المالكي يطلق عملية تطهير ميسان ويمهل المسلحين 4 أيام للاستسلام

أعطى رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي القائد العام للقوات المسلحة أمس الضوء الأخضر لكبار القادة العسكريين والأمنيين لشن عملية عسكرية بهدف فرض الامن والقانون في محافظة ميسان، وأعلن ميسان منطقة منزوعة السلاح، ممهلا المسلحين في المحافظة اربعة ايام لإلقاء السلاح· وبينما قتل 9 أشخاص بينهم امرأتان وأصيب أكثر من عشرة آخرين في تفجيرات ببغداد ونينوى وكركوك، اعتقلت القوات العراقية 41 مسلحا في إطار عمليات فرض القانون في بغداد· وتهدف العملية العسكرية في ميسان إلى ''وضع حد لفوضى التسلح والجريمة'' في المحافظة التي تعد أهم معاقل التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر· وأصدر المالكي تعليمات اعتبرت من خلالها مدينة العمارة مدينة منزوعة السلاح بدءا من أمس، ومنح من يحمل سلاحا ثقيلا او متوسطا او عبوات ناسفة او بنادق قنص او متفجرات مهلة اربعة ايام تنتهي في 18 من الشهر الجاري لتسليم ما لديهم من هذه الاسلحة والمتفجرات الى الاجهزة الامنية مقابل مكافأة مالية· كما تضمنت التعليمات منح المتهمين ممن لم ''تتلطخ ايديهم بدماء العراقيين'' عفوا لمدة أربعة أيام· وخول المالكي القوات المسلحة من الجيش والشرطة والعمليات الخاصة وغيرها صلاحية الانتشار في كافة انحاء المحافظة وتنفيذ حملات تفتيش واسعة عن الاسلحة والمتفجرات المطلوبة وإلقاء القبض على المطلوبين للقضاء، ومنح مكافأة مالية مجزية لمن يدلي بمعلومات مفيدة عن أماكن أو مخابئ الاسلحة ومالكيها وعن المجرمين المطلوبين للعدالة· وعزا ''نقص الخدمات والاوضاع غير المستقرة'' في ميسان وكبرى مدنها العمارة الى ''محاولة الخارجين على القانون ان يجعلوا سلطتهم فوق السلطة الوطنية''· وانتشرت القوات العسكرية والامنية في شوارع المدينة واغلقت عددا من الجسور وأقامت نقاط تفتيش في جميع مداخل المدينة والمخافر الحدودية مع ايران· وأفاد شهود عيان أن مكتب الصدر وسط العمارة اغلق ابوابه فيما انتشرت دبابات في الشوارع الرئيسة القريبة واقام الجنود حواجز تفتيش· وعبر التيار الصدري عن مخاوفه من ان تكون العملية موجهة ضد انصاره في ميسان التي تعتبر ابرز معاقله، بالاضافة الى مدينة الصدر التي يتحدر غالبية سكانها من هذه المحافظة· وقال صلاح العبيدي المتحدث باسم التيار الصدري ''لدينا مخاوف كبيرة من ان تكون الحملة موجهة ضدنا، ولذا بادرنا الى تقديم عرض لمساعدة الحكومة لكننا لم نتلق جوابا منها''· واضاف ''لا نريد ان يتكرر ما حدث في البصرة، نريد أن تتعامل الحكومة مع هذه القضية كما تفعل في الموصل، حيث أعطت المجال واسعا لتحرك برلماني وشخصيات عشائرية من أجل تفادي وقوع ضحايا ابرياء''· بدوره، قال مصدر امني في العمارة ان وزير الداخلية جواد البولاني، ''أقال قائد شرطة المدينة اللواء علي وهان المالكي، وعين بدلا عنه اللواء أسعد السوداني''· واضاف ان ''الاستعدادات لا تزال جارية''، مشيرا الى ان ''غرفة العمليات تنتظر وصول المالكي للاشراف عليها''· من جهة أخرى، قتل نقيب في الجيش مع زوجته ووالدته في حي الجامعة ببغداد واصيب نجله البالغ من العمر 12 عاما على يد مسلحين مجهولين· وفي إطار عمليات ''تطهير بغداد من الزمر الارهابية'' اعتقلت القوات العراقية 41 مسلحا وضبط اسلحة وابطال مفعول عبوتين ناسفتين في عمليات شملت مناطق المحمودية والصدر والاعظمية وبغداد الجديدة والرشيد، مما أسفر عن مقتل جندي عراقي وجرح خمسة آخرين''· كما انفجرت عبوة بالقرب من مبنى الجامعة التكنولوجية ببغداد، حيث يؤدي الطلبة امتحاناتهم السنوية، وأدت الى اصابة عدد من الاشخاص واحتراق سيارة، ومحال تجارية ومطاعم في المنطقة· واغتال مسلحون استاذا في كلية العلوم بجامعة نينوى بينما كان داخل سيارته في حي الحدباء بعد مغادرته منزله كما اصيب اثنان من ابنائه كانوا برفقته''، كما قتل اثنان من عناصر الشرطة في حادث منفصل بعد أن فتحت جماعة مسلحة النار عليهما في سوق السرج خانة بالمدينة· وفي كركوك قتل جندي ومدني وأصيب جنديان آخران اثر انفجار عبوة استهدفت دورية للجيش جنوب المدينة· وفي السياق، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري أمس أن العراق سيتسلم المسؤولية الأمنية عن محافظة القادسية أواخر يوليو المقبل من القوات متعددة الجنسيات·