الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في حفل تكريم «أمير الشعراء».. الإمارة تختار شاعرها غداً والترشيحات تحلق بخيالها

في حفل تكريم «أمير الشعراء».. الإمارة تختار شاعرها غداً والترشيحات تحلق بخيالها
12 أغسطس 2009 00:55
في اليوم الأخير من ليالي برنامج أمير الشعراء غدا يتم اختيار الأمير الثالث للبرنامج بعد منافسات شرسة في مضمار القصيد. غداً يسدل الستار على برنامج شعري اثبت مكانته على ساحة الشعر العربي الفصيح. وفي هذه الليلة أيضاً يطل علينا ثلاثة من أشهر المطربين العرب، وهم كاظم الساهر وأسماء لمنور وغادة رجب، ترافقهم فرقة أورنينا السورية للرقص المسرحي لتقديم أوبريت غنائي عن البرنامج بحضور الشعراء الـ 35 الذين شاركوا في دورة البرنامج لهذا العام، وذلك على مسرح شاطئ الراحة بمناسبة الإعلان عن أمير الشعراء الجديد لموسم 2009. يذكر أن الشعراء الستة المتنافسين على لقب «أمير الشعراء» هم: وليد الصراف «العراق»، حسن بعيتي «سوريا»، حكمت حسن «سوريا»، محمد السودي «اليمن»، بسام صالح مهدي «العراق»، وتركي عبد الغني «الأردن». والجدير ذكره أن فرقة أورنينا للرقص المسرحي تأسست في سوريا عام 1993 وتضم مجموعة من الراقصين المحترفين، وقد استطاعت أن تعرف عن نفسها كسفيرة للشرق من خلال تميزها بنقل سحر الشرق إلى العالم بأكمله. ولقد سعت طيلة هذه السنوات لتكون مؤسسة ثقافية وفنية لتشكل حالة متقدمة في الوسط الفني ككل. حيث خرَّجت أورنينا مئات الراقصين المحترفين الذي أثروا الحركة الفنية ودعموها بطاقات شابة وجديدة. توقعات وترشيحات وفي هذا البستان على مسرح شاطئ الراحة الحافل بالزهر والسحر كانت لنا جولة حيث التقينا عددا من الشعراء الذين شاركوا في الحلقة قبل الأخيرة ببرنامج أمير الشعراء: بداية سألنا الشاعر حسن أحمد القرني من السعودية عن توقعاته فيقول: أرشح لإمارة الشعر بسام صالح مهدي من العراق، عنده دهشة الصور، والسهولة الممتنعة. أشعر بأن طريقة كتابته للشعر قريبة، وأراها كذلك ولكن لا أستطيعها. لكن ثقة الشاعر حكمت حسن جمعة من سوريا بنفسه بلغت مداها، فيقول: أتوقع إمارة الشعر ولو لم أكن أتوقع أن اللقب سيكون سوريا لما أتيت. لا أعترف بالأحلام القاصرة، أتيت وحلمي الإمارة، وإلى اللحظة لم أتخلَّ عن هذا الحلم. كل الشعراء الذين وصلوا إلى النهائي هم أبطال شعريون، الكل يستحق، لو ذهبت إلى غيري سوف أكون سعيدا به لأنه واحد من أصدقائي، قضينا أياما طيبة معا. وعن نقاط الضعف عند زملائه يقول: بالنسبة للشعر عندي قضية وجود أو لا وجود، أنا الشعر والشعر أنا، هذا الاعتناق برأيي لم ألمحه عند زملائي. وفي الموسم الأول لقد أعجبت كثيرا بما قدمه كريم معتوق وبالتحديد «قصيدة موت مؤقت». أما الشعراء القدامى، أنا أعشق الرؤيا التي يرى بها العالم أبو العلاء المعري. خبز الشعر وعن توقعات إمارة الشعر عند الشاعر حسن بعيتي من سوريا قال: بتجرد تام أنا مقتنع بكل الشعراء الذين وصلوا إلى هذه المرحلة، فقد أثبتوا حضورا شعريا متميزا، كان لكل منهم نكهته الشعرية الخاصة، لذلك أنا أتوقع أياً منهم، وأنا لن أتعب تفكيري بهذه النقطة، يكفيني أن أكون بين الخمسة الأوائل. المهم أن يقدم البرنامج أصواتا جديدة ومهمة، الترتيب لم يكن ترتيبا شعريا، ربما يكون له عدة اعتبارات متعلقة بمقومات الشعر كافة، الجماهيرية أو الحضور أو بالنسبة لشخصية الشاعر وتجربته الشعرية، وأنا عندي تعليق على نوعية النصوص المقدمة عندما يحدد مثلاً أنهم يريدون نصوصا عمودية مقفاة، لماذا لا يتم أيضا اختيار الشعراء الآخرين بقصيدة التفعيلة؟ لأن قصيدة التفعيلة أصبحت خبز الشعر العربي - إن صح التعبير- مع التحفظ، أصبحت حاضرة بقوة في المشهد الثقافي العربي. أقترح أن يتم اختيار الشعراء جميعا بقصيدة التفعيلة، كما هو الحال بأن يخضعوا جميعا لاختبار قصيدة العمود. حسن ترافقه زوجته، وفي رده إن كانت المرأة ملهمة للشاعر يؤكد أن المرأة في كثير من الأوقات تكون ملهمة للشعر، وربما عليها أن تجتهد لتكون كذلك. أقول: إن هناك امرأة واحدة تلهمني قصائدي وهي الحياة بمجملها وبكل ما فيها، هي زوجتي. أما الشاعر محمد عبد الوهاب السودي من اليمن وعمره 18 سنة، وهو بهذه السن ينتظر إمارة الشعر، ويقول: كتبت الشعر من أربع سنوات وكانت قراءاتي متنوعة بين الشاعر البردوني وأبي القاسم الشابي، كذلك كنت أحفظ 15 جزءاً من القرآن الكريم. ويضيف محمد: مجرد الحلم مخيف، نعم هو مخيف بأن أكون أمير الشعراء، لكن من يدري؟ وأعتقد من يتأهل يكون قد تسلل إلى قلوب الجماهير التي سوف تختاره، إن وليد الصراف، وبسام يتراوحان عندما تكون اللجنة جيدة يكون البرنامج جيدا، يعني أن لا يكون انحيازات وأهواء. أميرة الشعر لنرى وجود المرأة في إمارة الشعر وما هو حالها قبل الحلقة الأخيرة من الإمارة التقينا الشاعرة نجاة الحجري من عمان فقالت: المسألة ليست فقط مسألة توقع، إنما أنا إن قدمت شيئا جميلاً وراقياً فلي الحق أن أكون أميرة حسب الشعر الذي أقدمه، ومن يستحق الإمارة برأيي هو الشاعر وليد الصراف. أما عن حظ المرأة في المسابقة، تضيف نجاة: الحقيقة أن المجتمع الذكوري يرى المرأة أقل من الرجل، إضافة إلى أن المرأة تكون أحيانا مساهمة في هذا الأمر. هي لا تطالب بحق ولا تفجر قدراتها، وبالتالي: إذا المرء لم يظهر نفسه لن يبحث الآخرون عنه. وقد وجدت تنحية في هذه المسابقة للعنصر النسائي، هناك كانت أصوات نسائية، أرى من وجهة نظري أنها تستحق أن تظل، لكن أن تبقى واحدة من 35 أو تبقى واحدة من 15 أعتقد أن هذا عامل غير طبيعي، وطبعا هذا قائم على نظرة البرنامج وأهدافه وسياساته، ونحن لا نعرفها. وكان لـ «الاتحاد» لقاء مع مقدم هذا البرنامج بحضوره الجميل المذيع حامد المعشني ويقول: التجربة بالنسبة لي جدا ثرية، أنا مذيع نشرات أخبار أنتقل إلى الهواء وبين الجمهور مباشرة، أعتبر أن اختياري لأمير الشعراء هو نقلة نوعية بالنسبة لي، وهذا شرف كبير لي. ومن خلال الحلقات التي قدمتها أتمنى أن نكون ظهرنا بالصورة الطيبة. إن عمق وثراء هذه التجربة، مع اللغة العربية الفصحى وما تحمله من معنى، يجعلني أشعر باعتزاز. إن هذه الدرر تبدع فيها هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث برئاسة محمد خلف المزروعي، وهذا الاهتمام ينبع أيضا من دعم كبير جدا ولا محدود من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هكذا نجد أبو ظبي تهتم بما يهم الشارع العربي، في الأدب والتراث. وأنا أتوقع أن كل الشعراء الذين وصلوا إلى هذه المرحلة هم متميزون متألقون، لكن أعتقد أن أمير الشعراء بين دولتين سوريا أو العراق. مصداقية التاريخ وفي رأي جمهور مسرح الراحة: الشاعر الفلسطيني سامح كعوش، شارك في الدورة السابقة من إمارة الشعر، ويقول: أعتقد أن البرنامج يصبح سنة بعد أخرى أكثر استقطابا لجمهور أوسع من الشعراء العرب، كاشفا عن تجارب إبداعية ربما لم تكن معروفة سابقا، بما يؤكد أن البرنامج يشكل نافذة جماهيرية وفرصة تسمح للشاعر المشارك كي يلتقي بجمهور واسع من محبي الشعر ومتذوقيه، كما يؤكد ريادة أبو ظبي كإمارة تشكل حاضرة ثقافية تستقطب المبدعين العرب. إن البرنامج أخرج الشعر العربي من صنميته، من الحالة الحجرية، ليقدم لنا شعراء صغار السن يخترقون الاحتكار ويبرزون بساحة الشعر كأمراء لشعراء جميلين. وقد رأينا منهم تجارب عديدة، منهم من قدم وجع العراق، وجع فلسطين، منهم من قدم كبرياء لبنان وأرزه، ومن قدم عراقة سوريا، شهباء حلب، دمشق الشام، اليمن الحضارة العريقة، منه من مثل الإمارات