الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رُكن الطفل الصغير يستقطب براعم حضانات العاصمة

رُكن الطفل الصغير يستقطب براعم حضانات العاصمة
18 مارس 2011 19:07
من قال إن معارض الكتاب هي معارض للكبار فقط؟ لا شك أن هذا السؤال هو ما أرادت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث الإجابة عنه من خلال تخصيص ركن لأنشطة الأطفال اسمه “ركن الإبداع” يشمل ثلاثة مجالات هي المسرح وركن الطفل الصغير وورشة العمل، إضافة إلى حافلة “كتاب” التي تتيح للأطفال الصعود على متنها والتمتع بمطالعة قصصهم المفضلة، وجناح لكتب وقصص الأطفال وتشكيلات متنوعة من الألعاب التعليمية الهادفة والمختلفة تماماً عما ألفنا إيجاده في متاجر ألعاب الأطفال التي لا يناسب الكثير منها أطفالنا وثقافتهم. أطفال هنا وهناك يتصفحون القصص الملونة ويتأبطون ألعاباً غنموها من زيارتهم هذه، وآخرون ينشدون أناشيد حضاناتهم وآخرون ينصتون إلى حكايات، وآخرون يرسمون ويلونون ويندمجون في أنشطة وتسال تعليمية وتربوية مختلفة في ورش العمل التوضيحية. في إطار متابعتنا لمعرض أبوظبي للكتاب الذي يُقام تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بتنظيم من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وشركة “كتاب” خلال الفترة 15-20 من الشهر الجاري، قمنا بزيارة للمعرض وتوجهنا إلى مجموعة من الأطفال وسألناهم فأجابوا بكلمات متقطعة بأنهم من حضانة “عالمي ممتع” وإنهم جاؤوا رفقة مشرفاتهم لزيارة المعرض. طلبنا منهم مرافقتهم في جولتهم بالمعرض فوافقوا ببراءة تناسب براءة ابتساماتهم وتلقائية حركاتهم. زاروا جناح “مجلة ماجد” فحصل كل واحد منهم على هدايا من بينها روزنامة 2011، ففرحوا بها ورفعوها عاليةً. انتقلوا إلى جناح آخر يشمل معروضات أكاديمية الأطفال المبدعين، فاستمعوا إلى شروح عن منشوراتها وأنشطتها التربوية والتعليمية وتناولوا بعض محتويات طاولات العرض وكلهم فضول وإعجاب، ولسان حالهم يقول “نحن أطفال مبدعون”، ثم انتقلوا إلى جناح دار المنى وجناح معهد مصدر الذي خصص منشورات خاصة بالأطفال وهدايا قال ممثلوا مصدر إنها تهدف إلى غرس الثقافة البيئية في نفوس الأطفال وتشجيعهم منذ الصغر على تبني ممارسات صديقة للبيئة. حكاية ونشيد بعد هذه الجولة، طالب بعض الأطفال بالاستماع إلى حكاية من الحكايا، وهو طلب استجابت له المشرفة مريم أبو عيدة بسرعة، وتلت عليهم إحدى الحكايا التربوية عن الأبوين والأطفال وما ينبغي عليهم القيام به في المنزل من مساعدة الأم في توظيب أغراض البيت عندما تتعب أو تمرض وأهمية التوجه للنوم مبكرا وغيرها من القيم المفيدة. بعدها ردد الأطفال أكثر من نشيد من بينها النشيد الوطني “عيشي بلادي”. كانت هذه الأناشيد بمثابة استراحة محاربين صغار، انتقلوا بعدها إلى ركن آخر من أركان المعرض، حيث استمعوا إلى قصة صوتية للأطفال (شريط سمعي محكي بطريقة مبسطة) جلسوا مطرقين لها السمع وكأن على رؤوسهم الطير. وسألنا “الحكواتية” مريم عن المصدر الذي اكتسبت منه تقنيات السرد والحكي، فقالت إنها تتلقى هي وبقية زميلاتها دورات تطوير مهني شهرية يحاضر فيها متخصصون وخبراء عن كيفية سرد قصص الأطفال وطرق التعامل الحديثة مع الطفل، وإن آخر دورة نظمتها الحضانة استضيف فيها الدكتور مصطفى أبو السعد والأستاذة نسرين العقاد، إضافةً إلى اطلاعهن على آخر الإصدارات والكتب