الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الطمع والأزمة يغذيان الاحتيال عبر الإنترنت

الطمع والأزمة يغذيان الاحتيال عبر الإنترنت
12 أغسطس 2009 00:35
«يستلزم الاحتيال عبر الإنترنت جُهداً شاقاً»، هذا ما يقوله أحد المحتالين متحدثاً بجدية تامة. فهناك آلام العمود الفقري من الجلوس إلى المكتب، وآلام العين من التحديق في شاشة الكمبيوتر، والقلب ينهج من شرب القهوة للبقاء متيقظاً للتحدث مع أميركيين في أوقات تختلف تماماً عن أوقاتنا، والإنفاق يزيد على أدوية سحرية من المفترض أن تجبر الأميركيين على الدفع، ان النجاح (في الاحتيال) وسط تراجع الاقتصاد العالمي يحتاج إلى مزيد من الإصرار والجهد هذا ما يقوله المحتال. «نحن نكد ونعمل بجد، فهم يعانون من الأزمة المالية هناك» هذا ما يقوله بانجو البالغ عمره 24 عاماً متحدثاً عن الأميركيين الذين نجح هو في كسب ثقتهم، وتمكن من أخذ نقودهم من خلال كمبيوتر ديل المحمول. «فهم مفلسون ونطمع في أن نحصل على ما يريدونه هم من نقود». بانجو هو ذلك الصنف من الأشخاص الذين يطلبون منك مساعدة عاجلة لتحويل ملايين الدولارات، هو ذلك الصنف من البشر الذي لوث سمعة نيجيريا من حيث جرائم الاحتيال عبر الشبكة والتي يقول خبراء إنها في زيادة في أوقاتنا الصعبة هذه. أسهل فريسة تقول السلطات الأميركية إن الأميركيين (أسهل فريسة حسب ما يقوله محتالون نيجيريون) يخسرون مئات الملايين من الدولارات كل عام ضحية لجرائم شبكة الإنترنت منها عصابة تسمى «الغش النيجيري 419» على اسم أحد فصول القانون الجنائي، ونظراً لما يعانيه الأميركيون حالياً من الضغوط المالية فهم يقعون حالياً وبشكل أسهل لعروض الإثراء، حسب ما يفيد به خبراء. رغم عدم وضوح الاحصائيات، يفيد مركز شكاوى جرائم الإنترنت المدعوم من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أن بلاغات الاحتيال الواردة من أميركيين زادت 33 في المئة السنة الماضية وأن نيجيريا بها أكبر عدد من المجرمين في هذا المجال بعد الولايات المتحدة وبريطانيا. وتقول إحدى شركات البحوث الهولندية «التراسكان» إن عروض الاحتيال من نيجيريين داخل هولندا وخارجها زادت بشكل ملموس هذا العام. غير أن مسؤولين نيجيريين يعارضون مسألة شهرة الدولة في الاحتيال عبر الإنترنت متذرعين بأن شبكات الاحتيال تعتمد على عناصر في أنحاء العالم. أتاحت الإنترنت اللاسلكية للمحتالين أن ينتقلوا من مقاهي الإنترنت إلى المساكن الخاصة لكي يحبكوا جرائمهم، ومعظم المحتالين النيجريين عبر الإنترنت هم من الشباب الذين يتعلم بعضهم من البعض. «أنا استغل الطماعين» هذا ما يقوله فيليكس 29 عاماً أحد محتالي البريد الإلكتروني، انك لم تشترك في أي يانصيب (لوثو)، وفجأة تجد رسالة إلكترونية في صندوق بريدك الإلكتروني بأنك ستكسب نقوداً! هذا يعني أنه لابد أنك طماع». وعوداً بالثروة بعض الرسائل الإلكترونية تعطي وعوداً بالثروة ربما على هيئة مجوهرات معلقة في خزينة بنك تخص حاكماً راحلاً، ولكنها تتطلب من الضحية أن يرسل «رسوماً» للإجراءات الورقية أو التأمين، كما أن هناك احتيال لمقابلات التعارف والغرام التي تعطي وعوداً بالحب، ولكن حبيبة القلب تحتاج نقوداً. يقول فيلكس وبانجو إنهما بدآ حين كانا طالبين في الكلية التي لا تبعد الكثير عن لاجوس والتي كانت تذخر بشباب ينعم بسيارات فارهة وملابس رائعة وصديقات حسناوات، كلهم من المحتالين. يقول فيلكس إنه نزل الشارع (بلغة المحتالين) وحصل على (العدة)، وهي عبارة عن نماذج لرسائل أو وسائل ترسل رسائل إلكترونية بأعداد كبيرة وتحصل على قوائم هائلة بعناوين البريد الإلكتروني تشتري عبر الشبكة، ويقول إنه في عهد الرخاء كان يكسب 30000 دولار في الشهر لينفقها على الفنادق وأندية علية القوم والملابس، غير أن عائداته تراجعت حالياً (للأسف) 40 في المئة. يقول شيدي فامدي البروفيسير في جامعة ريجينا في كندا إن الفكرة جاءت لشباب نيجيري عاطل أعوام السبعينيات من أخبار نشرت عن قيام سياسيين فاسدين بتسريب إيرادات بترول في حسابات بنوك أجنبية، فبدأ المحتالون يرسلون خطابات في أعوام الثمانينيات ثم تحولوا إلى البريد الإلكتروني بعد ذلك حسب إيجوي مؤلف كتاب( Taking Balk nigeria ). لجنة الجرائم الاقتصادية تصر السلطات النيجيرية على أنها حازمة جداً حيال منتهكي المادة 419، وتفيد لجنة الجرائم الاقتصادية والمالية النيجيرية أن القضايا من هذا القبيل شكلت 45 في المئة من دعاويها القضائية من عام 2003 إلى 2006، ويقول المتحدث باسم اللجنة فيمي بابا فيمي إن السلطات تعتقل المحتالين في محلات دورية على مقاهي الإنترنت، كما تستخدم اللجنة برامج تغربل الرسائل الإلكترونية الصادرة من نيجيريا بهدف منع جرائم الاحتيال. يقول بابا فيمي إن مثل هذه الممارسات تعطي صورة سيئة عن نيجيريا، ويقول أيضاً إن شركاء المحتالين في الخارج والضحايا الذين يقعون في شرك وعود الإثراء يجب أن يتحملوا نصيبهم من اللوم أيضاً. ولكن في هذه الأيام الصعبة يقول النصابون إنهم يلجأون إلى وسيلة جهنمية: السحر، ويقول بانجو إنه اضطر أحياناً للسفر ست ساعات إلى الغابة حيث يبيع أحد السحرة أدوات ووسائل تساعد على النصب، فهناك مسحوق ثمنه 300 دولار من المفترض أنه يساعد النصاب على أن يأسر الضحية بنفوذه وسلطاته عندما يطلب منها النقود. وهو عبارة عن مسحوق حين يمسح النصاب به وجهه يجعل الضحايا الذين يشاهدون النصاب من خلال كاميرات الشبكة - حسب ما يزعم النصاب - بلا أي مقاومة فلا يمكنهم رفض دفع النقود المطلوبة ونصاب آخر يزعم أنه يأسر الضحية بالحب الرومانسي من خلال ارتدائه عقداً سحرياً يحمل سلحفاة حية حول عنقه. ويقول بانجو إن حال الضحايا يصعب عليه أحياناً لدرجة أنه يعيد إليهم نقوده. ينشر بترتيب خاص مع ذي واشنطن بوست
المصدر: لاجوس، نيجيريا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©