المضيافة الواسعة القلب والحضن والصدر، من مصر النيل وعراقة الحضارات، إذا الإمارة ليست حكرا على أحد. أما من يكون أمير الشعراء: فبصراحة، أمير الشعراء يعود بنا إلى العصر العباسي، عصر الحضارة العربية المزدهر، العصر الذهبي، باجتماع قطبي الثقافة العربية الحقيقيين بمصداقية التاريخ الذي يؤكد هذا الشيء وهما سوريا والعراق، شاعران من سوريا وشاعران من العراق، أيهما يتأهل فإن بلدهما هو المتأهل. معتوق:الشعر خرج من الصالونات الأدبية والغرف المغلقة كريم معتوق أول حائز على اللقب، قال إن تجربة البرنامج تترسخ كواقع يشهد له جميع المعنيين بالشعر خاصة والثقافة عامة ، ولمحبي الثقافة من الجماهير العربية . أما انعكاساتها على واقع الشعر العربي ، فلا أدل على النجاحات التي أدت لظهور مسابقات مستنسخة للمسابقة ، إما من باب البحث عن نجاح مشابهة أو من باب القناعة بأهمية وجود برامج مشابهة ، إن مسابقة أمير الشعراء جعلت من الشعر بابا يدخله النجوم كما هي الرياضة والغناء والفن بعمومه ، لقد أصبح لدينا نجوم في الاقتصاد والمال في الوطن العربي ، فهل نستكثر على الشعر أن يكون به نجوم وهو أهم وأول الفنون التي عرفتها العرب . وعن المشاعر التي تملكته حين الفوز باللقب ذكر، أنه لا يمكنه استرجاع تلك المشاعر، وكأنها سقطت من الذاكرة مع سبق الإصرار والترصد ، فلا يمكن أن يكون ذلك الشعور الرائع قابلاً للتكرار بمجرد التذكر ، فمن جمالياته أنه وليد تلك اللحظة الخالدة ، وما أعرفه تحديداً هو أنني لا يمكن إلا أن أبتسم بمجرد التذكر ، لقد كان موقفا مهيبا ، خاصة بعد زيارة سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، للشعراء في الحلقة النهائية ومصافحتهم فردا فردا، وقيام سمو الشيخ هزاع بن زايد بتسليم الجوائز للفائزين . وأضاف معتوق، إن الفوز باللقب قد ألقى بمسؤولية كبيرة عليه ، وجعله أكثر حذرا وحرصا على ما يكتب وعلى السلوك الشخصي أيضاً ، كما جعله متقاربا مع جميع الشعراء واتسعت خارطة الأصدقاء من حوله من الشعرء والنقاد ومحبي الشعر. وأشار أيضاً إلى نجاح وجود مسابقة شعرية تم تنظيمها من قبل التلفزيون وساهم في زيادة جمهور ومحبي الشعر في العالم العربي ، لأن مسابقة أمير الشعراء أخرجت الشعر من الصالونات الأدبية والغرف المغلقة الى الفضاء العالمي وأصبح كل بيت يمكنه أن يتابع الشعر وأن يساهم بتشكيل شكل الفائزين ، حسب المرجعية الفنية من خلال لجنة فنية متخصصة ، ومن خلال الجماهير ، ومن الظلم أن نجعل المسابقة تلفزيونية فقط ، إن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ، هيئة متخصصة في مجال الشعر ، وكان لديها لجنة فنية ومستشارون من أعلى الكفاءات العربية في مجال الشعر ، حيث كانت هي اللجنة العليا للمسابقة ، وتم التعامل الإعلامي بشكل صحيح مع المسابقة ، وهذه هي الأسباب مجتمعة التي أدت الى نجاح أمير الشعراء وليس التلفزيون وحده ، وأي مسابقة مشابهة كانت ستهتم بالجانب الفني فقط ، وهنا يكمن الفرق بين أمير الشعراء وكل النسخ المستنسخة. كما لفت كريم إلى أن إنتاجه الشعري بعد الحصول على اللقب، جعله ينشغل بما لا يقل أهمية عن ذلك ، حيث زاد حضوره في كثير من الفعاليات العربية والمحلية، وحدثت غزارة لإنتاجه الشعري، وأصبح أكثر حرصاً على تجويد أشعاره، أو كما يقول، يسعى للحرث بأراض شعرية غير محروثة سابقاً. وأضاف،أعتقد أن للقب اتجاهين إما أن يساعد الشاعر على التفرد والتواضع أو أن يقتله البريق الإعلامي، والضغط النفسي الكبير الذي يشكله الاهتمام المفاجئ للشاعر ، وظني أنني من النوع الأول. وعن المفارقات التي حدثت أثناء الموسم الأول لأمير الشعراء، أشار إلى أن الدورة الأولى لم تحظ فقط بأهم الأسماء الشعرية في الوطن العربي ، ولكنها حظيت بامتيازات