الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«عمال» بريطانيا...هل يسقطون؟

5 مايو 2010 22:29
يتوجه الناخبون البريطانيون اليوم للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية التي دعا إليها رئيس الوزراء "العمالي" براون، بعد أن تسلم حزبه السلطة لمدة ثلاثة عشر عاماً، تمكن خلالها بلير -رئيس الوزراء السابق- "العمال" من الفوز بثلاث جولات انتخابية، وحقق أكبر أغلبية برلمانية حصل عليها الحزب في العقود الخمسة الماضية. بعض التوقعات التي حفلت بها صحف بريطانيا، تؤكد أن الحزب الذي حكم الفترة الماضية بأغلبية مريحة (345 نائباً) تحت رئاسة بلير ومن ثم "براون" لن يحقق انتصاراً انتخابياً مثل ما سبق له أن حققه. أزمة حزب "العمال" البريطاني العتيق، الذي ظل يعتبر نفسه ممثل الطبقة "العمالية" المنضوية تحت النقابات، لم تبدأ مع "براون"، ولا مع الخلافات التي أوشكت أن تقسم الحزب انقساماً واسعاً عندما اختلفت الأقلية اليسارية -التاريخية- مع بلير ومواقفه من حرب العراق وتسليمه القيادة لبوش، بل إن أزمة الحزب تعود في جذورها القريبة والبعيدة للتحولات الاجتماعية- الاقتصادية التي سادت المجتمع البريطاني الرأسمالي، وأيضاً التي ضربت بعمق الطبقات الوسطى والعمالية (ليس في المملكة وحدها) ولارتفاع أسهم "اليمين" الرأسمالي إبان الفترة المعروفة بفترة "تاتشر"، وبروز المحافظين "اليمينيين الجدد" في الولايات المتحدة، وبعض بلدان أوروبا الغربية، وانهيار النظام "الاشتراكي" السوفييتي. الزلازل السياسية التي ضربت الأحزاب والجماعات "اليسارية" والتقدمية ومن بينها "اليسار" العمالي البريطاني، فتحت الباب لـ"الطريق الثالث الجديد"، الذي كان بلير وجماعته من دعاتهم ومنظريه. والفوز الانتخابي الكبير، الذي حققه حزب "العمال"، وإسقاطه لحكم "تاتشر"، يعود الفضل فيه أولاً لهلع الناخب البريطاني وخوفه من نتائج السياسة "التاتشرية"، التي كانت تحاول -ونجحت في بعضها- في العودة ببريطانيا إلى ما قبل مرحلة بريطانيا الإمبراطورية. حزب "العمال" يريد تحقيق أغلبية انتخابية تضمن له استمراراً مريحاً، علماً بأن أسهم حزب "المحافظين" قد ارتفعت مؤخراً وارتفعت معها أيضاً أسهم حزب "الأحرار الديمقراطيين"، ذلك الحزب الذي ظل منذ منتصف القرن الماضي على هامش الخريطة البرلمانية البريطانية. القيادة الشابة لـ"الأحرار الديمقراطيين" بعد صبر ومعاناة وعمل وسط القوى المتقدمة في المدن البريطانية، حققت ما وصفته "الأوبزيرفر"- الصحيفة البريطانية الجادة- بأنه يمثل دعوة للبريطانيين من أجل التغيير والتجديد، تلك الكلمة السحرية التي أطلقها أوباما، وقاد بها حملته الانتخابية بنجاح. ولقد كانت مفاجأة "الأوبزيرفر" رمت بثقلها إلى جانب حزب "الأحرار الديمقراطيين" قبل بدء يوم التصويت بأيام قليلة شديدة الوقع على "العمال" و"المحافظين" معاً، ودعوتها للتغيير والتجديد. انتخاب "الأحرار" سيكون في تقديري هو شعار المرحلة القادمة في كل انتخابات الربع الأول من القرن الحادي والعشرين. الاهتمام بالانتخابات البريطانية -أي انتخابات- في كندا، أمر طبيعي، لأن بين البلدين من الروابط ما يجعل الكنديين يهتمون بذلك، ومن مفارقات القدر أنه في الوقت الذي أعلن "براون" عن إجراء الانتخابات البرلمانية، بدأت المحكمة العليا الكندية النظر في دعوى أقامها "جورج جالوي"، النائب البرلماني رئيس "حزب الاحترام" صديق الفلسطينيين، ضد رئيس الحكومة الكندية الذي منعه من دخول كندا (علما بأنه ليس بين البلدين العضوين في الكومنولث تأشيرة دخول)، بدعوى أنه مؤيد للإرهاب ومثير للفتنة ومناهض للسامية وإسرائيل، لأنه قاد وجمع حملة تبرعات إنسانية لأطفال ونساء غزة بعد حرب إسرائيل الأخيرة لغزة، وكان اتحاد الطلاب في جامعات كندية دعاه ليحاضر، ويتحدث عن السلام والصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين. هذا القرار (منع النائب البريطاني من دخول كندا)، الذي أثار ضجة وحملة شديدة ضد حكومة "المحافظين"، اضطر النائب، ومضيفوه إلى إقامة دعوى دستورية ضد الحكومة الكندية. ولقد احتلت أخبار القضية الصفحات الأولى، وتزامنت مع حملة "جالوي" الانتخابية. وفي تعليق طريف لصحفي ساخر قال لو أن "جالاوي" ترشح في وسط مدينة تورونتو، لفاز بدخول مجلس العموم الكندي، لأن أنصاره هنا، وفي الولايات المتحـدة دون شك أكثر عدداً من أنصـار رئيس الحكومة الكنديـة! عبدالله عبيد حسن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©