التثقيفية حول فنون التعامل مع الطفل. دعوة ونداء توجهنا إلى إحدى مرافقات الأطفال، إيمان الزعبي، نائبة مديرة حضانة عالمي ممتع، وطلبنا تعليقها عن هذه الزيارة، فقالت إن مديرة الحضانة الأستاذة لطيفة الحوسني وجهت بزيارة المعرض بمجرد علمها بتخصيص ركن الطفل الصغير، وذلك من منطلق حرص إدارة الحضانة على تحبيب الأطفال في القراءة والمطالعة الحرة وإثراء معارفهم وتعزيز قيمة الكتاب في نفوسهم، وجعل التعلم متعة واللعب معرفة، وتوسيع ملكات الإبداع والخيال لديهم. وأضافت الأستاذة الزعبي إنها ترى في معرض الطفل الصغير فرصةً لتنويع أنشطتهم الموجهة للأطفال ومساعدتهم على الاستمتاع وعدم الشعور بالملل، ودعت جميع الآباء إلى عدم تفويت فرصة زيارة المعرض، لا سيما أن فترة انعقاده لا تتجاوز خمسة أيام، وتمنت على منظمي المعرض أن يمددوا فترته مستقبلاً حتى يتسنى لأكبر عدد من الآباء والأطفال من أبوظبي وباقي إمارات الدولة زيارته. إضافة نوعية عن الإضافة التي حصل عليها الأطفال من هذه الزيارة، قالت الأستاذة إيمان “تغيير روتين الأنشطة وغرس أهمية القصة والكلمة المكتوبة هي أهم إضافة من هكذا زيارة. فنحن نحرص على تنويع أنشطتنا حتى يتفاعل معها الطفل ولا يشعر بالملل، فنخصص داخل الحضانة على سبيل المثال يوماً مفتوحاً كل أسبوع. ولذلك فإننا ننظم لأطفالنا زيارات خارجية مختلفة تعرفهم على مختلف مناحي الحياة وتُساعدهم على الاستئناس بالمرافق الترفيهية التي تضمها أبوظبي. كما ننظم لهم ألعاباً يوميةً وأنشطة مسرح العرائس ونُلبسهم ملابس الشخصيات الكرتونية الهادفة التي يحبونها، كما نقرأ لهم كل يوم قصةً تروي حكاية تربوية تحمل قيماً تتماشى مع ثقافتنا وديننا الحنيف. أما التلفزيون، فنحاول ألا نتيح للأطفال مشاهدته إلا خلال فترات انتظار قدوم آبائهم، وهي فترات لا تتعدى في حد أقصى نصف ساعة، وأضافت وابتسامة تعلو وجهها “يكفيهم عدد الساعات الطويلة التي يشاهدون فيها التلفاز في منازلهم، وهم جاؤوا هنا بالأساس ليلعبوا ويمرحوا في جو يساعدهم على تفريغ طاقاتهم وجهدهم بالشكل الإيجابي والتربوي الأمثل”. سالمون غانمون ودعنا أطفال حضانة عالمي ممتع عند ختام جولتهم في المعرض عند الظهر، كان التعب بادياً عليهم، لكن الابتسامات كانت تعلو وجوههم وعلامات الفرح تغمرهم وكل واحد منهم متأبط أكثر من هدية أبرزها “القصة العملاقة” ذات الألوان المزركشة والصور الكبيرة الجذابة والملفتة وروزنامة مجلة “ماجد”، تروي كل صورة منها أكثر من حكاية. تركوا ركن الطفل الصغير، لكن أخذوا معهم ذكريات وهدايا لا شك أنها ستؤرخ هذا الحدث وتحفره في قلوبهم بما شمله من أنشطة وتلاوين وحكايا وقصص وأناشيد، جاؤوا خاويي الوفاض وعادوا سالمين وغانمين بهدايا وتذكارات، والأفضل من هذا وذاك، بقيمة عليا وهي حب الكتاب وحب الكلمة المكتوبة والمسموعة وبقيم تربوية وتعليمية وترفيهية سامية ترسخ قناعةً ثابتةً مفادها أن المتعة تتحقق مع الاستفادة وأن القراءة هي متعة للروح تعلو ولا يعلى عليها، وأن للأطفال الصغار والبراعم مكانهم في معارض الكتاب، وأن مشاركتهم فيه وتفاعلهم معه لا يقل عن تفاعل الكبار، وإنما قد يفوقه ويتجاوزه، وأكدوا للمنظمين من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن حدسهم كان صادقاً وأن مبادرتهم بتخصيص ركن للطفل الصغير كانت مدروسة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©