أخرى ، فمن حيث كونها الدورة الأولى فقد تمت مهاجمتها من قبل بعض الأقلام ، فحشدت لها بذلك دائرة ضوء كبيرة من المحبين والمبغضين فكانت سنام الحركة الإعلامية الشعرية فلم يخل موقع من اخبار المسابقة ، كذلك فقد كانت اللجنة التحكيمية بدورتها الاولى حريصة على أن تكون أسماؤها على مستوى النقد العربي والبروز الإعلامي ، فجميع أعضاء اللجنة كانوا معروفين للخاصة من الأدباء ولطلبة الجامعات حيث مواقعهم الأكاديمية ، وبعد المسابقة أصبحوا نجوما لدى عامة الجمهور ، وقد حظيت الدورة كذلك ببعض الشعراء الذين يمتلكون موهبة شعرية مرعبة وموهبة في خفة الدم والظرف ومن أبرزهم الشاعر حازم التميمي الذي كان محل اهتمام الجميع لما يقوم به من مقالب ظريفة مع الشعراء ، وبرغم الجدية التي أخذنا بها المسابقة ، والظهور الإعلامي الفني المتميز ، إلا أننا كنا كالأطفال في كواليس المسابقة . شاعر المليون له حضور في التكريمأعلن سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن زياد بن نحيت شاعر المليون في موسمه الثالث 2008-2009 سيحل ضيفاً على برنامج «أمير الشعراء» في حفله الختامي مساء غد الخميس حيث سيتم الإعلان عن أمير الشعراء للموسم الثالث 2009، وسيلقي بن نحيت بعضاً من أجمل قصائده التي عشقها جمهور الشعر على امتداد الخليج العربي والوطن العربي. وأشار العميمي إلى أن مسابقتي «شاعر المليون» و»أمير الشعراء» قد مثلتا أرقى احتفاء بالشعر والشعراء، وقد نجحنا من خلالهما في تقريب المسافة اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى بين الشعر النبطي الأصيل وشعر العربية الفصحى لتعبر عن الثقافة العربية والمجتمع العربي بكل مكوناته وتجلياته، كما وتأتي استضافة البرنامج للفائز ببيرق شاعر المليون تأكيداً على عمق الصلة التي تجمع المسابقتين معاً. وقال سلطان العميمي: «إن هذه المشاريع التراثية الثقافية الناجحة صارت البوابة الأكبر لنجومية الشعراء في العالم العربي، والمسابقات الرائدة في عالم التحدي والتنافس بين الشعراء، مُشيراً إلى أن أبوظبي أبدعت في الفكرة والتنظيم والتنفيذ من خلال الدعم اللامحدود لمسيرة الأدب والثقافة من قبل الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. كما شكر سلطان العميمي الشعراء جميعاً الذين تقدموا للمشاركة في البرنامج في دورته الثالثة منذ الإعلان الأول عن بدء الترشيح في إبريل الماضي، والذين تنافسوا على مدى أكثر من ثلاثة شهور للوصول اليوم إلى الحلقة الختامية. نايف رشدان: نعم.. كنت أكاديميا أكثر في هذه الدورة عضو لجنة التحكيم نايف رشدان قال: أنا أعمل في أكثر من جهة، فأنا شاعر وأكاديمي وكاتب وناقد أدبي، فمن الطبيعي أن تتنازعني كثير من الأشياء وعلى كل فأنا أهتم بالنقد الثقافي الشامل الذي ينوع في أداء النص. النصوص تفرض وتهيمن بظلالها على فكر الناقد فقد يستفز الناقد الصور والأخيلة، فيتناولها بالنقد والتحليل بما يناسبها من مصطلحات، وقد يستفزه في موقف شعري آخر اللغة وجوانبها الفنية، وعند الحديث عن اللغة لابد من الجانب الأكاديمي ولا يمكن إغفاله. وقد يستثير الناقد الأفكار، التي بطبيعتها تعطي مساحة شاسعة للناقد لتناولها من أي جانب شاء، وهو ما يعطي لألفاظه جماليات قد لا تظهر في موقف آخر. وبصفة عامة لا يمكن إنكار أنني كنت أكاديمياً في هذه الدورة قياساً لما قبلها من دورتي أمير الشعراء، وأنا لا أتلون ولكن طبيعة النص وطبيعة تكويني أيضاً هي التي تفرض نفسها على ما أقول. وعن وجود لوم رقيق من بعض المتسابقين حول ألفاظ ربما كانت قاسية أثناء تعليق لجنة الحكام على أعمالهم وتمنوا لو أنها كانت أكثر لطفاً أجاب: أستميح جميع الشعراء عذراً لو أنهم ظنوا أن بكلام أي من أعضاء اللجنة قسوة أو إساءة، وأتمنى