اتفاق سوري فرنسي على التنسيق والتعاون لتحقيق السلام

بحث الرئيس السوري بشار الأسد أمس في دمشق مع مبعوثين للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قمة الاتحاد من أجل المتوسط المقرر عقدها في باريس الشهر المقبل، وتسلم دعوة للمشاركة في احتفالات العيد الوطني في 14 يوليو في مؤشر على تحسن العلاقات مجدداً بين البلدين· وقالت ''وكالة الأنباء السورية'' إن محادثات الأسد مع كل من الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود جيان والمستشار الدبلوماسي جان دافيد كانت مفيدة وبناءة وعكست اتفاق وجهات نظر الطرفين إزاء ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية السورية الفرنسية بما يخدم مصالح البلدين وأهمية مواصلة بذل الجهود والتعاون والتنسيق بينهما لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة والتأكيد على ضرورة استمرار حث اللبنانيين على تنفيذ اتفاق الدوحة· وأعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان أن موفدي ساركوزي أجريا محادثات مفيدة وبناءة لا سيما بشأن لبنان وأن الطرفين اتفقا على ضرورة توطيد العلاقات الثنائية الفرنسية السورية ومواصلة جهود التنسيق بين الطرفين من أجل إحلال سلام عادل وشامل في المنطقة والاستمرار في تشجيع اللبنانيين على تطبيق اتفاق الدوحة، وأضاف أن الطرفين تطرقا الى العلاقات الثنائية والوضع في الشرق الأوسط وعلى الأخص لبنان والمسار الإسرائيلي السوري في عملية السلام، فضلا عن مشروع الاتحاد من أجل المتوسط· وجاءت زيارة الموفدين غداة دعوة فرنسا والولايات المتحدة الى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين سوريا ولبنان، وكانت العلاقات بين فرنسا وسوريا تدهورت بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في فبراير ·2005 وفي نهاية 2007 أعلن ساركوزي تعليق الاتصالات الثنائية على أعلى مستوى مع سوريا، متهماً إياها بتعطيل انتخاب رئيس في لبنان، واعيد الحوار بين البلدين بعد انتخاب الرئيس اللبناني الجنرال ميشال سليمان في 25 مايو الماضي بموجب اتفاق في الدوحة· ورأت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس من جانبها أن فرنسا ستبلغ سوريا الرسالة الجيدة خلال الاتصالات المقبلة مع الأسد، وقالت في الطائرة التي أقلتها من باريس الى إسرائيل لإجراء محادثات جديدة مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين ''ليس عندي ادنى شك بأن الاتصالات مع الأسد ستوصل الرسالة الجيدة حول الأهداف التي يتقاسمها الفرنسيون والأميركيون في الشرق الأوسط''· واعتبر الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل رئيس حزب ''الكتائب'' الذي ينتمي الى الأكثرية النيابية أمس أن فرنسا تسرعت أكثر مما ينبغي في معاودة الاتصالات مع الأسد، وقال متحدثا لصحيفة ''لو جورنال دو ديمانش'' الفرنسية ''إن لبنان ما زال بدون حكومة ومن الواضح تماما أن الصعوبات ناتجة عن المعارضة، حلفاء سوريا''· وأضاف ''انه قبل استقبال الأسد في باريس نود من فرنسا أن تحصل على ضمانات حقيقية من جانب سوريا فيما يتعلق بسلوكها في لبنان، الانتخابات الرئاسية اللبنانية اختراق ضروري لكنه غير كاف لأن الرئيس ما زال بدون حكومة''، وأشار الى أن دعوة الأسد الى القمة الأوروبية المتوسطية ليست دعوة خاصة لأنها موجهة الى مجموع دول المتوسط''، فيما قال محمد شطح مستشار رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة إن العلاقات بين الدول لا تبنى مبدئيا على اعتبارات متعلقة بالسياسة الداخلية· من جهة أخرى، نقلت صحيفة ''هآرتس'' الإسرائيلية عن شالوم تورغمان كبير مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت توقعه أن تنتقل المفاوضات السورية-الإسرائيلية التي تجري حالياً عبر تركيا إلى مفاوضات مباشرة· مشيرا الى ان هذه المفاوضات لن تتأثر بفضيحة الفساد التي يعاني منها أولمرت حاليا·