرف أكثر عن بلدي وعن البلاد الأخرى. أنا ليس لدىَّ مانع أن أعمل بالسياحة، وليس فقط بالإدارة والمكاتب، فأنا على أبواب الجامعة وأعتقد أن علينا أن نعمل أي عمل يكون لصالح بلدنا». الممثلة الإماراتية أشجان كانت مشاركة أيضاً مع هؤلاء الشباب، وهي تقول عن التجربة: «أنا سعيدة جداً لمشاركتي شباب وفتيات في برنامج سياحي، وأن نعمل جميعا في نهضة بلدنا، وأتمنى أن يتطور التعاون مع الشباب ويمكن أن تظهر بينهم مواهب فنية ودرامية وأن نوسع الاهتمام والبرامج في كل المجالات لنكتشف ما عندهم من هوايات. ومن خلال مثل هذه اللقاءات بالطلاب والطالبات يمكن أن نتعلم منهم أشياء لم نعرفها نحن بعد». الماضي من أجل المستقبل بدوره عاطف عبدالله البستكي، تنفيذي أول للتوطين السياحي في هيئة أبوظبي للسياحة، يقول شارحاً الهدف من الدورة: «جاءت فكرة ترويج القطاع السياحي للمواطنين وكذلك إدارة الفنادق والضيافة، لأننا رأينا للأسف بأن عدد المواطنين العاملين في مجال السياحة لا يتجاوز 1%! من هنا جاءت الفكرة، خاصة أن الدولة مهتمة جداً في مجال السياحة، وكان الهدف من هذا المشروع حث المواطنين وتطوير معلوماتهم وتعريفهم على دور السياحة في الاقتصاد، استقبال الضيوف، والأنشطة الرياضية، والاستجمام وغيره. لقد وجدنا عند مجموعة من هؤلاء الشباب الحب والرغبة في هذا العمل وقد تعرفوا على هذه الأقسام في نادي الضباط، كما يضم البرنامج زيارات لمواقع تاريخية وأثرية في أبوظبي والعين وجزيرة السعديات، وأهم معلم عندنا يحتاج أن يكون الشباب الإماراتي فيه مسجد الشيخ زايد الذي يؤمه يوميا من 800 إلى 1200 سائح. تخيلي أن يكون المرشد غير موجود. لذلك يجب أن يكون شبابنا وبناتنا هم من يستقبل ويشرح ويعرف عن تاريخنا وعاداتنا وتقاليدنا، أحيانا البعض يسأل: أنا، ما هو دوري في ذلك؟ نقول له: أنت ابن البلد، أنت الذي تعرف عن عاداتك، أنت الذي تعرف عن تراثك، الله يرحمه أبونا زايد قال: (إللي ما له ماضي، ما له حاضر ولا مستقبل). هذه المقولة الحكيمة دائماً أرددها على مسامعهم». مكافآت ومفاجآت يشرح عبدالله: ليست الفائدة من التدريب في التعريف على الفنادق فقط، بل أيضا هناك حوار يجري بين الشباب وهناك مناقشات لفكرة أو مشاريع يمكن اقتراحها والأخذ بها، كما ستكون هناك جوائز لأفضل فكرة تقدم من الشباب والشابات، مثلاً: في أحد الاجتماعات قال أحدهم: في مدينة أبوظبي ما عندنا مدينة ملاهي، إلى أين يذهب السياح حين يأتون؟ في فلوريدا مثلاً يذهبون إلى دزنيلاند أو إلى ميوزيم بارك، لذلك نحن سوف نأخذ بأفكارهم وهناك لجنة تحكيم مكونة من أربعة أشخاص: اثنين من هيئة السياحة واثنين من نادي الضباط لاختيار أفضل مشروع. وكانت هناك مكافآت لأفضل فكرة وأفضل مشروع وسوف تكون مفاجئة، كما تركنا لهم اختيار أسماء مجموعاتهم (الكروبات) هم اختاروها. الشباب اختاروا أسماء (البداوة) (الكندا) هو مسدس الصيد القديم الذي يلعبون به (اليولا)، (الصقور)، (أبوظبي)، (أبوظبي تيم). كذلك البنات هم اختاروا أسماء كروباتهم مثل (المها)، وكان هناك تصويت على اختيار الاسم. ويختم السيد عبدالله البستكي بقوله: أتمنى من الأهالي أن يشجعوا عيالهم أن يدخلوا السياحة الفندقية لأن الدولة محتاجة للمجموعة الشابة وهم يمثلون الدولة ومستقبل البلاد، وقد يصبحون سفراء الدولة سفراء للعادات والتقاليد، سفراء للماضي والحاضر وبعد للمستقبل، لأن المشاريع التي تقام في أبوظبي لهؤلاء الشباب، يجب أن يتلقوا التدريب وأن نشجعهم. وكذلك أناشد الجامعات والكليات أن تكون فيها تخصصات في السياحة وإدارة الفنادق والضيافة، لأن هذا الشيء إن حصل يسهل علينا أمورنا في تدريب الشباب، وتكون البنية التحتية جاهزة. كلام الصور: 1- 2-مطر إسماعيل وعدد من زملائه الطلاب 3-شابات يتلقين دروساً في الفندقة
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©