أن يغلب حسن الظن، فنحن إنما نحاول إذابة الجليد بين الشاعر والناقد بهذا اللفظ أو ذاك، ولكن لا تؤخذ الألفاظ على علاتها وعواهنها، خاصة أن هذا البرنامج إعلامي قابل للمراوحة والشدة وليست هناك نوايا سلبية ولا يوجد ناقد يقصد شاعراً بألفاظ معينة، ولكن عندما يريد الناقد تخفيف الشد العصبي الموجود أحياناً يلقي بألفاظ ربما أساء الشاعر تفسيرها ولكن النوايا في كل الأحوال طيبة، ونحن حريصون على أن يظهر الجمال اللفظي في كل محاوراتنا. تركي: المرحلة الثانية نقطة سوداء في تاريخي المتسابق الأردني تركي عبدالغني يقيم في ألمانيا منذ 17 عاماً، أوضح أنه كان متابعاً للبرنامج منذ نسختيه السابقتين، ولم يتقدم للمشاركة سوى في هذه الدورة، حيث وقع الاختيار عليه ضمن ثلاثمائة شاعر، بعدها قام بمقابلة اللجنة وتمت إجازته بالإجماع، ووصل إلى المرحلة الأولى. وأضاف، كنت في أول مجموعة من المجموعات الخمس، ولله الحمد فزت بتزكية اللجنة لحصولي على أعلى نقاط وتمت تصفيتي وتصعيدي إلى المرحلة الثانية، وبعدها فزت بالتصويت للوصول إلى المرحلة النهائية. وعن قوة علاقته باللغة العربية، رغم إقامته الطويلة في الغرب، قال: إن ذلك يرجع إلى نزعته القومية، وحبه للغة وعشق الأدب والشعر بوجه خاص، بالإضافة لانخراطه في العمل المؤسسي العربي في المهجر، على كافة الصعد الأدبية، السياسية، الاجتماعية. ولفت تركي إلى أنه شعر بالقلق في المرحلة الثانية لأنها تعتمد على التصويت، الذي هو بالضرورة نتائجه غيبية، وخاصة أن كل فرد يقوم بالتصويت لذويه، والشاعر الذي يعنيه إقليمياً، إلا في حالات استثنائية. ولكنه وكما يقول: «فوجئت بتغير الشروط عن العام الماضي، فوجدت نفسي في فراغ، لهذا اضطررت أن أقدم ما لم أكن راضياً عنه، ولا زلت أعتبر المرحلة الثانية من البرنامج نقطة سوداء في تاريخي، والمتسبب في ذلك كان أنا.. ولكن رجعت في المرحلة الثالثة بقصيدة قوية، كانت مفروض بحرها وقافيتها وموضوعها، ومن الغريب أن أعضاء اللجنة أطروا على تلك القصيدة واعتبروها أقوى من سابقتيها، ومع ذلك حصلت على نفس النقاط التي تحصلت عليها في المرحلة الثانية، وهو ما أثار دهشتي، ولكن ذلك لم يغير من احترامي وتقديري لأعضاء لجنة التحكيم» محمد خلف المزروعي: البرنامج نافذة ثقافية تطل على قلب المشهد العربي من جانبه أكّد محمد خلف المزروعي، مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أن الهيئة وعبر مشاريعها الثقافية الرائدة التي تترجم رؤية القائمين عليها في تنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة لإمارة أبوظبي، ممثلةً بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبخاصة مشروعها الثقافي المتمثل في مسابقتي «أمير الشعراء» و»شاعر المليون»، تمكنت من امتلاك زمام المبادرة في الساحة الثقافية العربية عبر تركيزها على استقطاب المبدعين العرب ورعايتهم واحتضانهم، وإعادة إحياء شعر العربية الفصحى، وذلك من خلال تأسيس أكاديمية الشعر، وإطلاق مسابقة «أمير الشعراء» لشعر العربية الفصحى التي استطاعت أن تمثل نافذة ثقافية بامتياز على مئات الملايين من المشاهدين والمتابعين المهتمين في الدول العربية والعالم. وأضاف المزروعي أنه ومع اقتراب اللحظات الأخيرة للإعلان عن الفائز بلقب أمير الشعراء للعام 2009، نستطيع وبكل فخر التأكيد على النجاح الهائل لبرنامج «أمير الشعراء» في استقطاب الطاقات الشعرية الكامنة في قلب المشهد الثقافي العربي ومخزون الأمة العربية من الإرث الشعري والأدبي الثمين، كما نستطيع الإعلان عن استعداد هيئة أبو ظبي الدائم لرعاية الشعراء العرب وتقدير دورهم الهام في مسيرة الحياة والحضارة، والفضل كلّ الفضل في ذلك عائد إلى الدعم اللا محدود لمسيرة الأدب والثقافة من قبل الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، هذا الدعم المتمثّل بالإمكانات التنظيمية واللوجستية الضخمة التي تمّ توفيرها للبرنامج، والخطة الإعلامية المدروسة لإشهار فعالياته والتعريف به على امتداد مساحة الوطن العربي والعالم، والدراسات الاستقرائية لردود الفعل والرأي العام في العالم العربي. وأوضح أن الإعلان عن أمير الشعراء للعام 2009 يمثل خطوة ثالثة تتلوها خطوات عديدة لاحقة في السنوات القادمة من عمر البرنامج، سعياً لاكتشاف وإبراز المواهب الشعرية المتميزة، والتي لم تتح لها فرصة الظهور الإعلامي المناسب، وتشجيعاً للأجيال الجديدة على تنمية مواهبهم الشعرية، وإتاحة الفرصة لهم للاحتكاك مع شعراء متميزين، والتعرف على الأوزان والقوافي والمدارس الشعرية المختلفة. وأشاد المزروعي بجهود أعضاء لجنة تحكيم البرنامج الدكتور عبد الملك مرتاض من الجزائر، الدكتور صلاح فضل من مصر، الدكتور علي بن تميم من الإمارات، الشاعر والكاتب نايف الرشدان من السعودية، والدكتور أحمد خريس من فلسطين، والتي أخضعت الشعراء الـ «35»، الذين تمكنوا من التأهل بجدارة للمشاركة في البرنامج من بين آلاف المشاركين من 22 دولة لمعايير أدبية علمية دقيقة جداًّ راعت مختلف جوانب سلامة نظم القصيدة وجمالياتها في نمط القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة. هدى السعدي:حدث هام على ساحة الشعر العربي حدثتنا الشاعرة هدى السعدي، والتي شاركت في المراحل الأولى من المسابقة، عن رؤيتها للبرنامج، قائلة، أولا أنا سعيدة بهذه التجربة المباركة المنتصرة للشعر الفصيح وألحظ تطور إيجابي من حيث مستويات الشعراء، وأسعدني التوجه حول إلزام الشعراء في المراحل المتقدمة بالتأريخ لأهم المعالم في الإمارات شعراً، وهذه المسألة تحسب لدى التاريخ وأتمنى أن يستمر هذا التوجه الممتاز ويتطور ليس تجاه الرموز التاريخية، الضروري التأريخ لها فقط كقلعة الجاهلي وقصر الحصن وإنما يوغل أكثر من ذلك نحو إظهار الوجه الأصيل لدولة الإمارات. ومع ذلك لا يسعنا سوى التشديد على أن مسابقة أمير الشعراء، تركت بصمة واضحة على الساحة الشعرية في العالم العربي، وهي مثل كل تجربة لها سلبياتها وإيجابياتها. خاصة وأن فكرة تسخير الإعلام عبر برنامج كبير، و رصد ميزانية ضخمة، وإيجاد وسيلة لربط الناس بالشعر الفصيح، جميعاً تعد انتصاراً كبيراً للشعر الفصيح وأهله ونحن نباركه ونتمنى أن تتطور التجربة وتتجاوز السلبيات المرصودة ضدها، وهذا يدفعني كإماراتية إلى الشعور بالفخر الذاتي، نتيجة هذا الحراك الثقافي الكبير في أبوظبي. وحول ما استفادته من تجربتها مع مسابقة أمير الشعراء، لفتت إلى أن التجربة كانت مفيدة جدا للشاعر الجاد، لأنها تصل الشاعر بالجمهور، كما أنها تدخله في معترك بينه وبين نفسه باتجاه تطوير نفسه شعرياً ليكون اسما خالداً في سماء التاريخ الشعري العربي. وعن رأيها في لجنة التحكيم .. وهل بالفعل كان تلتزم بالمعايير النقدية السليمة في الحكم على المتنافسين؟ أم كانت هناك أسس ومعايير أخرى؟ أجابت، يجب أن يكون الناقد في برنامج جماهيري مثل أمير الشعراء شاعرا وشاعرا مجيدا. فكما قيل قديماً (الناقد شاعر فاشل!) هذه مقولة قد يتبناها البعض ويرفضها البعض، ولكنى أرى أنه في برنامج جماهيري يجب أن يكون الناقد شاعراً ثم ناقداً كي يحكم في شعراء بمستوى المشاركين في أمير الشعراء. كما أنني ارى أنه أحيانا تغلب على بعض أعضاء اللجنة الانطباعات الشخصية فمثلا أعجب من ناقد يقول للشاعر أنت رومانسي أو أنت متشائم أو هذا الغرض لم يعد يستخدم في الشعر! أو يقول للشاعر يجب أن تكتبي في أنوثتك!يجب على الحكام أن ينظروا للنص نفسه فقط لا غير. باختصار أطلب من المهتمين أن يقارنوا بين لجنة التحكيم في أمير الشعراء ( أو أغلب أعضائها) بلجنة التحكيم في شاعر المليون من جميع النواحي وحسبي ذلك. أما إذا اردتني أن آتيك بمثال اراه الأنسب فهو مثال الدكتور غسان الحسن. هذا الرجل شاعر ممتاز وأستاذ في الأدب والنقد كما أنه شخصية متوازنة تمتاز بالشفافية والأمانة وحسن الذائقة ويفصل فصلا حسنا بين انطباعاته الشخصية حول الشاعر وبين النص الذي يحكمه. وعن المشاركة في الدورات السابقة، لفتت إلى أنها قد تسعى إلى مشاركات أخرى في مسابقة أمير الشعراء، وذلك بهدف يختلف عن مشاركتها الأولى. الذي كان قاصراً على تقديم نفسها للساحة الشعرية، عبر منبر واسع الانتشار كمنبر أمير الشعراء. ثم وحسبما اضافت: أختبر تجربتي الشعرية بحثاً عن نظرة ذاتية أدق واكثر شفافية تجاه شعري للوصول لأدوات تطور تأخذني إلى حيث أريد الوصول بنفسي كشاعرة. و إذا شاركت مرة أخرى فسيكون هدفي المركز الأول والمركز الثاني سأعتبره فشلا. فإما أفوز بالأول أو يتحدث الناس ويقولون كيف أن لم تفز هذه الشاعرة. هذا يتطلب أن اصل بنفسي لمستوى معين أرضاه وأنافس به، وعندما أجد ثماري، قد نضجت نضجاً حسناً لا نقاش فيه، عندها قد افكر بالمشاركة مرة أخرى. وعن توقعها بأسماء معينة قد تنال شرف الفوز باللقب والجائزة، قالت،» من خلال متابعاتي، هناك مفاجآت سوف تحدث، خاصة وأن مستويات الشعراء الذين وصلوا النهائيات متقاربة ورائعة بالفعل، والشعر أدب وفن. والفن كالجمال نسبي فالشقراء جميلة والسمراء جميلة والصهباء جميلة لكنني قد أرى السمراء الأكثر جمالا ويرى آخر الشقراء الأكثر جمالا وهكذا دواليك. ومع ذلك، فأنا أطرب لشعرهم جميعا، فهم يؤثرون ليس في المستمعين فقط إنما في الشعراء أيضاً، ومن جملة الحديث في هذا المقام، أنني لا أخفي ميلي لما يكتبه الأخ الشاعر وليد الصراف. تحدث أحمد خريس عضو لجنة التحكيم والناقد الأدبي عن علاقته بالمتسابقين قائلاً: «من الطبيعي أن تكون النظرة إليهم واحدة، ولكن بالنسبة إلى الجانب الإنساني في تلك العلاقة، فلا يمكن للإنسان أن يكون مجرداً من العواطف، ولكن نسعى دائماً إلى الموضوعية، خاصة في هذا المحفل، ولا أنكر أنني كإنسان أكون متألماً حين أوجه بعض الملاحظات المتعلقة بأوجه قصور أو سلبيات في هذه القصيدة أو تلك لأحد الشعراء المتسابقين. وبالنسبة لما يقال عن وجود بلبلة في أداء لجنة التحكيم، أعتقد أن ذلك موجود فقط في أذهان من يدعي هذا الرأي، وأستميح الشعراء الذين يعلون من شأن بعض قصائدهم وكأنها للمتنبي أو المعري، لكنها تبعاً لمقاييس النقد الشعري ليست كذلك بالمرة، بالقول إن هناك فارقاً بين الشاعر والناقد، ولابد من وضع ذلك في عين الاعتبار دائماً وأبداً. وبخصوص لقب أمير الشعراء، فهو تتويج للفائز بهذا اللقب أميراً على الشعراء الذين شاركوا في المسابقة، وليس أميراً للشعراء على إطلاق المعنى. لأن كثيراً من الشعراء لهم وجودهم وحضورهم الفاعل خارج إطار المسابقة، وكذلك لأن هذه المسابقة خاصة بالشباب الذين لم يتجاوزوا الخامسة والأربعين، إذاً فاللقب لا ينسحب على الشعراء المكرسين خارج المسابقة في أنحاء العالم العربي. وعن تأثير برنامج أمير الشعراء في واقع الشعر العربي، فهذا واضح تماماً من أن الشباب اليافعين لهم النسبة الغالبة ضمن الموجودين في البرنامج، إذ اخترنا شعراء دون العشرين، وفي بدايات العشرين. وهذا أمر نابع أساساً من اعتقاد القيمين على البرنامج أن تلك المواهب الشابة يجب أن تعطى الفرصة، فمشاركة الشعراء الشباب خاصة في بدايتهم، أكثر نفعاً لمستقبلهم الشعري، لأن التجربة التي يتحصلون عليها من المشاركة قد تقودهم إلى أن يصبحوا شعراء حقيقين في المستقبل، أما الجانب الآخر الذي يمكن تركيز الضوء عليه هنا، فمرتبط بردود أفعال الجمهور، ولقد رأيت مدى اهتمام الفئات الشابة بالبرنامج في محيط الأسرة والأصدقاء، وعرفت شيئاً خص المحيط الأوسع المتعلق بالأردن حيث أعيش، وعاينت مايدور من نقاش حول البرنامج في المواقع والمنتديات الإلكترونية التي تتيح معرفة سن المشاركين، وأستطيع القول إن فئة غير قليلة من الشباب أصبحت تنظر إلى الشعر نظرة إعلاء، وترى في الشاعر أنموذجاً يحتذى، بعد أن ظن المرء استحالة ذلك في هذا العصر المليء بكل ما يسرق الانتباه من الشعر. د. عبدالملك مرتاض: هناك أربعة شعراء يستحقون اللقب د. عبدالملك مرتاض تحدث بداية عن تقييمه لبرنامج أمير الشعراء منذ دورته الأولى وحتى الآن، فقال، أن البرنامج استطاع أن يعيد للشعر العربي الفصيح ثقافته وألقه، كما استطاع أن يحيي عظام الشعراء الرميم، وبعد أن كان اليأس يقتلهم خشية الاملاق، أصبحوا الآن يتطلعون إلى أن يكونوا موسرين. وأعتقد أن هذا البرنامج هو برنامج ثقافي عظيم، و فريد من نوعه بين البرامج الثقافية في العالم العربي، ليس فقط، للجوائز المالية الثرية التي يقدمها على الشعراء، ولكن لأنه يفسح المجال لهؤلاء الشعراء كي تعارفوا فيما بينهم ويتبادلوا التجارب الشعرية، بين شعراء المشرق وشعراء المغرب، وهذا في حد ذاته رائع ومثير. وتجربة الموسم الأول كانت تبدو لنا أغنى بعدد الشعراء المشاركين من حيث العدد، وبقيمة الشعراء من حيث المستوى الفني، لكن فوجئنا بأن الموسم الثاني لم يكن أقل مشاركة ولا أهمية من الموسم الأول. وخشينا أن يكون الموسم الثالث فقيداً من الشعر والشعراء لكننا وجدنا عدد كبير من هؤلاء يشاركون وبمستويات فنية راقية، إلى درجة أنني شخصياً أرى أن نهائي الموسم الثالث أفضل من نهائي الموسم الثاني، فعندنا الآن على الأقل أربعة شعراء كل منهم يستحق أن يكون أميراً للشعراء بجدارة واستحقاق أقصد من الوجهة الفنية الخالصة، ولا ندري إلى ماذا سيفضى التصويت. وعن العلاقة مع أعضاء اللجنة، قال مرتاض، فيما يعود إلى العلاقة النقدية بين أعضاء لجنة التحكيم، أعتقد أنها علاقة موضوعية إلى حد العراقة، وإذا اتفق أن اختلفنا في تقدير الدرجات فإن ذلك يعود إلى القناعات النقدية لكل عضو، وأعتقد أن القائمين على هذا البرنامج وفقوا توفيقاً عظيماً عندما جعلوا عدد الأعضاء خمسة. وأمتي لا تتفق على ضلالة كما يقول الحديث، فإذا حدث وانحاز أحد الأعضاء فإن الأربعة الآخرون سيكونون في غاية الصرامة الموضوعية. أما علاقتنا الإنسانية بيننا فهي في منتهى الحميمية، كان بعضنا لا يعرف بعضنا الآخر، أنا شخصياً لم أكن أعرف سوى د. صلاح فضل، ولكن تشكلت بيننا جميعاً صداقة إنسانية بلغت مستوى الاخوة، فغير علاقتنا كأعضاء هذه اللجنة، فإن صداقتنا ستظل أبدية. واضاف، رائع وجميل أن يتصادق 5 نقاد ينتمون إلى أقطار عربية مختلفة، ويكون السبب في ذلك برنامج شعري، أرجو أن يزداد تألقاً ونجاحاً وأكثر مشاركة من الشعراء في المواسم المقبلة إن شاء الله. وحول سؤال عن أي أي عوامل أثرت على القرارات التي تتخذها لجنة التحكيم بعيداً عن الأسس النقدية والفنية، قال،: أتصور أن وجود شاعر شاب في سن الثامنة عشرة في النهائي دليل على موضوعية لجنة التحكيم، يضاف إلى ذلك أننا نجد شاعرين ينتميان معاً إلى قطر واحد «العراق»، وشاعرين آخرين ينتمون إلى قطر عربي آخر «سوريا»، ولذلك لا أعتقد أن ذلك يعود إلى أن لجنة التحكيم التي اختارت هؤلاء، لكن صرامة الموضوعية هي التي صعدت بهؤلاء إلى االمرحلة الأخيرة. ولو كان التدخل الذاتي موجوداً، لكان في النهائي خمسة شعراء من خمسة أقطار،ووزعوا جغرافياً بين المشرق والمغرب، أنا شخصياً سعيد جداً بوقوع هذا الاتفاق الذي يعطي مصداقية أكثر للبرنامج والقائمين عليه ومن ثم لأعضاء لجنة التحكيم. محمد خلف المزروعي
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©